فساد الإحتكارية الحزبية


تشهد الساحة العالمية أسوأ ظرف على الإطلاق بانكشاف فساد النظام الرأسمالي وانهياره ,الذي سيتواصل حتى سقوط قلاعه جميعا .
بعد عودة الأمير سيميون إلى بلغاريا بعد منفاه الذي طال ,قام بتأسيس حزب لما تمضي عليه أشهر قليلة حتى حصد ثمانين بالمائة من أصوات الناخبين ,وما إن أمضى مدة حكمه وهي أربع سنوات ,حتى انهار حزبه في الانتخابات التالية ليعود الحزب الديمقراطي صاحب العلامة الزرقاء, وبعد أن باع البلاد أتى الشعب بالاشتراكيين, ولكنهم انهاروا بنفس الطريقة لأنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن تلبية مطالب الشعب بعد أن بيعت مقدرات الشعب البلغاري كلها ,ويأتي حزب الغيربر الذي يتزعمه بويكو بوريسيف الذي ترأس بلدية صوفيا وهو رجل المافيا المعروف بعلاقاته الفاسدة وما إلى ذلك .
وما إن كنت لألتقي مواطن أو مواطنة في بلغاريا إلا ويتذمر لي من الوضع المزري في بلاده ,ويختم حديثة بالقول إن رجل المافيا بوريسيف سبق وأن قدم كلبا هدية لجورج بوش إبان ترؤسه لبلدية العاصمة .فجاء به الكلبان (بوش والكلب الهدية ) رئيسا لوزرائنا .تحدثوا كلهم عن فساد الأمير سيميون الذي نهب البلاد و قدمها على طبق للإتحاد الأوروبي الجشع رأسماليا , وعاد بوريسيف ليكمل المسيرة ولينهب ما تبقى .
الشعارات تلهب مشاعر المواطنين ..فيسعون أصحابها إلى كسب ودهم و نواياهم تسير باتجاه استغلال الأوطان .
العرب وأقصد المواطنين جميعا دون استثناء, يجمعون على ضرورة خلع و اجتثاث الكيان الصهيوني الذي يستمر بقائه من بقاء أنظمة سايكس بيكو.ولتصحيح المعادلة يلزم الخلاص من هذه الأنظمة أولا.وكان لا بد من تحقيق ظرف موضوعي تحقق في هزيمة الناتو في العراق وأفغانستان وبات يسير نحو انهيار محقق في ظل عاصفة مالية خانقة أخذت تعرقل عملياته ولولا دعم أنظمتنا المصطنعة إستعماريا لعملياته لكنا قد تخلصنا وتحررت شعوب العالم أجمع من هيمنة الإستعمار .

مسيرة الجمعتين الأخيرتين اللتان انطلقتا من ساحة المسجد الحسيني بعد صلاة الظهر كانتا ضعيفتان للغاية , لأن قوى وطنية غابت عن المشاركة فيهما وأخشى من دكتاتورية حزبية قادمة على غرار ما شاهدته في زيارتي لبلغاريا مؤخرا .
شابان في المسيرة , رفعا على ورق مقوى شعارات , تقدما بها منفردان ومن ضمن ما قرأته من لافتات ( العشائرية ثقل مجتمعي لا سياسي ) ( لا للأنظمة الملكية ) فسألتهما عن سبب تقدمهما دون مشاركين معهما في المسيرة الهزيلة ( لقلة المشاركين فيها ) فأجابني أحدهما طرودنا منها لان شعاراتنا لم ترق لهم . وأحيانا يحدث ذلك في القاهرة وصنعاء وعواصم عربية أخرى . فعلا , الاحتكارية الحزبية لا تدوم , لأنها تقود أصحابها إلى فساد ما هبت جماهيرنا إلا بسببه .
إن ما تمليه الضمائر الحية في هذا الوقت العصيب, يتمثل في وحدتنا البعيدة عن سياسات الإرتهان للمستعمر أيا كان شرقيا أم غربيا , وهو ما يجعل للربيع العربي نكهته الوطنية الشعبية المناضلة. فالمواطن العربي يشكل دعما وحليفا لشقيقه الآخر يحقق الإسناد اللازم له.
إن التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون مصاحبة لكل حدث عربي إنما تدل على إستمرار عدوانيتها تجاه شعوبنا الثائرة , فسياسة إيزنهاور لا تزال قائمة. فهي تشيد بالإنتخابات المصرية وتقول ليس المهم من يفوز بها بل من سيحكم مصر, وهي تعمل على إبعاد أي حل عربي للأزمة في سوريا لتدخل عملائها وتجد لهم موطئا فيها.
لن نخاف من القادم فإن الظروف السيئة التي مر بها المواطن العربي لا يمكن لها أن تعود وإن عادت ستكون عابرة لأن القادم كفيل بأن ينهي الأحزاب التقليدية وذلك بانهيار الاقتصاد العالمي الذي لن تقوى عليه هذه الأحزاب الاحتكارية وستقف عاجزة أمام شعوبها لتقديم الحلول المنطقية للخروج من أزماتها الاقتصادية ,وسيجد بعضها أن الحليف الذي أوصلها إلى سدة الحكم قد أوقعها في فخ انهيار الاقتصاد العالمي .



تعليقات القراء

باكس اول و اخوالي هنود و يفتخر
الى......:

(لن نخاف من القادم فإن الظروف السيئة التي مر بها المواطن العربي لا يمكن لها أن تعود )لا بابا,كلم(كلام)مال هزرت جنابك مو صحيح,عسكري مجلس مال مصر تعهد :

1.اهترام كافت مواثيق موقع مع اسرائيل

2.منع اسلام من هكم مصر(مع انني نفر لا يؤيد جماعت اخوان مسلمان)
05-12-2011 08:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات