هجرة الرسول عليه السلام اين نحن منها


لقد كان لنا في هجرة المسلمين بقيادة محمد ابن عبد الله عليه افضل الصلاة السلام دروس عظيمة لم نتعظ بها ولم نأخذها نبراسا لنا ودليلا لمنهجنا في الادارة والتخطيط فآل حالنا لما نحن فيه الان .
فبعد تكليف رسول الله بحمل الدعوة الإسلامية ونشرها بين البشر لتكون الهدى والهداية لهم وتخرجهم من الظلمات الى النور واجه سيدنا محمد (ص) اقسى انواع العذاب والظلم من المشركين في قريش واصبح شغلهم الشاغل وتخطيطهم كيف يتخلصون من هذا الدين ظانّين انه سيسلبهم سلطتهم وعزّهم ويجرّدهم من الجاه الذي يتباهى به زعماؤهم .
ولكنّ ابواب الله كثيرة فكانت الهجرة الاولى والثانية للحبشة وبيعة العقبة الاولى والثانية وكانت عبقريّة محمد(ص) وتخطيطه بالأمر الإلهي كيف يخفّف عن جماعته وكيف يجد مكانا آمنا لنشر الدعوة الاسلامية وتلاقى ذلك الهدف مع غرض الاوس والخزرج في يثرب حيث كانوا بحاجة الى تحالف سياسي لتقوية شأنهم ضد اليهود ويخفف الخلافات بين قبائلهم في يثرب فكانت بيعة العقبة .
وكانت تلك الهجرة خالصة لوجه الله تعالى والتي يجب ان نستخلص منها بعض الدروس والتي لو قارنّاها مع مايحدث لنا الآن لعرفنا لماذا نحن في القاع
اولا – الصبر
فقد هاجر المسلمون بعد ان ذاقوا وقائدهم اقسى اصناف الظلم والقهر والتعذيب الجسدي والنفسي ولكن الصبر كان دليلهم ومحبة الرسول والإخلاص لله كانت غايتهم ودون ذلك مُحتمل وكانوا متيقنين ان هجرتهم هي انطلاقة دعوتهم لنشر العقيدة الإسلاميّة وتأسيسا لدولتهم .
أما اليوم فاللاجئون في مخيمات الذل والهوان في كل اصقاع الدنيا وفي منطقتنا كان هرب الشعوب وليس هجرتها في اعوام منها 48 و56 و67 و90 و2011 وكذلك القادة كما في82 و91 و2011 والحبل على الجرّار وليس هناك من إيمان رادع او صبر مانع .
ثانيا –التوكل على الله
كم كانت ثقة الرسول بربه وايمانه بانه لن يخذله وكم كان توكّله عليه مطلقا لإيمانه انّه مخلص لدعوته صادع لأمره وكان واثقا من نصر الله بينما لم يكن بينه وبين اعدائه سوى باب وكان بينه وبينهم خيوط عنكبوط واهية ولكن توكّله على الله بعد ان اخذ بالأسباب عمى الله ابصارهم .
بينما زعماؤنا يتوكّلون على الأجانب والأعداء ومجلس الأمن لنصرتهم على شعوبهم وفي الشدائد وتكون قبلتهم امريكا ليتوكّلو عليها غير متوكلين على الله في مقارعة العدو وغير اخذين باسباب النصر مُسبقا .
ثالثا – المعجزات الإلهيّة
كيف خرج الرسول(ص) من بين المشركين ونثر التراب عليهم وكيف نسج العنكبوت خيوطه في وقت قليل وكيف وضعت الحمامة بيضها في تلك اللحظة والمكان وكيف غاصت ارجل فرس ابن سُراقة في ارض صلبة وكيف تفجّر ضرع شاة ام معبد بالحليب بعد ان لمسته يد الرسول (ص) كلها مُعجزات إلهيّة ليدعم الله بها رسوله الصادق الأمين .
امّا معجزات اليوم فهي شيطانيّة بل قد يعجز ابليس عمّا يقوم به بعض الحكّام والزعماء فهم يقلبون الحقائق ويُحوّلوها الى اكاذيب دون ان يرمش لهم جفن ويستطيعون جمع مليارات واطنان من الذهب والشعوب الجائعة تُصفّق لهم وينشرون صورهم اكثر من عدد صفحات المصاحف التي في الجوامع ويجيّرون مصالح بلادهم لخدمة الغريب والعدو وينتخبهم 99,99% من الشعب سبحان الله .
رابعا – التضحية والفداء
كيف نام علي كرم الله وجهه في فراش ابن عمّه محمدا(ص) وهو يعلم ان قريشا عزمت امرها لقتله تلك الليلة ولكنّه ضحّى وافتدى نبيّه إخلاصا لله ورسوله وكيف هاجر المؤمنون ولم يتضرّعوا بمال او بعيال وها هو صهيب بن سنان اعطى كل مايملك من مال للمشركين لكي يسمحوا له بالهجرة للمدينة كذلك ابو سلمة رضي الله عنه تخلّى عن زوجته قصرا لكي يهاجر وام سلمة رضي الله عنها فارقت زوجها وولدها ظلما من المشركين فهذه روح التضحية والفداء من اجل العقيدة السمحة .
بينما الآن ماتت روح التضحية بين المسلمين بل الغوا الجهاد منذ زمن طويل في مؤتمر قادة المسلمين في السنغال والغى الفلسطينيون المسؤولية العربية والإسلاميّة في تحرير القدس عندما أسموا منظمة التحرير الفلسطينيّة بدلا من ان تكون بأسم منظمة تحرير فلسطين لنحافظ على المشاركة الإسلاميّة والعربيّة في التحرير واصبح الهدف هو جمع المال وإشباع الغرائز ونشر الدعوة للفساد .
خامسا – التخطيط المحكم
لقد كان الرسول الأميّ هو مثال القائد الملهم صاحب الخبرة والكفائة العسكريّة والإداريّة المُحكمة ورتّب عمليّة الهجرة بأن كان الرسول محمّدا (ص) هو القائد وابو بكر هو المساعد وعلي ابن ابي طالب هو الفدائي ومسؤول التموين هي اسماء بنت ابي بكر والإستخبارات هو عبد الله بن ابي بكر ومسؤول تعمية العدو هو عامر بن فهيرة ودليل العمليّة والرحلة هو عبد الله بن اريقط والمكان المؤقت هو غار ثور وموعد الانطلاق بعد ثلاثة ايام وخط السير هو الطريق الساحلي .
وهذا دليل على عبقرية الرسول في دقّة التخطيط وحكمته في القرار واخذه بالأسباب والإعتماد على الله .
بينما نحن الان مُخترفين امنيا وعسكريا وثقافيا من اعداء لا يريدون الخير لنا بينما عندما نخطط ونحافظ على سريّة مخططاتنا لا يستطيع اعداؤنا اختراقنا كما حصل في عمليّة أسر شاليط لمدّة تزيد عن اربع سنوات حيث حرقت اسرائيل غزّة ولم تعثر عليه .
ولكننا الان نشارك اعدائنا والغرب في خططنا العسكرية وننتمي الى تحالفات لا تريد الخير لنا فكيف لنا ان ننتصر ونحن نتوكل على غير الله
سادسا – الإخلاص
كان ابو بكر رضي الله عنه يحب الرسول اكثر من نفسه وكان ينفق ماله على الدعوة الاسلاميّة ولكن الرسول(ص) في الهجرة ابى إلاّ ان يدفع لأبوبكر ثمن الراحلة ويُقال ان الرسول فعل ذلك لكي تكون هجرته خالصة لله ومن ماله الخاص .
أما اليوم فإخلاص القادة للكراسي والتقرب من الأعداء لحماية مناصبهم ومكاسبهم وعمليات فسادهم فتلك لها الأولويّة .
تلك كانت هي هجرة الرسول الكريم عليه السلام فأين نحن منها هذه الأيام وتلك بعض دروسها علّ يكون لنا فيها عبرة ونتقرّب فيها الى الله .
)إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات