زكي بن ارشيد يخاطب الرئيس الامريكي اوباما عبر السفارة الامريكية


جراسا -


دعا الامين العام للحزب زكي بني ارشيد الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما الى ترجمة وعوده بالتغييرمن خلال وقف مظاهر العدوان على العالم
الاسلامي ورفع الدعم الذي توفره الادارة الامريكية للنظم المستبدة والشروع في حوار مع القوى السياسية التي تمثل الشعوب في العالم الإسلامي.

وقال في رسالة بعث بها عبر سفارة الامريكية في عمان ان التغيير الذي تسعى له أمريكا هو "حق طبيعي لكل الشعوب والأمم"، وان العائق أمام التغيير في عالمنا الإسلامي هي "الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي فضلت مقايضة المبادئ بالمصالح".

وتابع بالاشارة الى ان "اقصر طريق لتحقيق حلم التغيير في منطقتنا هو بالانفتاح والحوار مع الحركات القوى السياسية التي تمثل الشعوب في العالم الإسلامي".

ورحب بني ارشيد بوعود اوباما مطالبا اياه بالبرهان على صدقية هذه الطروحات وقال "إننا بما نملك من حس إنساني منفتح ومتحضر،نمد ايدينا لعلاقات متوازنة سمتها العدالة والإحسان والاحترام المتبادل، والشوق العظيم إلى عالم يسوده الأمن والعدل والسلم والاحترام والتقدير، ويسعى إلى حوار حضاري بين الثقافات والحضارات"وقال ان وعد اوباما بالتغيير ، الذي ساد حملته الانتخابية،يدعو الى "التفاؤل"،غير انه اشار
الى ان العالم "بحاجة إلى مرحلة جديدة تخرجنا من قيد التمنيات والشعارات إلى ملامسة
تحقيق تلك الوعود النرجسية البراقة".

وذكّر بني ارشيد اوباما بان سلفه بوش وعد العالم بالحرية والديمقراطية، ولكنه نكثت بوعوده، وداس على كرامة الإنسان وقيمه،منوها الى الصور التي تجلت في أفغانستان والعراق وفلسطين، ولبنان، و "قاعدة باغرام ، وأبو غريب، وغوانتانامو وغيرها، وأخيرا في محرقة غزة ".كما اشار الى ان
ادارة بوش "دعمت أنظمة الفساد والاستبداد وباركتها في مواجهة الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، في سلب إرادتها وحرمانها من الديمقراطية، وفي تزويرها للانتخابات".

واعقب بني ارشيد بالتساؤل " لماذا هذا الحقد والانحياز والتدمير؟ ولماذا تكرهوننا؟".

وقال"هكذا إذاً تحالفت الإدارة السابقة مع الحكام الذين يقفون في المكان الخاطئ من التاريخ،
فكان وداعها في العراق في مشهد مزر وبائس، نأمل أن لا يتكرر" .

وتابع" الحق الطبيعي إن تختار الأمم والشعوب نمط الحياة التي يختارها ويحقق لها مصالحها
وسعادتها، ونحن الذين نسعى لنتمتع بهذا الحق، فليس من العدل والمنطق محاولة فرض
نمط الحياة الذي يحاول الآخرون فرضه علينا".

واشار الى ان أمريكا "عانت" من "عزلة دولية"، وخاصة في العالم الاسلامي، وكانت تقف
دائما امام السؤال الكبير "لماذا يكرهوننا؟" وتابع بالاجابة "لقد كان السبب في ذلك تلك السياسات
الاستعلائية في التعامل مع الآخرين، وعلى الرغم من المحاولات والبرامج الدعائية والاعلامية والميزانيات
التي رصدت لتحسين صورة أمريكا، الا انها فشلت لانها لم تبدأ من البدايات الصحيحة، فاستمرت في عزلتها
حتى الآن".

وقال "نحن نقدر أن أهم أسباب التغيير الذي انحاز له الشعب الامريكي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة،
رغبته في الخروج من تلك العزلة العالمية التي أفسدت الحياة ودمرت الاقتصاد".

وشدد على ان الرأي العام العالمي اليوم "يؤكد بأن الخطر الحقيقي على الامن والسلم العالمي، هو الارهاب الاسرائيلي في فلسطين، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة، من قتل وحصار ودمار، لم ينج منه طفل في مدرسته، ولا طبيب في مشفاه، ولا مسعف في سيارة اسعافه، ولا مدرسة للامم المتحدة، ولا ميت في قبره، ولا مصل في مكان عبادته، وانتهكت اسرائيل كل المحرمات، واستخدمت الأسحلة المحرمة".

وهنأ بني ارشيد اوباما يتوليه منصبه كما هنأ الامريكيين بامتلاكهم حق اختيار من يمثلهم وقال "يطيب لي وقد استمعت باهتمام إلى خطابكم لحظة التنصيب الرئاسي في البيت الأبيض، أن أهنأكم بثقة الشعب الأمريكي، وأبارك لكم المنصب، وأرجو أن تكون هذه هي اللحظة التي ينتظرها الجميع –لحظة التغيير الايجابي-" .وتابع"كما لا يفوتني أن أهنأ الشعب الأمريكي الذي تمسك بحريته، وتقرير مصيره، وحقه المستمر باختيار من يمثله ويحكمه"،واشار الى ان ما يتمتع به الشعب الامريكي هو ما "حرمت" منه شعوب العالم الإسلامي،التي قال انها "ووقعت" فريسة التسلط والاستبداد فضلاً عن العنجهية والعدوان، والانحياز والفوقية التي "اعتمدها سلفكم المنصرف جورج بوش".

وختم بالاعراب عن التمنيات لاوباما "بتحقيق الأهداف والقيم الإنسانية النبيلة، تلك التي تؤسس لحضارة إنسانية على هذا الكوكب الذي نعيش عليه جميعا، ونحن شركاء في بنائه وتطويره".

وفيما يلي نص الرسالة باللغة العربية:
السيد باراك حسين اوباما المحترم
رئيس الولايات المتحدة الامريكية – واشنطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛؛

يطيب لي وقد استمعت باهتمام إلى خطابكم لحظة التنصيب الرئاسي في البيت الأبيض، أن أهنأكم بثقة الشعب الأمريكي، وأبارك لكم المنصب، وأرجو أن تكون هذه هي اللحظة التي ينتظرها الجميع –لحظة التغيير الايجابي- .

كما لا يفوتني أن أهنأ الشعب الأمريكي الذي تمسك بحريته، وتقرير مصيره، وحقه المستمر باختيار من يمثله ويحكمه، وهو الحق الذي حرمنا منه نحن شعوب العالم الإسلامي، ووقعنا فريسة التسلط والاستبداد والعنجهية والعدوان، والانحياز والفوقية التي اعتمدها سلفكم المنصرف جورج بوش.

سيادة الرئيس
نحن امة الإسلام أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نرد التحية بأحسن منها أو مثلها قال تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا". صدق الله العظيم.

وإننا بما نملك من حس إنساني منفتح ومتحضر، يمد يده لعلاقات متوازنة سمتها العدالة والإحسان والاحترام المتبادل، والشوق العظيم إلى عالم يسوده الأمن والعدل والسلم والاحترام والتقدير، ويسعى إلى حوار حضاري بين الثقافات والحضارات، نرحب بوعدكم للتغيير، الذي ساد حملتكم الانتخابية، الأمر الذي أغرى الكثير بأمل وتفاؤل طال انتظاره بعد إن استهلك من كثرة الاستعمال، وفقد الكثير من ألقه وتوهجه، فنحن بحاجة إلى مرحلة جديدة تخرجنا من قيد التمنيات والشعارات إلى ملامسة تحقيق تلك الوعود النرجسية البراقة.

سيادة الرئيس:
أن الحديث عن الصداقة بين الشعوب التواقة للحرية واحترام المصالح المتبادلة، يدفعنا أن نذكّر سيادتكم أن الرئاسة السابقة للولايات المتحدة وعدت العالم بالحرية والديمقراطية، ولكنها نكثت بوعودها، وداست على كرامة الإنسان وقيمه، وتجلت تلك الصور في أفغانستان والعراق وفلسطين، ولبنان، و "قاعدة باغرام ، وأبو غريب، وغوانتانامو وغيرها، وأخيرا في محرقة غزة ". بل ودعمت الإدارة الراحلة أنظمة الفساد والاستبداد وباركتها في مواجهة الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، في سلب إرادتها وحرمانها من الديمقراطية، وفي تزويرها للانتخابات. فحق لنا إن نسأل لماذا هذا الحقد والانحياز والتدمير؟ ولماذا يكرهوننا؟ . هكذا إذاً تحالفت الإدارة السابقة مع الحكام الذين يقفون في المكان الخاطئ من التاريخ، فكان وداعها في العراق في مشهد مزر وبائس، نأمل أن لا يتكرر .
سيادة الرئيس:
إن التغيير الذي تسعى له أمريكا هو حق طبيعي لكل الشعوب والأمم، وان العائق أمام التغيير في عالمنا الإسلامي هي الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي فضلت مقايضة المبادئ بالمصالح. وان الحق الطبيعي إن تختار الأمم والشعوب نمط الحياة التي يختارها ويحقق لها مصالحها وسعادتها، ونحن الذين نسعى لنتمتع بهذا الحق، فليس من العدل والمنطق محاولة فرض نمط الحياة الذي يحاول الآخرون فرضه علينا.

سيادة الرئيس :
لقد عانت أمريكا من عزلة دولية، وخاصة في العالم الاسلامي، وكانت تقف دائما امام السؤال الكبير "لماذا يكرهوننا؟" لقد كان السبب في ذلك تلك السياسات الاستعلائية في التعامل مع الآخرين، وعلى الرغم من المحاولات والبرامج الدعائية والاعلامية والميزانيات التي رصدت لتحسين صورة أمريكا، الا انها فشلت لانها لم تبدأ من البدايات الصحيحة، فاستمرت في عزلتها حتى الآن، ونحن نقدر أن أهم أسباب التغيير الذي انحاز له الشعب الامريكي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، رغبته في الخروج من تلك العزلة العالمية التي أفسدت الحياة ودمرت الاقتصاد، ونحن نتساءل بدورنا لماذا هذا الانحياز والحقد والتدمير ؟؟ .

سيادة الرئيس:
لقد سررنا بعزمكم على التغيير ، والاعلان عن قدرتكم لتحقيق ذلك عندما أكدتم أنكم قادرون "Yes We Can " ونقول أيضا نحن قادرون وقادمون، نعم قادرون "Yes We Can" .

ولا يفوتني يا سيادة الرئيس أن اذكركم أن الرأي العام العالمي اليوم يؤكد بأن الخطر الحقيقي على الامن والسلم العالمي، هو الارهاب الاسرائيلي في فلسطين، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة، من قتل
وحصار ودمار، لم ينج منه طفل في مدرسته، ولا طبيب في مشفاه، ولا مسعف في سيارة اسعافه، ولا مدرسة
للامم المتحدة، ولا ميت في قبره، ولا مصل في مكان عبادته، وانتهكت اسرائيل كل المحرمات، واستخدمت الأسحلة المحرمة.
وأذكر أيضا ان الادارة السابقة هي التي تنكرت لخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي، ورفضت التعامل مع الممثل الشرعي الذي اختاره الشعب الفلسطيني بانتخابات حرة ونزيهة، ليس لها مثيل في العالم العربي.

إن اقصر طريق لتحقيق حلم التغيير في منطقتنا هو بالانفتاح والحوار مع الحركات القوى السياسية التي تمثل الشعوب في العالم الإسلامي.

وأخيرا أتمنى لك نجاحا عمليا في تحقيق الأهداف والقيم الإنسانية النبيلة، تلك التي تؤسس لحضارة إنسانية على
هذا الكوكب الذي نعيش عليه جميعا، ونحن شركاء في بنائه وتطويره.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام


الامين العام
لحزب جبهة العمل الاسلامي

زكي بني ارشيد
عمان – الاردن



تعليقات القراء

دوما جاهزين
يعني ياسيادة الرئيس احنا جاهزين نتعامل معاكم لانه احنا اللي منحقق مصالحكم؟؟هذه تفسير لبرقية الاخوان
21-01-2009 10:44 PM
إلى زكي بني أرشيد الامين العام لجبهة العمل الاسلامية
سؤال طبيعى ومنطقى يجب أن يخطر على بال أى عاقل فى عالمنا الإسلامى البائس. لكن ما سيصبنى بالدهشة هو إجابة هذا السؤال .. فالإجابة واضحة مثل الشمس حتى لطفل فى العاشرة وهو أن الطريقة الديمقراطية فى اختيار الحاكم أفضل من الطريقة الإسلامية. لكن ستجد من لا يحبذ الطريقة الأمريكية (أو الديمقراطية عموماً) .. ستجد معظم هؤلاء من الإسلاميين. ستجدهم يحاولون بكل الطرق إلقاء الطين على الأسلوب الديمقراطى فى الحكم بسرد مجموعة من التهم المكرة والمملة والتى سئمنا سماعها. مثل ديمقراطية الجنس والعهر واللواط إلى ديمقراطية أبو غريب وجوانتينامو إلى ديمقراطية التفرقة العنصرية وانتهاءً بالسبب الجاهز الممل لحد السآمة .. سبب أو تعليل أن كل هذا تمثيلة قد سبق إعدادها لكى يضحكوا على البلهاء أمثالنا لكى يبقونا دائماً تحت سيطرتهم!!بدون الدخول فى مناقشات جانبية ليس من ورائها طائل دعونا نتخذ أسلوب واحد للمقارنة وهو أن العبرة بالخواتيم. وعن كيف بدأت التجربة الأمريكية فى أسلوب الحكم وهو الديمقراطية وكيف بدأت التجربة الإسلامية فى أسلوب الحكم بالبيعة والشورى غير الملزمة. وسأترك الحكم لسيادتكم وأنا متأكد من أن الإسلاميين سيلعنوا التجربة الأمريكية ثم سيحاولون تجميل التجربة الإسلامية بأقوال عامة وغير محددة مثل إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى. طيب .. فلنقارن .. ثمانى سنوات من حكم الجمهوريين فى أمريكا أجمع الكل على مدى بشاعتها وردائة رئيسها (بوش) .. لكن عندما حان وقت التقويم, تم هذا بدون قطرة دم واحدة وبأرقى أسلوب .. ولا ينكر هذا إلا جاهل أوغبى أو متغابى. فقط قارنوا هذا بأول محاولة تقويم فى الأسلوب الإسلامى (الثورة ) تسيل الدماء بسببها أنهاراً.
22-01-2009 06:12 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات