فقراء ملحدون في احتكار الوطن .. ؟!!


ما الذي يريده الأردنيون ..؟!! إنهم يريدون باختصار سرعة البدء في عملية إعادة توزيع واسعة النطاق تكفل نقل الثروة القديمة بالتراكم والجديدة بالاحتكار من متناول وسيطرة القادرين إلى متناول وسيطرة المحرومين وتصفية مواقع الامتيازات الطبقية التي تراكمت في ملكية الشركات الصناعية والتجارية التي تعيش على الحماية الجمركية وآلا عيب التحايل على القانون وفي ملكية الأراضي العقارية واسترداد كل المصالح المنهوبة في قضايا وشبهات الفساد .. إن الأردنيون يتساءلون وبكل دهشة واستغراب لماذا كل هذا الحنين الرجعي وهذه الإرادة الارستقراطية المتوحشة في السعي المحموم لاحتكار كل شئ .. فهاهي الليبرالية الارستقراطية تنتصب من جديد في الوطن في وجه المد الداعي إلى العدالة وتعتصم بماضيها .. إنها ساعة الاختيار فعندما تحين الفرصة لنقل مجتمع المساواة والحظوظ والترقية العامة إلى الواقع .. فان قوة أحكام هذه الارستقراطية المصطنعة تعود إلى الظهور بقسوة .. وفي غياب الاستجابة العقلانية الناضجة والمدركة لتداعيات الرفض تمزق الأهواء والمصالح وحدة المجتمع واستقراره .. إنها لحظة من اللحظات التي هي مفتاح تاريخ الأردن الحديث .. امتيازات المولد ضد الحرمانات البرجوازية .. قراءة جديدة للاستحقاقات .. وتسويغاً جديداً لتسلسل المراتب لا يستند إلى المولد بل إلى النفع الاجتماعي والموهبة .. وهو ما ينبئ عن الصعوبات التي ستلقاها التسوية السياسية والاجتماعية في أردن الديمقراطية النسبية لان مراكز القوى الارستقراطية المصطنعة برفضها التنازل عن أي من امتيازاتها الأساسية وبإتباعها ذلك الحنين إلى التفرد بكل شئ في هذا الوطن توشك أن تسد الطريق أمام تشكيل المجتمع الأردني الجديد الخالي من أي نوع من أنواع الاحتكار .. وهو المطلب الأعم للرأي العام لتربط مصيرها بمصير ما تملك وتحتكر وليس بمصير ومصالح عامة الشعب الذي يكره الاحتكار والمحتكرين .. إن صعود طبقة ثالثة مستنيرة ليس شيئاً لا يحتمل بالنسبة إلى أركان النظام الديمقراطي الأردني فالرسائل المتتالية التي يبعث بها جلالة سيدنا بين الحين والآخر يجب أن تقرأ قراءة دقيقة من قبل من يتخندقون في جبهة مراكز القوى سواء كان على المستوى الرسمي أو الشعبي وهو انه لا دفاع عن المصالح الخاصة لمراكز القوى بعد اليوم بل المضي قدماً نحو تشكيل " امة " وبالتالي بناء نظام سياسي واجتماعي جديد كما يريد جلالة الملك .. فالاقتصاد الردئ والاحتكار الذي تتحكم فيه قلة يطلق موكبه .. موكب البؤس في الأطراف .. والغلاء وارتفاع الضرائب وكثرتها وتدني الإنتاج الأفقي لتكون المحصلة النهائية الاستياء الشعبي وهنا لا بد من تقزيم العمالقة ليبدوا متساوين مع الجميع .

رئيس تجمع شباب البادية الشمالية للفكر والثقافة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات