الأُردنْ: عَظَمةُ التاريخِ وعبقريّة الجغرافيا


تزدادُ المخاوفُ من مشروعٍ يهدفُ إلى تصفية القضيّة الفلسطينية على حساب الحقوق الثابتة لشعب فلسطين وعلى حساب الدولة الأُردنيّة. وإزاء مشروعٍ شيطانيٍّ كهذا يتعينُ على الأردنِ أن يتخذ من القرارات والإجراءات ما يضمنُ مصالحه ويحفظ استقلاله وأمنهُ والتي سيكونُ لها حديثٌ آخر قريب. وحتى ذلك الحين أودُ أن أؤكد أن الأردنَ بتاريخه العظيم وجغرافيّته العبقريّة هو أكبرُ من هذيان السياسة وأكبرُ من أوهامِ الصهاينّة الذين ينادونَ بمشروعٍ بغيضٍ كهذا.
لقد أوجدَ الاحتلالُ "الصهيونيّ" لأرض فلسطين كارثةً إنسانيّةً ونزاعاً حضرَ في مقدمة مشاكل العالم على مدار قرنٍ من الزمان وهو مستمرٌ في الحضور حتى تعود الحقوقُ لإصحابها الشرعيين. ولا بُدّ من التأكيدِ ابتداءً أن لا حق لـ "للصهاينةِ" في ذرة ترابٍ واحدة من ذراتِ ترابِ فلسطين الطهَوَر. وأن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات هو صاحب الحق الشرعيّ الذي لا يتقادمُ بأرض فلسطين. وإن أي تسويةٍ تُعطي "للصهاينةِ" أرضاً فلسطينية هي تسويةٌ مؤقتةٌ تُمليّها ظروف الضعف الفلسطيني والعربيّ في ظل واقع دوليّ ساهم العربُ بتفرقهم في عدم إنحيازه لهم بل وتأمره عليهم.
وعودة  إلى الأردنِ أقول: إن هذه الدولةُ التي نهضت بشكلٍ لافت، وسارت بقوة في مدارجِ الحضارةِ والتقدم رغم تعقيدات الوضع القائم منذ زمن طويل في المنطقة، ليست دولةً طارئةً على التاريخِ والجغرافيّا، ولن تكونَ كذلك، ففيها ولها كل مقوماتِ البقاء والتقدم، ولا يتوهمنَّ أحدٌ أنها مجردُ خطوط على خارطةِ العالم. وهي دولةٌ أركانها ثابتة، شرعيتُها ليست محلاً للنقاش أو الجدل، وإرثها العظيم على مستوى القيادة والشعب يجعلُ منها قلعةً ثابتةً على هذه الأرض العربية اليد واللسان.
إن المُتاح للأردن والأردنيين من موارد ليست وفيراً لدرجة الترف، ولكن ذلك لم يقف حائلاً بين الأردن والبقاء أو بين الأردنيين والتحدي، وهو - وبشيءٍ من الرُشد في الاستغلالِ واستراتيجيةٍ في التفكير- قادرٌ على المواصلة والبقاء، بل والتفوق – مثلما هو الحالُ الآن- في ميادينَ شتى على دولٍ أكثرَ حظاً منّا مع الطبيعةِ والثروات.
الأردنُ وطنٌ، فيه ناسٌ طيّبون يعيشونَ بأمنٍ وسلامٍ على أرضٍ باركها اللهُ من فوقِ سبعِ سماواتٍ في كتابه المُبين، وجعلها على موعدٍ مع الأحداثِ العِظام في تاريخِ الإنسانيّة. وهو وطنٌ بحاجةٍ إلى كل أبنائه ليكونوا معه في السرّاءِ والضرّاء وصولاً إلى أمنيّةٍ تراودُ كل عربيّ مسلم في أن يكون للأرضِ العربيّة المسلمة حضورها المستحَق في ريادة العالم وهدايةِ الإنسانية وقيادة الدنيا. 

a.hayajneh@ju.edu.jo

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات