من "الخوري" الى "الإمام" .. لهذا حجبت الثقة


تقول الرواية الشعبية المتداولة... أن سكان قرية "طليانية" غالبية أهلها من المسيحيين، كانوا قد عانوا من الاستغلال والابتزاز على يد "الخوري" ولسنوات طويلة، حيث كان يستغل اعترافاتهم بالخطيئة لينال من أموالهم وأعراضهم ويبث الفتنة والفرقة بينهم، ولمّا ضاقوا ضرعاً ولم يعد بهم تحمل المزيد، نصحهم أحد العقلاء بتقديم شكوى ضد ذلك "الخوري" لدى "المطران" الكائن في المدينة التابعة لها قريتهم.
تجمع سكان القرية وتشاروا في الاقتراح، فكان التأييد بالاجماع، وشكّلوا وفدا من كبار القرية وأعيانها، وتوجهوا الى "المطرانية". استقبلهم "المطران" بكل حفاوة وترحاب، وبعد أن استمع الى شكواهم وعدهم بإصدار قرار بتنحية "الخوري" فورا وتعيين "خوري" آخر سيعمل على إنصافهم.
خرج وفد القرية فرحين بقرار "المطران" ووصلوا قريتهم وبشروا أهالي القرية بالفرج، وفي اليوم التالي، ذهبوا لتقديم التهنئة لـ "الخوري" الجديد، ويا ليتهم لم يذهبوا، حيث وجدوا أن "الخوري" هو ذاته القديم لكنه بلباس جديد واستبدل إسمه بإسم آخر، ليستمر مسلسل الاستغلال ذاته وبطريق أقسى من ذي قبل!!!.
استنفر السكان ونقلوا غضبهم الى الوفد الذي قابل "المطران"، وأكدوا على مطالبتهم بحتمية تغيير "الخوري" وإلا أن العواقب لن تكون حميدة.
ذهب وفد آخر الى "المطرانية" ونقل أعضاؤه عتب سكان القرية، وشرحوا لـ "المطران" ما يقوم به "الخوري" الجديد-القديم من أفعال استغلال أبشع من وأقذر من قبل. وحيث لم يغادر الوفد مجلس "المطران" كان قرارا قد صدر بتعيين "خوري" جديد. وما أن وصل الوفد الى القرية حتى اكتشفوا أنهم شربوا ذات "المقلب"، حيث أن "الخوري" هو نفس "الخوري".. ثياب أجد وإسم أحدث، وأساليب استغلال وابتزاز لم تخطر على بال السكان!!.. وتكرر الامر مع أهالي القرية أكثر من أربع مرات، حتى لم يجدوا أمامهم أي منفذ أو خلاص من واقعهم، فتشاروا فيما بينهم فوصوا الى قرار يقضي بإعلانهم إعتناق الاسلام، لإعتقادهم أنه الحل الأفضل الذي يخلّصهم من استغلال "الخوري" وتلكؤ "المطرانية".
غادر وفد من القرية الى المدينة بغرض مقابلة "المفتي" و"القاضي الشرعي" وأعلنوا إعتناق أهالي القرية للاسلام، عاد الوفد الى القرية وفي الأثناء كان المؤذن يدعوا للصلاة، فتوجهوا جميعا صوب المسجد، وما أن دخلوا حتى وجدوا ذات "الخوري" القديم، قد سبقهم بإعتناقه الاسلام، وتم تعيينه اماما للمسجد!!!.
سقط الأمر من من أيدي أهالي القرية وأعلنوا عن عودتهم عن قرارهم بإعتناق الاسلام بعد أن كانوا قد خرجوا من المسيحية من قبل.. وأصبحت قصتهم حكاية تُروى للأجيال.



تعليقات القراء

مرزوق الفايز
شكلنا راح يصير فينا مثل سكان هالقرية.. شكرا لسعادة النائب على هذا المقال الرائع
05-12-2011 09:51 PM
احمد الازايده
يعيش يعيش المطران ويعيش حتى الخوري كمان والشعب هو الخوان والشعب هو الخسران لانه ....
05-12-2011 10:28 PM
اردنية
نسيت يا سعادة النائب تحكي انه النواب عملوا مثل الخوري والمطران
05-12-2011 11:38 PM
هذلول
انا اللي بعجبني انه اللي بكتبولك ممتاز شاكلهم بنسقوامعك او انتا بتنسق معهم و كمان شغله(ارجو ان لا تزعل و يظل صدرك واسع)و الله لحيه و قرافه ما بجتمعوا
06-12-2011 10:05 AM
فلاح أديهم المسلَمي الصخري
أجاد الكاتب في وصف جانب من الحال أمّا الجانب الآخر فربما كان كما قالت جدتي
حدثتني جدتي قائلة : في غابة بكر مترامية الأطراف يتكون مجلس حكمها من كبار السباع نمر , وفهد , وضبع , ودبّ ويرأس هذا المجلس أسد عظيم الهامة , مهيب الطلعة , فتعب الأسد من معاناة الصيد ومطاردة الفرائس فدعا الأعضاء لإجتماع مغلق , وقال لهم : إنني أريد أن أريحكم من النصب والتعب فقررت أن أنصب كلّ منكم ملكا على صنف من أصناف الحيوان , فالنمر ملك على الوعول , والضبع ملك للحمير , والفهد له الغزلان , والدب يحكم الخنازير , والذئب يرعى الغنم , والثعلب له الأرانب , ولكلّ ملك منكم أن يأكل من رعيته بالمعروف , ويلتزم هؤلاء الرؤوساء باحضار زوجين من كلّ صنف للأسد وعائلته يوميا .... وأصدر الأسد مرسوما بذلك وأمر تلك الأصناف بالسمع والطاعة لملوكها , وأمر أولئك الملوك بالرفق برعيتهم , ونهاهم عن افتراس الصحيح في وجود المريض , ومنعههم من أكل الحي في وجود الميت , أمّا مخصصاته فيجب أن تكون لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك , وافرة الشحم , مكتنزة اللحم , لامعة الشعر , وافرةالصحّة , تفيض بالعافية .
التزم الرؤوساء بالتعليمات حينا من الدهر فكانوا في ضيق من العيش لا يأكلون إلاّ المريضة أو الجيف إذ كان يرسل أشباله لتلك النواحي ليقدموا له تقارير دورية عن أحوالها ,فرأوا ألآّ صبر لهم على تلك الحال , فرأوا أن يرشوا أولئك الأشبال ليطلقوا أيديهم , فصاروا يتحفونهم بكرائم الفرائس التي تزين موائدهم , وتفيض عن حاجة مآدبهم , وربما سألوا الشبل عمّا يحبّ من أعضاء الفريسة فإن رأوا أنّه يحبّ الكبد مثلا انتزعوا أكباد العشرات لتقديمها له , ونظرا لإنّ إطعام الفم يعمي العيون , فقد أغمض الأشبال عيونهم عن تلك النواحي , فأصبح الثعلب يطلب ثلاثة أرانب سمان يوميا لكلّ فرد من أفراد عائلته يحضرها له الخزز المنصب كبيرا للأرانب من قبله , وفعلت سائر السباع فعله ثمّ تمادت إناث تلك السباع فأصبحت تتوحم بالأكباد فكان ذكورها يقتلون المئات لتوفيرها ....... دبّ الرعب في نفوس القطعان , فقلّت مواليدها , وهزلت حالها , وتناقصت أعدادها .
لاحظ الأسد أن مائدته بدأت تتغير , فما عليها إلاّ عظام معروقة , وعصب , وكرعان ومصران , فطلب أشباله , وسألهم عن الحال فاعتذروا عن أصدقائهم بالمحل والجفاف وانتشار الأدواء والأوباء , فبدأت الشكوك تساوره , فأختار كلبا كان يقود حرسه , وأرسله لدراسة الأحوال ووعده بالفشّ زيادة على مخصصاته من الكرش إن جاءه بخبر جهينة ( وعلم حسيّان ) , فغاب الكلب شهورا ثمّ جاءت بتقرير كشف المستور , فزمجر الأسد وزأر , وأقسم بلبدته ونابه , ومخلبه وكتابه ليقلبنّ عاليها أسفلا , فأرسل القرود والكلاب إلى تلك النواحي وأمرهم ألاّ يتركون كبشا صغيرا ولا تيسا حوليا , ولا جحشا بدريا , ولا ذكرا أدرك سنّ البلوغ إلاّ وحرضوه على العنفصة والعفط , والنطح والنط , والشمص والرفس, وأمرهم أن يزودوه بالأخبار لحظة بلحظة , وأرسل مستشاره الشمبانزي , ووزيرته الغوريلا إلى تلك السباع لتحذرها من استخدام الأنياب ضد تلك القطعان المعنفصة العافطة , الشامسة الرافسة , الثاغية الخائرة , وكان أشدّهم بالتحريض, ونقل الأخبار الكلاب , واستهدفت الكلاب رعية الذئب بشكل واضح سافر وتحامل مكشوف ,فأمّا الفهد فهرب , وأمّا النمر فكشّر عن أنيابه , ونام الضبع , وأختار الذئب الحوار , وليتك يا بنيتي تشاهدين الغنم وهي متحلقة حول الذئب تحاوره , وتداوره وتناوره , وتذكّره بأيام أكل السقيمة والمتردية والنطيحة , ومعزاها تتناقز وتتعافط , وتنطح الضأن بقرونها صائحة نائحة نابحة
يا ذيب لا تطردك عنّا مهابة لاتنزعج من الغنم رطل الأذناب
لو هي كثيرة لا تحسّب إحسابه يلمّه الراعي على صوت شباب
صفر العيون ومن عدى به سرى به سلاحه إذنابه إليا شافت الناب
وعلى الرغم من هذا التحريض المعزوي إلاّ أنّ الذئب أظهر حلما منقطع النظير , فكان يستمع لكلّ نعجة مخنن تقطر خنائنها على ثيابه فيمسحها بيده الكريمة ولا يتمعر وجهه , ولا تفارقه الابتسامة , وعندما ينام كانت الحملان تتقافز على جسده فيستيقظ مبتسما هاشّا باشا فيربت على أكتافها , ويداعبها ويمازحها , وكان المراقبون يشاهدون هذه المشاهد وينقلونها للأسد , فطلبه , وأستقبله بودّ واحترام , وشكره على رفقه بغنمه , فأستأذن بالجواب والخطاب فأذن له , فقال : سيدي أبا الأشبال إنني حريص على رعيتي لأسباب أهمها إيماني العميق بالمبادئ الذي يؤمن بها سيادتكم , وثانيهما أهمية لحم الضأن وقيمته الغذائية فقد قالت حكماء البطون: سبعة أشياءٍ لا تمل، أكل خبز البر، وشرب ماء العنب، وأكل لحم الضان، والثوب اللين، والرائحة الطيبة، والفراش الوطئ، والنظر إلى كل شيء حسن " وقال طبيب البطون: "أجود اللحوم لحم الضأن المتناهي الشباب , والخصي من المعز وأجوده على الإطلاق الضأن فلحم الضأن يمنع المرة السوداء, وينفع من السموم , والحولي من الضأن أغذى من صغيرها، ولحم الضأن في الربيع أجود وأنفع منه في سائر الأزمان، ولحم الخصي منها يزيد في الباه، ودمها إذ أخذ وهو حار ساعة تذبح وطلي به الوضح غير لونه وضيعه "....... وكان في مؤخرة الأسد وضحا = برصا !!
سيدي أبا الأشبال , كم كنت تألم وأتحسر عندما كانت أمي تغني وأنا صغير , وهي تشاهد أمك تترنح من الجوع :
تموتُ الأسدُ في الغاباتِ جُوعاً ... ولَحْمُ الضأنِ تأكلُهُ الكِلابُ
فما رأيت كلبا إلاّ وهممت بافتراسه وتمزيقه إربا إربا .
لقد هزل الزمان وبئس إذ تأكل الكلاب لحم الضأن الذي قالت فيه الحكماء : " لحم الضأن يزيد في الحفظ ,ويقوي الذهن ,وأطيبه لحم الظهر ......فلهذا السبب فإنني حريص على رعيتي , وقد جئتك مقترحا , ناصحا بألاّ تأكل إلاّ لحم الضأن الفتي بالشروط التي ذكرها الحكماء , فإن رأى سيادتكم أن يأمر بأن نخصص لكل فرد من عائلته الكريمة زوجين من الضأن يوميا وبعض الجداء المخصية فعل .
فقال الأسد : بارك الله فيك , وشكر سعيك , وطاب يومك , فقد أنعمنا عليك بالبقاء في موقعك , وأطلقنا يدك لفعل ما تراه مناسبا لأنّك ناصح أمين , وحكيم مجرّب , وقد أمرناك أنت وسائر السباع بألاّ تتركوا على ظهرها كلبا جزاء لها على أكلها لحوم الضأن الفتي , والجدي الشهي والأسد تموت في الغابات جوعا .
وقف الذئب وسجد بين يدي الأسد , وعاد تحفّ به أبناؤه وبناته وأحفاده فأباح لهم القطيع ثلاثة أيام نكالا بما سبق من دلعه ودلاله ........ ثمّ أصدر القوانين جديدة أولها منع الكباش والتيوس من حمل القرون , وثالثها قتل كل عنز أو نعجة تحمل قرنا لتشبهها بالذكور , وثالثها خصاء الجديان والحملان وغالبية التيوس والكباش , وتخصيص صغارها لمائدته ومائدة الأسد وإهداء كبارها للضباع التي يزورها كثيرا لعلّ الله يرزقه منها بذرية صالحة من كلّ سمع أزلّ من عرفاء ذات فرعل بهم تقرّ عينه تعويضا له عمّا لاقاه من خيانة الدياسم من أبناء الكلبات , ولما لمسه من تآمر أبنائه من تلك الذئبة المُعَجْرَمة التي كانت تهرّ عليه محرنجمة في أيام الشدّة والغمغمة .
قلت لجدتي : الضأن تستحق العقوبة فالضأن كما قالت العرب "جوف لا يشبعن , وهيم لا ينقعن , وصم لا يسمعن ,وأمر مغويتهن يتبعن " وهي علاوة على ذلك تمردت على الذئب في محنته وفعلت ما يندى له الجبين ,أمّا المعزى فهي تعيض بالإبل ألم يقل الشاعر
( إذا ما لم تَجِدْ إبلاً فمِعْزىً ... كأن قرُون جِلَّتها العِصِيُّ )
( إذا ما قام حالبُها أَرَنَّتْ ... كأن القوم صبَّحهم نَعِيُّ )
( فتملأُ بيتَنا أقِطاً وسَمْناً ... وحَسْبُك من غِنىً شِبَعٌ ورِيُّ )
وما ساهمت في ثورة ولا احتجاج , ولم ترقص سخالها على ظهر الذئب عندما ينام ولم تزعجه بعفيط ولا نفيط ولم تؤذه بقرن أو ظلف ؟؟ بل كانت على العكس تعفط وتنفط وتنطح الضأن دفاعا عنه !!
قالت : يا بني عندما شاهد قرون تيوسها المرعبة , وعيونها المحمرّة , وتيسنتها الرهيبة وهي تعارك الضأن دفاعا عنه ارتعدت فرائصه من الرعب , وتسلل الحسد إلى نفسه , وخشي انقلابها , وحسدها على نعمة القرون فرأى من الحكمة أن يستأصل تيسنتها , ويجردها من قرونها , فلا بقاء لأقرن , ولا يقرع إلاّ الأقرع ........ فأصبح القطيع كلّه ما بين قرعاء صعلاء , وأقرع أصلع .
06-12-2011 10:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات