اليوم منح مجلس النواب الثقة لحكومة دولة عون الخصاونه بواقع ( 89 ) صوت وحجب ( 25 ) صوت وامتناع ( 3 ) اصوات وغياب ( 2 ) عن الحضور ، ولا يسعنى في هذا المقام بداية الا ان ابارك لهذه الحكومة الجديدة بثقة مجلس النواب بها ، وارجو من الله ان لا تكون كسابقاتها من الحكومات التي اشبعتنا جعجعة ولم نرى لها طحنا ، وها هو دولة رئيس الوزراء يتعهد امام المجلس بفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين واعادة الاموال التي سرقت ونهبت ، وتفعيل دور ديوان المحاسبة ودور مكافحة الفساد ، اضافة الى تعهداته بالاصلاح السياسي والاقتصادي ، واعطاء الاهتمام اللازم لموضوع البطالة ولا شك بأن الشعب الاردني كعادته يتقبل هذه الوعود ويرجوا من الله عز وجل ان تلتزم هذه الحكومة بكل ما ورد في خطابها الذي تقدمت به امام ا لمجلس النيابي ، مع ان الخطاب لم يختلف بمضمونه عن خطابات الحكومات السابقة بشيء سوى تفائل المواطن الاردني بأن تكون هذه الحكومة أكثر جدية وقدرة في تنفيذ برامج الاصلاح التي تعهدت بها ،

ومع كل هذا فان السواد الاعظم من ابناء الوطن وصل الى قناعة تامة بضرورة وصول الاسلاميين لمواقع المسئولية والقرار ، وان ضرورة تسلمهم زمام الامور في المرحلة القادمة اصبح مطلب ملح في ظل استكانة وتخاذل وضعف وجبن الحكومات المتعاقبة في التعامل مع متطلبات المرحلة من اصلاح في كل المجالات وعلى راسها المجال الاقتصادي وما يتعلق بالفساد المستشري في كل مؤسسات القطاع العام والخاص ، هذا الفساد الذي ينخر اركان الدولة ويدمر بنيانها ،
كما اصبح لدى ابناء الوطن قناعة تامة انه رغم بعض الغموض الذي يكتنف بعض الممارسات والمواقف التي تحصل من بعض الاسلاميين ، الا ان ذلك لا يعني ان الاسلاميين غير قادرين على قيادة المرحلة القادمة بكل امانة وكفاءة واقتدار ،
واثبتت التجارب المريرة التي مر بها ابناء الوطن ان الاصلاح المنشود لن يتحقق ونحن ندور في دائرة ودوامة الفاسدين واعوانهم من المرتشين الذي يتسترون عليهم ويبيعون دينهم وضمائرهم ووطنهم بدراهم معدودة وثمن بخس مثلهم ،
ان الاصلاح لن يتحقق الا من خلال الاسلاميين ومن يدور في فلكهم ويحمل فكرهم ويمتلك الجرءة والقدرة للتصدي لحيتان وعتاعيت الفساد الذين اكلوا الاخضر قبل اليابس ، وما زالوا دون خجل ولا وجل ينهبون خيرات ومقدرات الوطن ليلا نهارا ، ولا يأبهون ولا يكترثون بوجود هيئة او دائرة هنا او هناك تعنى بمكافحة الفساد ، وكان الامر لا يعنيهم اوان هذه دعابات او شائعات تطلقها الحكومات لتسكن بها الم الفساد الذي يعاني منه ابناء الوطن ،
هل يعقل ان ملفات الفساد الكبيرة التي يتم تداولها بين ابناء الوطن ، ويتحدث عنها ممثلين الشعب من النواب على منابر مجلس النواب وغيرهم من ابناء الوطن المخلصين ، وفي لقاءاتهم على شاشات القنوات التلفزيونية المختلفة ، وعلى صفحات الصحف االوطنية المحلية وعلى شاشات الصحف الالكترونية ، هل يعقل ان هذه التصريحات والكتابات االمختلفة التي تطلق هنا وهناك هي عبارة عن افتراءات وتراهات يطلقها هؤلاء الشرفاء لتحقيق اهداف واجندة خاصة ، او حسدا لان ايديهم لم تتاح لها الفرصة المناسبة والملائمة للالتحاق بركب الفاسدين اوالتعلق بذيل قطارهم السريع ،
ولكن اعلموا ايها الفاسدين يا من نهبتم خيرات البلاد والعباد ، وبعتم وطنك ومقدراته ، وسمسرتم على مؤسساته وشركاته ، اعلموا ان ساعة القصاص لا شك آتية ، وانكم لن تسلموا ولن تنجوا مهما طال الوقت ، الم تعلمكم الحياة ان البدوي يلحق ثأره حتى لو بعد اربعين سنه ، الم يأخذ الليبيون ثأرهم من الطغاة بعد اربعة عقود ، والمصريون بعد ثلاثة عقود ، تمتعوا بفسادكم وما طالت ايديكم من اموال الشعوب فقط االى حين ، لان اموال ومقدرات الوطن ستكون وبالا عليكم وعلى ذراريكم ، ولا شك انها دائما حاضرة مع الفقراء الجياع ، في صلاتهم في جوف الليالي الباردة المظلمة ، والسنتهم وقلوبهم تتوجه بالدعاء لرب الارباب على من ظلمهم وخان الامانة فيهم ، وما دعاء ثكاله غزه على من حاصرهم ومنع الحليب عن الاطفال الرضع عنا ببعيد .