الأردني لا يرضى لشقيقه السوري الجوع والعطش والعيش بدون دواء


دفع الأردن ثمنا باهظا وما زال نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي فرضت على كثير من الدول بخاصة المجاورة منها كالعراق وخسر أسواقا كبيرة وأساسية لتجارته الخارجية نتج عنها تسارع بارتفاع عجز الميزان التجاري وضاعت فرص استثمارية كان من الممكن ان تساهم بالحد من مشكلتي الفقر والبطالة وتحفيز الاقتصاد بعض الشيء.

اليوم نحن أمام تحد ربما هو الأكبر منذ عقود يتمثل في العقوبات العربية غير المسبوقة التي فرضت على الجارة الشقيقة سوريا بوابتنا الشمالية الى العالم وكأن القدر أراد ان يؤصد في وجوهنا كافة الأبواب في وقت يتباكي فيه الجميع حكومة ومواطنين على الأوضاع الاقتصادية الصعبة للغاية لدرجة وصلت الى تخفيض مخصصات دعم المواد التموينية في موازنة العام 2012 رغم ما لذلك من تبعات غير ايجابية قد تؤجج الشارع وتزيد درجة الاحتجاجات .

طلب الأردن بكافة فعالياته باستنثائه من تطبيق تلك العقوبات مبرر وعادل لإنقاذ اقتصاده وضمان عدم توقف صادراتها المتجهة الى السوق السوري والى الدول الاخرى اضافة الى ضرورة وجود متنفس للمواطنين السوريين للتزود بالسلع الاساسية وفي مثل هذه الحالات اجاز ميثاق الأمم المتحدة للأطراف المتضررة عدم الالتزام بهذه العقوبات .

السوق الاردني يعتمد كثيرا على المستوردات السورية لتلبية احتياجات المواطنين من المواد الغذائية بخاصة في الظروف التي تقل فيها عمليات الانتاج الزراعي في المملكة وبالتالي فإن تلك العقوبات من المؤكد انها ستدفع بأسعار الخضار والفواكه واللحوم وغيرها الى الارتفاع ما يحمل المواطنين اعباء مالية اضافية.

العقوبات على الدول المجاورة سيما التي يرتبط الأردن معها بعلاقات اقتصادية متميزة تستنزف الاقتصاد الوطني ولا بد من مواجهتها بكافة الوسائل المتاحة بما فيها القانونية والاستناد الى المواثيق الدولية والحالات المماثلة التي رفضت فيها كثير من الدول تطبيق العقوبات لحماية مصالحها وبلدان أخرى تم تعويضها.

كان الأجدى بجامعة الدول العربية اعطاء استثناءات من تطبيق قراراتها المتعلقة بسوريا وعدم تجاهل مصالح البلدان المجاورة والاستفادة من الأعراف الدولية التي تحكم فرض هذه العقوبات والحيلولة دون الأضرار بمصالح أطراف أخرى.
خصوصية العلاقة بين الشعبين الأردني والسوري تجعل من الصعوبة بمكان تطبيق تلك العقوبات فالأردني لا يرضى لشقيقه السوري الجوع والعطش والعيش دون دواء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات