الجمارك الأردنية ونفقات الشوكولاته والورود والطعام


ليس خفيا على احد أن أي خبر ينشر ويتعلق بالمال العام يكون له متابعين ومهتمين ‏كثر، وذلك كنتيجة حتمية تفرضها الظروف الاقتصادية من جهة، والحِراكات الشعبية ‏التي ترصد مواطن الفساد وتسعى جاهدة لتجفيف منابعه، حين قصرت كثير من ‏المؤسسات الرسمية عن القيام بهذه المهمة التي تعتبر وظيفة أساسية من وظائفها .‏
‏ ولا يلام المواطن حين يفرط في الهجوم على مؤسسات وإدارات القطاع الحكومي، ‏عندما يستثير الإعلام مشاعره بإطلاق خبر من العيار الثقيل، يتحدث عن تجاوزات ‏ومخالفات تحمل الخزينة تكاليف إضافية، كان من الممكن تجاوزها وتوفيرها للمصلحة ‏العامة، لأن هذا المواطن يعلم أن سوء الإدارة يعني أن يكون هو الضحية، وانه هو ‏الخاسر الوحيد نتيجة قراراتها العشوائية والارتجالية، وان متخذ القرار لا يتحمل أية ‏خسارة أو حتى مسؤولية، فكلها عنده تقع تحت الاجتهاد الخاطئ .‏
‏ وحتى نكون منصفين فيجب أن نعطي الأمور حجمها الصحيح، وحتى نحكم على ‏أمر ما يجب أن تكون عندنا أداة القياس الصحيحة ليكون حكمنا صحيح، فمن غير ‏المعقول أن نأخذ نصف الحقيقة ونترك النصف الآخر لأنه لا يتماشى مع رؤيتنا ‏وحكمنا المتسرع، أو لوجود خلفية بسيطة عندنا عن أمر ما فنطلق الحكم على ما نسمع ‏أو نظن، فالأمر إذا خلا من الإنصاف فانه حتماً سيكون ظليمة .‏
‏ فقد نشرت بعض وكالات الأنباء خبرا تحت عنوان، ( الجمارك العامة أنفقت ‏على شراء «الشوكولاته» والطعام والورود «37.500» ألف دينار!)‏
‏ وهنا ومن باب الأمانة، وللحقيقة التي اعرفها، أرى انه يجب أن أتحدث عن هذا ‏العنوان، وأكد قبل الحديث أني لست لسانا لدائرة الجمارك، ولا أتحدث بأي صفة ‏رسمية عن هذه الدائرة، التي لها ولكل موظفيها من مديرها العام إلى أخر من تعين أو ‏انتدب للعمل بها كل الاحترام والتقدير.‏
‏ فالجمارك الأردنية من حيث المساحة التي تعتبر نطاق عمل لها، تغطي كل الرقعة ‏الجغرافية للمملكة، فكل المنافذ الحدودية والمطارات والميناء تعتبر مناطق عمل حيوية ‏لها، وتواجدها في هذه المراكز يكون على مدار الساعة، ولا تشملها أية عطل، ونظام ‏العمل في الغالب بنظام الشفتات، فهذه الحقيقة ينتج عنا أمرين مهمين يتعلقان بالخبر ‏المنشور بخصوص نفقات الطعام والحلوى وعلى النحو التالي، الموظفين الذين يكونون ‏على رأس عملهم في هذه المراكز، يتم تقديم وجبات الطعام لهم من خلال نوادي ‏الموظفين الموجودة في هذه المراكز، والتي تخضع لنظام رقابي صارم يشرف على ‏مخصصاتها من النفقات، أما من حيث مستوى الخدمة المقدمة في هذه النوادي ‏والإشراف عليها، فلكل مركز لجنته الخاصة التي تتحمل مسؤوليات العمل اليومي، ‏أمام الإدارة والموظفين في ذلك المركز، فالنفقات التي تترتب على تقديم خدمات الطعام ‏للموظفين، حتما ستكون مقبولة إذا علمنا أن عدد المراكز التي تستفيد من هذه الخدمة ‏يفوق عدد موظفيها ستمائة موظف، أما الأمر الثاني الذي يترتب على نظام عمل ‏المراكز الحدودية، يلحق به أيضا المراكز الداخلية والتي تقدم خدماتها للجمهور أيام ‏العمل الرسمي، فهذه المراكز التي تتبع لدائرة الجمارك تقدم الحلوى للجمهور صباح ‏أول يوم عمل يلحق أي مناسبة دينية أو وطنية، وحتما سيكون بند النفقات لهذا الحساب ‏واضح، والمبلغ المنفق في هذا الجانب معقول، إذا نظرنا إلى عدد مراجعي الجمارك ‏في كل مراكزها وإدارتها الرئيسية.‏
‏ وتتعامل الجمارك الأردنية أيضا مع وفود وخبراء، تتطلب طبيعة التعامل معهم ‏بعض الترتيبات الشكلية التي لا بد منها، مثل استخدام الزهور وبعض الهدايا الرمزية، ‏وهذا الإجراء روتيني لا يقتصر على الجمارك الأردنية وحدها. ‏
‏ فالجمارك الأردنية والتي لا تعمل بمعزل عن باقي الدوائر والمؤسسات والوزارات ‏الأخرى، فهي تمتاز عن هذه المؤسسات بنظام موظفين صارم جداً، وإجراءات عمل ‏سلسة جداً، فرغم وجود بعض التجاوزات الفردية، إلا أن متلقي الخدمة يشعر بمستوى ‏خدمة راقي أثناء تعامله مع الجمارك، ولا يخفى أن الجمارك لن تصل إلى حد الرضا ‏الكامل، والسبب في ذلك أن طبيعة العمل المالي والمهمة الأمنية الاقتصادية الملقاة على ‏عاتقها، تتطلب أن تكون لدى الدائرة وسائل صارمة لمنع الخروق القانونية، والتي ‏تعتبر أسلوب وعادة لدى بعض المتعاملين مع الجمارك الأردنية، فمن غير المعقول ‏التعامل بأسلوب غير رادع، مع مهرب حبوب مخدرة يهدف إلى العبث بأمن البلد ‏الاجتماعي، أو التعامل مع متهرب ضريبي، يهدف العبث بالأمن الاقتصادي للبلد، ‏فالدائرة يحكم عملها قانون وتعليمات لا يمكن التساهل فيها، وفي حالة التجاوز عنها ‏فالدائرة تتخذ الإجراءات المناسبة فورا بحق المتجاوز من موظفيها.‏

kayedrkibat@gmail.com



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
النار لا تاكل هدومك
28-11-2011 09:06 AM
موظف جمارك
ايها الكاتب المحترم من قال لك ان مصروفات الاكل لموظفي المراكز الجمركية تصدر فيها فواتير منفصلة تعرض على ديوان المحاسبة وتدرج في تقاريره .... ولتصحيح معلوماتك التي اعتقد انها مرسلة لك من دائرة الجمارك فان نوادي الموظفين في كافة المراكز الجمركية لها مخصصات شهرية تصرف من قبل لجان في المراكز على اكل الموظفين وليس لديوان المحاسبة علاقة بها ومجموع مبالغها يزيد عن مئة الف دينار شهريا وهي موجودة منذ زمن بعيد ولا خلاف عليها مع اية جهة رقابية او من ديوان المحاسبة .... ثم ان ما تقوله بخصوص ما يصرف على الوفود الاجنبية من تقديم الضيافة لهم والهدايا فهي مبالغ كبيرة جدا من اجور فنادق خمسة نجوم ومواصلات وعزايم في افخم المطاعم والفنادق ورحلات سياحية داخل المملكة وغيرهاكما انه لا توجد اية وفود لدى الدائرة خلال فترة العيد وهي ليست معنية بقرير ديوان المحاسبة المذكور وانما ما ذكر في التقرير هو ما صرف من اثمان وجبات جاهزه للموظفين وحاشية المدير العام خلال هذه فترة الاعيادومن حلوى وشوكلاته لفترة العيد فقط .... وبالتالي فان معلوماتك ينقصها الكثير من الدقة ويبدو انها لمجرد تبرير ودفاع عن مدير عام الجمارك فقط وتم اخذها من جماعة المدير العام







28-11-2011 10:13 AM
تعبان
ارجو من الكاتب ان تكتب ما يمليه عليك ضميرك لا ما يريده الاخرين .... فالكتابة امانه وصدق وضمير حي
28-11-2011 10:41 AM
jordan first
الا يوجد حق للموظف ان ياكل ولعلمك سيدي الكاتب أن موظف الجمارك الاردنية لا يأخذ ربع حقه من الطعام فبعض الاحيان ياكل الطعام باردا من شدة المسافرين ولايكون عنده المجال لياكل لقمة واحدة وكل هذا خدمة للمسافر وأن موظف الجمارك كل يوم تسمعون أن الجمارك الاردنية احبطت كميات هائلة من المخدرات والاسلحة بدينكم الايستحق هذا الموظف أن يستمتع بأبسط حقوقه الا وهي الطعام ولمن كتب عن منفقات الجمارك الاردنية من الحلو والورد بمناسبة عيد الاضحى المبارك وهذا لعلمكم ليس للموظفين وحدهم وأنما للمسافرين الذين تعدو المليون ونصف دخولا للاردن العزيز وبفضل الله أن عادتنا نحن الاردنيين اكرام الضيف ودائرة الجمارك عملت على اكرام ضس\يف بلدنا العزيز كما هو معرف عنا في سائر بلاد العالم فاعتقد أن من يتكلم على أكرام الضيف فهو بخيل وعينه ضيقة ........اللهم أنصر هذا البلد

وأجعله ىمن وأحفض مليكه وشعبه من كل مكروه وأحميه من الفتن ..أتقوا الله يامن أنتم على الفتن متعودون
28-11-2011 12:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات