العشائر الاردنية والاصلاح


من منابع الاصالة والتاريخ انحدرت فكانت عنوان للحاضر والمستقبل , اجتهدت فكانت مصانع للرجال الاوفياء , تألفت وتصاهرت فرسمت مستقبل للاجيال , تعاونت واتحدت فبنت الاردن المعاصر بعزمها وأرادتها فتحدت الصعاب وبقيت شامخة كالجبال .

عشائر الاردن ذات الانساب العربية الاصيلة والتي ورثت الكرم والشجاعة والاصالة وورثت ايضا بحمد الله تعالى سلامة المعتقدات الدينية والاجتماعية والتي لازالت متمسكة بها رغم التطور الهائل الذي جرى ودار من حولها وبالأخص التطورات والتغيرات الملحوظة في البيئة الاجتماعية المعاصرة الا انها لازالت ثابتة تقاوم كل ذلك .

فالعشائر هي مكون اساسي للدولة الاردنية ولا زالت تلعب ادواراً كثيرة في جميع مناحي الحياة واهمها النواحي السياسية والاجتماعية فعلى الصعيد السياسي لازالت التركيبة الاجتماعية لمجلس النواب في كل دورة تتصدر زعامتها القواعد العشائرية كأغلبية في كل مجلس واخرها المجلس الحالي والذي يقدر عدد الاعضاء الذين افرزتهم العشائر الاردنية بحوالي تسعون نائباً من اصل مائة وعشرون أي ما نسبته 75% وذلك حسب احصائيات احدى المواقع الالكترونية وهذا مؤشر واضح على دور العشيرة الاردنية في الجانب السياسي .

لذلك فأن المتعمق بمجريات الاحداث الحالية في الاردن وبما يدور حولنا من اضطرابات في الدول المجاورة سيدرك تماماً بان العشيرة الاردنية هي صاحبة الكلمة الاولى وبالأخص فيما يتعلق بمسيرة الإصلاح الوطني الذي اصبح يشغل الجميع لانه مصير وخطوة للتقدم وللازدهار .

لذا فان عملية الاصلاح بحاجة الى جهات ذات قوى من اجل المضي بها قدما فلن تتم تلك العملية عن طريق الحراكات الشبابية ولا عن طريق التنظيمات الحزبية ولا حتى عن طريق الحكومات التي وعدت بانجاز الاصلاح وانما سيأتي على يد القوى العشائرية لان لها ثقل واضح ليس له منافس في الأردن فهذه حقيقة لامفر منها , لان النظام الملكي الاردني ملتف حول تلك العشائر وهو الاقرب لها , فعملية الاصلاح المتعلقة بمحاسبة الفاسدين والمفسدين وتعديل القوانين والانظمة المعمول بها حاليا وارساء مبادئ العدالة الاقتصادية و الاجتماعية والارتقاء بالحياة السياسية الى اعلى المستويات لافراز حكومة عصرية تحمل في جعبتها الكثير من الاعمال لصالح الوطن والمواطن بحاجة الى ان تقوم العشائر بمواصلة مسيرة المشاركة في الانتخابات النيابية على مبدأ االكفاءة والفاعلية والتقارب فيما بينها للوصول الى الانجاز المطلوب .

فخلاصة الحديث ان مسيرة الاصلاح بحاجة الى جهات ذات قوة من اجل المضي بها قدما فما رأيناه في شارعنا الاردني من حراكات فأنها اسهمت قليلاً في احداث بعض التغييرات ولا ننكر فضلها بأقصاء بعض الحكومات والتأثير على تركيبة بعضها الاخر لكنها لم تستطيع تحقيق المطلب الجماهيري الاهم والمتمثل بانجاز الاصلاح الشامل والحقيقي .

فاذا اردنا انجاز الاصلاح الوطني الشامل فلا بد من العودة الى قواعد العشائر الاصيلة لانها هي الجهات الاعرف بمجريات الاحداث لانها مطلعة بشكل كامل على كافة المعطيات في هذه المرحلة , فلا حياة سياسية بدون عشائر مهما حاولنا ومهما رسمنا او تصورنا مستقبلاً لان تركيبة الاردن تتطلب ذلك .

فالامل معقود على عشائرنا الاردنية بانجاز الاصلاح الشامل والحقيقي من خلال قيادتها القادرة على ذلك

حمى الله الاردن من كل سوء ووفقنا جميعاً للحفاظ عليه وعلى مقدراته من العبث والفساد به



تعليقات القراء

مشهور
رائع
27-11-2011 01:18 PM
هندي رفيق
الى كريم كاتب

انتي صاهب كلم (يقصد كلمه )جريئه بابا,اهنا في هند,لمل فكر صنع قنبل نووي اهنا جيب واهد نفر من كل قبيل (يقصد قبيله)و الهند لله(يقصد الحمد لله)مهمت نجح (يقصد نجحت المهمه)

كريم مهرر

ارجو نشر خبر معلوم

عمل بهريت رايه(عملا بحرية الرأي)
27-11-2011 04:21 PM
احمد الكوفحي
انت فخر للاردنين استاذ حمزة
14-12-2011 11:23 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات