كلمة تكتب اسفل كل صورة تنشر لتوضيح خبر ما وتكون هذه الصورة ليست لها علاقة بواقع الخبر من حيث المكان أو تفاصيل الحدث ، ويكفي أن تشير فقط لجزئية من العنوان كي توضع لضرورات التغطية الخبرية التي اصبحت تستند على الصور الفوتوغرافية في تغطية الحدث ، والمفارقة أننا لو قمنا بدراسة هذه الصور من خلال تتبعها على عدد من المواقع الالكترونية الأردينة لوجدنا بها تشابه بنسب مرتفعة .
ومن الامثلة على ذلك عندما يكون الخبر يتعلق بقمع حرية التعبير نجد ان الصورة المتكررة هي صورة فم ركب عليه سحاب واغلقه ، وخبر عن جريمة قتل تظهر صورة سكين تقطر منها الدماء في فراغ واضح كخلفيه ، وخبر احتراق منزل أو ورشه تجد الصورة تتكون من أكبر نسبة من اللهب والدخان ، وهنا قد تجد ان سيارة الاطفاء كتب عليها دائرة اطفاء لوس انجلس بالانكليزي
في هذه الملاحظات أجد انه يمكن أن يتقبل المتصفح للخبر الصورة ويفهم انها صورة تعبيرية أو توضيحية لإكمال التغطية الخبرية للخبر ، وصانع الخبر ومحرره نجده لايدرك أو يتعمد أن يؤمن أن هذا المتصفح غير قادر على قراءة الصورة المرفقة بالخبر لكونه يكون معنيا بالتفاصيل الداخلية لنص الخبر وأن الصورة قد وضعت كديكور تكميلي .
وهنا أعتقد انه بهذه العقلية من التعامل مع المتصفح به ممارسة خاطئة لأساسيات العمل الصحفي الحديث ، وذلك نتيجة للتطور السريع في تنكولوجيا الاتصال والكاميرات من حيث قلة التكلفة وسرعة انتاج وطبع الصورة دون الحاجة لإستخدام الادوات القديمة من فيلم 36 ملي ومعمل واحواض تظهير وورق طباعة وانتظار وقت كي تجف ، بل وصل التقدم بالتقنية أن اصبحت الكاميرات لاتحتاج الى أية مهارات حرفية للتعامل مع اللقطة لأن الكاميرا هي بنفسها تقوم بكافة العمليات التقنية المعقدة سابقا .
مما سبق أجد ان العمل الصحفي وخصوصا الالكتروني وفي هذا الوقت الحالي يتطلب من الصحفي أن تكون الكاميرا مرافقة له على مدار الاربعة وعشرون ساعة كي يتمكن من نقل الخبر مرفقا معه صورة واقعية من قلب الحدث ، وفي حالات معينة وعندما يصعب تحقق ذلك عليه أن يستخدم مهاراته في البحث عن طريق الانترنت على صورة تكون تعبيرية ولكنها قريبة جدا من القارىء وواقعه من خلال حرصه على ان تكون الصورة قد اخذت من نفس المجتمع وذلك بانتقاء لقطات تظهر اجزاء من المجتمع كالمعالم البارزة في البلد والاجزاء الصغيرة والمتفق عليها اجتماعيا أنها من نفس وطن الخبر .
كل ما سبق كتبته نتيجة وجود صورة مرفقه بخبر ظهر على صفحات الانترنت عن انقلاب سيارة اسعاف في منطقة رأس النقب الأردني وقد وضعت معه صورة تعبيريه لسيارة اسعاف متدهورة على جانب الطريق ، ويوجد بهذه السيارة في الصورة التعبيرية علامات بارزة وواضحة من مثل علامة الاسعاف والكتابة على سقف السيارة وجوانبها ولوحتها وكل تلك العلامات تشير وتوضح انها سيارة اسعاف صهيونية ( اسرائيلية ) ، وعندما قمت بارسال تعليق كي اوضح للمحررين في الموقع أن هناك خطأ في الصورة لم يقوموا بنشر التعليق بل أنهم لم يقوموا بتعديل الصورة ولاأدري ما هو السبب .
ربما كل ما سبق هو صورة تعبيرية عن واقع علاقة الصورة بالخبر في الاعلام الأردني بإستثناء صور المسؤولين التي لايوجد بها مجال للخطأ أو وضع صورة تعبيرية بدل من صورة المسؤول ، لأنه لو تخيلنا أنه بدل صورة وزير المالية وضعت صورة خزنه أو بلد صورة وزير التخطيط وضعت صورة خطوط متقاطعة أو بدل صورة وزير الاعلام وضعت صورة تلفزيون أو بدل صورة وزير الخارجية وضعت صورة جواز سفر أو بدل صورة وزير النقل وضعت صورة باص من ايام ( ادفش ) أو بدل صورة وزير الداخلية وضعت صورة قيود حديدية أو بدل صورة رئيس الوزراء وضعت صورة مطرقة خشبية على طاولة ، ولو تركنا للمحررين في الصحافة الاردنية أن يختاروا صور تعبيرية للحكومة بعد الاردنية بعد حلف اليمين ... وكتب تحتها صورة تعبيرية ....ماذا سيحدث عندها ؟