إسرائيل في فترة حرجة وأمام خيار صعب


نتيجة التغييرات التي فرضها الربيع العربي والفترة المقبلة الصعبة ولتسارع الأحداث في التشنج في العلاقات بشكل عام بين الدول وحالة الغموض والتعقيد على مستوى الأحداث في المنطقة من جهة ومن الفراغ والغياب الحاصل لبعض الأنظمة من جهة أخرى والى وضع مضطرب متزعزع في الوقت الراهن، نجد أن الصورة العامة لإسرائيل أصبحت منهارة من الداخل كما الخارج- فمن خلال النظر إلى المناخ السياسي والمحيط الأمني وتطوراته في المنطقة بما يسمى بالربيع العربي، وبدءً من سقوط النظام المصري والى العلاقات المتجمدة بين الأردن وإسرائيل إلى حد ما قبل زيارة الرئيس الإسرائيلي ولقائه جلالة الملك عبد الله والى ورقة الضغط على إسرائيل بالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية والى تبادل إطلاق الصواريخ بين لبنان وإسرائيل بالأمس القريب والتي تعتبر تهديداً وعلى الجبهة الداخلية أيضا من جهة منطقة الجليل من حزب الله (والتي تعتبر يد إيران من الجهة الشمالية لإسرائيل) والتي كانت بمثابة إشارة واضحة لإسرائيل من أن أي تدخل عسكري ضد سوريا ستكون إيران موجودة والتي تشكل تهديداً إقليمياً ضاغط على إسرائيل، نجد أن التهديدات التي تواجه إسرائيل كثيرة وكبيرة وان مناخها بخطر، فمن حيث الأوضاع الداخلية لاحظنا زيادة الضغط على السلطة السياسية الإسرائيلية من خلال الدعوة إلى الاعتصامات والتظاهرات في الشارع الإسرائيلي ولأول مرة منذ تشكيل إسرائيل نتيجة الخلل في تسير الأوضاع الداخلية والى غلاء المعيشة مما أسفر عن حركات احتجاجية في إسرائيل والتي بدأت من 3-9-2011 والى إضراب العمال العام في 7-11-2011 المطالبين بحقوقهم والى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ضرورة الرجوع عن الإضراب العام والعمل على حل المشكلات الاقتصادية في ظل زعزعة اقتصاديات الدول الأخرى والذي أثمر عن ضعف في نهج الحكومة المتطرفة في حل مشاكلها والى الخلاف الحاصل بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية جراء عدم التنسيق المباشر بين أجهزة الحكومة الكبرى ومؤخراً وصف عضو الكنيست الإسرائيلي بن يامين بن اليعيزر خلال جلسة يوم الأربعاء 30-11 2011 المتعلقة بلجنة الشؤون الخارجية و"الأمن" التابعة للكنيست الإسرائيلي، "أن الوضع الأمني الإسرائيلي يعتبر الأخطر على الإطلاق في هذه الأيام السائدة" التي كان لها اكبر الأثر في التأثير على الأمن النفسي للمواطنين الاسرائيلين والذي يدفعهم إلى ضرورة المشاركة في تقرير مصيرهم بالضغط على الحكومة بعدم اختيار الخيار العسكري لما سيخلفه من دمار مؤكد لإسرائيل.
وعليه، فان إسرائيل ستحاول في الفترة القليلة القادمة بالتخفيف من حدة التوتر والى تغيير في سياستها في إعادة فتح باب الحوار والعلاقات بين الدول المحيطة والى إعادة تحسين علاقتها بين كل من الأردن ومصر الجديدة والتي ستكون تحت تأثير الإسلام السياسي كما أوضحت الانتخابات لتاريخه بسيطرة الإسلاميين على الانتخابات محاولةً بالابتعاد عن الخيار العسكري مما يدفعها إلى بلورة إستراتيجية جديدة قديمة باتخاذ خيار اقل الخسائر وذلك بتحقيق السلام وان كان ضعيفاً جراء تدهور وضعها من جميع الجوانب }سياسي اقتصادي عسكري امني نفسي وإعلامي أيضا{ والتي تعتبر تهديداً لأمنها القومي على الشأن الداخلي مما يجعل إسرائيل في فترة حرجة بالفعل .
Raad.z@hotmail.com



تعليقات القراء

موظف رئاسه
ما شاء الله صاير عبد الباري عطوان الزبن
03-12-2011 07:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات