الاردنُ دولةٌ جاذبةٌ، أم ماذا؟؟؟


ان ما تشهده الساحة السورية من مظاهرات تنادي بالحرية للشعب، وشعارات سياسية مناهضة للنظام، ترافقت بسقوط مئات الشهداء من مدنيين وعسكريين, كما شهدت المناطق الحدودية حركة نزوح لسوريين الى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا والاردن, ونسمع عن استعدادات وتحضير للعدد المتوقع الذي سيستقبله الاردن من اللاجئين، ولم نسمع عن مثل هذه الاعدادات أو التحضير على الاراضي اللبنانية أو العراقية، حتى ذهب الكثير يتساءل عن الاسباب وراء اهتمام الاردن الدائم لاستقبال اللاجئين، وعن الجدوى من التزايد الغير طبيعي على عدد السكان نتيجة لهذه الهجرات المتلاحقة واللجوء من احداث هنا أو حرب هناك، على الرغم ان الأردن ليس له أي علاقة أو صلة بهذه الاحداث، وليست دولة مجاورة لهذه الدول في اكثر الحالات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر دخل للأردن من لاجئي البوسنة والهرسك، أيام حرب البلقان، ودخل اثناء وبعد حرب الخليج ما يتجاوز مليوني لاجئ قادمين من كافة دول الخليج ومن العراق، وابان الحرب الاهلية اللبنانية في الثمانينات من القرن المنصرم وما تبعه من الاعتداءات الاسرائيليه المتكررة عليها، فقد دخل للأردن عدة الالف من المواطنين اللبنانيين، واما والحديث عن اللاجئين فالأردن على موعد لاستقبال اكثر من نصف مليون لأجيء من مخيم اليرموك في دمشق وعشرات الالف من المواطنين السوريين كما هو متوقع، وهناك تهديدات اسرائيلية لتهجير عشرات الالف من اخواننا فلسطينيي الضفة الغربية وعرب ال 48، فبالله عليكم يا دولتنا العتيدة وياء حكوماتنا المتعاقبة، نريد ان نفهم حتى لا نفهم متأخرين، هل مهمة الاردن أن تكون دولة جاذبة للاستثمار، ام جاذبة للاجئين؟؟؟ أم ماذا، ولماذا؟؟؟ .
لا نجد ما يبرر ان يكون الاردن خزاناً للاجئي العالم، ونحن نعرف حجم الاضرار الناجمة عن هذه السياسات، حيث زادت من اعبائه الاقتصادية وشوهت تركيبتة الاجتماعية، رغم أن الأردن ليس من الدول الموقعة على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين، ويُعد من افقر خمسة دول في العالم بالمياه، وليس من عداد الدول الغنية، حيث نسب الفقر والبطالة فيه من أعلى النسب عالمياَ، وأما مساحته فيقاس من الدول الصغيرة جداً، فلماذا يكون قدره أن يستوعب كل هذه الهجرات؟؟، وما ذنب المواطن الاردني حتى يزداد فقره، ويبحث عن عمل فلا يجده، واصبح حُلماً ان يتملك منزلاً ليسكنه مع عياله؟؟؟، فقدم بنيته التحتية بدون مقابل، من طرق ومدارس وجامعات وخدماته الصحية والاجتماعية التي بناها هذا الشعب بدمه وعرق جبينه، والأسوء انها لم تعد في متناول يد90% من الشعب الاردني، إما بسبب ارتفاع الاسعار للحصول عليها، او بسبب الزحمة للوصول اليها، وما حصل من اختناقات وحوادث مرورية في المدن وعلى الطرق الخارجية، وزادت نسب الجريمة والعنف المجتمعي، فما هي دواعي أن يُقدم الشعب الاردني هذا الحجم الضخم من التضحيات؟؟ وما هو الثمن الذي يتلقاه الاردن مقابل ذلك على حساب كرامتة ودم ابنائه وقوت شعبه؟؟؟؟؟
ان أي مراقب لوضع الداخل الاردني، يجد ان المهاجر أو اللاجئ اليه، يتمتع بامتيازات لا يتمتع بها المواطن ، ويستفد من كل انواع الدعم والاعفاءات الضريبية، والادهى من ذلك، أن الحكومات تمن على الشعب بتقديم الدعم للمواد الاساسية والخدمات، مع العلم ان هذا الدعم يتمتع به كل من يعيش فوق الاراضي الاردنية او حتى يمر عبرها، وتضيع الملايين ولا يوجد من يحرك ساكنا لحصر هذا الدعم لمستحقيه فقط، وكأن الدنيا خلت من حلول لهذه المعضلة الاردنية، ليكون الحل عند حكوماتنا دائما، مزيد من الضرائب على المواطنين، إما لتغطية العجز في الموازنة أو لتمويل مشروع لا نعرف من اخترعه ولا عن مدى نجاحة أو فشله، وهذه الظاهرة الاردنية لم نجد لها مثيلاً في العالم، فالى متى سيبقى هذا الوضع قائم والوطن والمواطن وحدهم من يضحي ويدفع الثمن؟؟؟؟ .
حما الله الاردن وابقاه عزيزاً شامخاً بشعبه وقيادتة، ونصره على كل متأمر وماكر...



تعليقات القراء

د محمد الطراونه
عليكم يا دولتنا العتيدة وياء حكوماتنا المتعاقبة، نريد ان نفهم حتى لا نفهم متأخرين، هل مهمة الاردن أن تكون دولة جاذبة للاستثمار، ام جاذبة للاجئين؟؟؟ أم ماذا، ولماذا؟؟؟ .
كلام اكثر من رائع ويؤشر على قضيه هامة جدا لم يؤشر لها من قبل
06-12-2011 11:01 PM
هذلول \جعر خمشان
الكاتب الكريم

(الاردنُ دولةٌ جاذبةٌ، )حسب استثماراتي بالغنم ,انها دوله طارده للاستثمار
07-12-2011 03:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات