الوطن الاحتياط(1)


هنالك فهم خاطىء لتعبير احتياط,,ففي كرة القدم هنالك أحد عشر لاعب اساسي في الملعب وقريباً من الرقم نفسه في الاحتياط,اذا ما تعثر لاعب في الملعب يتم استبداله من الاحتياط,لكن هنالك رؤى مغايره عند مدربين الفرق تعتمد على الابقاء على بعض اللاعبين الاساسيين في الاحتياط حماية لهم او للحفاظ عليهم من غير اصابه لموقعه اشد خطراً,او اذا ما تعرض الفريق الى كبوه يتم زجهم في اللعبه,,لكن السياسه تعتمد تكتيك المدربين لكن بتحفظ جزئي يعتمد على ما ستؤول اليه الأمور في القادم من الايام..
الاردن بالنسبة للبعض هو الارض المُنجله والتي قد يستطيع الساسه اللعب على ارضه متى وأنى شاؤوا,,لا لدنو حيطه لا سمح الله بل لامعانه في تقديم المصلحه القوميه على المصلحه القطريه اولاً برغم الكثير من الاختراقات لقراره السيادي او اللعب في الخفاء بما يضر بالمصلحة الوطنيه للدوله الاردنيه,اضافة الى تنوع مدارس اللاعبين بما يخدم المصالح الفرديه احياناً بعيداً عن تغليب الهم الوطني والغاءً للهويه الوطنيه الاردنيه او تذويباً لها..
هنالك مجموعه من الفرق التي ترى في ابقاء الاردن كوطن احتياط تعتمد على الفكر الليكودي الذي لا يرى أبعد من أخمص قدميه,استجابة لما يدور خلف الابواب الموصده من اتفاقات مع سلطة اوسلو واركانها في اغلاق ملف الدولة الفلسطينيه والاستعاضه عن فلسطين بوطن احتياط يدعى الاردن,,من هنا اذا ما تتبعنا سلسلة الاتفاقات والمؤتمرات الدوليه جميعها وبما فيها قبول الدوله الاردنيه بالطرح الذي يعتمد على حق التعويض لا العوده,كورقه صفراء بيد الحكم تمهيداً لاجهاض حق العوده واقامة الدوله الفلسطينيه واذا ما استدعى الامر يتم تحويلها الى بطاقه حمراء تنهي النظام في الاردن بما يخدم فكرة الوطن البديل..
هنالك تواطىء مشبوه بين ما يُدعون بالليبراليين ومؤسسة فتح بعد ان اوفى قيادييها بالتزاماتهم تجاه اسرائيل بقتل عرفات والذي كان يحرص دائماً على عدم القبول بفكرة الوطن البديل كقرار سياسي برغم دعمه اللامتناهي لجعل مفاصل الاقتصاد الاردني بأيدي اتباعه كعنوان لمرحله,حتى انقلبت الطاوله على يد عراب الدوله الفلسطينيه ياسر عبد ربه بما يخدم الابقاء على سطوة عباس كواجهه فلسطينيه منزوعة الدسم,تسعى الى الاجهاز على الدوله الاردنيه من خلال زرع الكثيرين من اتباعهم واشياعهم في مؤسسة القرار الاردني,فأضاعوا الاقتصاد من خلال بيع مؤسسات وموجودات الوطن الاردني حتى اثخنوا اقتصاده ليكون تبعاً لمؤسساتهم الاقتصاديه والتي طالما هددت باضعاف الدينار او اسقاطه..وابقاء الاردنيون إما شرطه او درك للوقوف على ابواب قصورهم وشركاتهم..
لم يكن القرار الاردني في حينه صائباً عندما ذهبنا الى مدريد تحت مظله واحده,بل كان هنالك بالامكان من تحييد الهويه الاردنيه والدوله الاردنيه اكثر فيما لو ذهبنا نحمل رؤى اجهزتنا الأمنيه في حينه,فهنالك هويتان واحده اردنيه تمتلك الشرعيه على الارض وأخرى فلسطينيه يجب ان نحرص على ابرازها لا طمسها بما يخدم المشروع التوسعي الصهيوني وبمباركه دوليه,,لكن بعد اوسلو كان لزاماً على الدوله الاردنيه ان تنحى منحاً آخر في ايجاد منافس قوي وشعبي لقيادات فتح فكانت حماس, ودعم الاردن بكل ما اوتي من قوه حماس لايجاد توازن للقرار الفلسطيني واللعب خارج نصف ملعبنا على اقل تقدير, فكانت معاهدة وادي عربه منقوصه كطفل خداج جاء الى الحياة مشوّهاً,لم يخدم مشروعنا الاردني بل بقي عبئاً ثقيلا على الدولة الاردنيه والشارع الاردني في بوادينا وقرانا,فازدادت اعباء الدوله الاردنيه بدلاً من الحصول على مساعدات دوليه تخدم اقتصادنا مما جعل الفكره مصوغه للنظام والتي قدمها الليبراليون والتي اتت على الاخضر واليابس الاردني فأضحينا كمن يرقص في العتمه,,خسرنا هويتنا وخسرنا مقدراتنا التي بيعت, وقد نخسر اكثر من ذلك ان امعنا في تهميش القرار الوطني الاردني والعوده الى إشراك المؤسسه الامنيه الاردنيه بعدما تم تهميشها للانكفاء على الدور الامني للاضطلاع بدورها الوطني في الحفاظ على الوطن الاردني وترسيخ الهويه الوطنيه الاردنيه وربط الداخلين الى حياضه بالمؤسسه ,,فقدا كانت تسعى دوماً الى الحفاظ على اقتصادنا وهويتنا من خلال البعد الامني الذي هو اكثر ما يميزنا..
المخاض الاردني اضحى اكثر تعيقداً في الاونة الاخيره بعدما ارتفعت سقوف المطالبات لتطال رأس الدولة أحيانا بما يخدم المشروع التوسعي الاسرائيلي بواجهه فلسطينيه كما اسلفت من خلال المطالبه باصلاحات جذريه تؤسس لقيام الوطن الاحتياط ,بعدما طرد الحكم الامريكي اللاعب الفلسطيني مؤخراً من على ارضه,وصفق العرب جميعاً لقرار الحكم,فلم يعد هنالك توافقاً ولا انسجاماً بين اللاعبين الفلسطينيين لغياب الرؤيا الجمعيه لوحدة الهدف وهو اقامة الدوله الفلسطينيه على التراب الفلسطيني,وتشتت الاهداف خارج مرمى الخصم اليهودي,,فها هم الاصلاحيون والمعارضه وزعماء التنظيم الاكثر رسوخا على ساحتنا يخدمون وباصرار مشروع الوطن الاحتياط بعدما شاخت وابيضت لحاهم,طمعاً بمغانم الدنيا برغم تصريحاتهم التي لا تنجلي على أحد هنالك من يصفق لهم ,واضحينا على طاولة العمليات ليس فوقنا شجر النخيل لنهزه ليتساقط علينا رُطباً شهياً, بل اضحينا نبحث عن ارقامنا الوطنيه فلربما هنالك أكثر من واحد يحمل رقمي الوطني أو ارقام ابنائي,,لنا استكمال للمقال ان شاء الله..ودمتم



تعليقات القراء

منى الدباس
.......
رد من المحرر:
نعتذر...
27-11-2011 07:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات