متاهة الأنتخابات وطلاسم وثيقة السلمي ؟ ولصالح من ؟!‏


أنا غير متفائل جملة وتفصيلاً علي الأنتخابات البرلمانية والتي نحن ‏بصددها وخلال أيام باتت بالمعدودة ، فضلاً علي عدم إعتدادي واعترافي ‏وكمواطن مصري مثقف بمشروعية أو جدوي وثيقة السلمي المتنازع ‏بشأنها ؟ ولا أعرف السر الكامن من خلف تلك المتاهات والتي بات ‏يصنعها المجلس العسكري الأعلي ويحترف صناعتها ومنذ أستيلاؤهم ‏علي السلطة ؟ بدأوها بمتاهة الدستور أولاً أم الأنتخابات ؟ ثم أنتقلوا إلي ‏متاهة المباديء الفوق دستورية ؟! ثم أنتقلوا إلي متاهة الأنتخابات ‏البرلمانية وماجري عليها من تعديلات ؟ ثم حالياً متاهة وثيقة السلمي ‏وأيضاً الفوق دستورية ؟ ولاأدري من المستفيد من وراء الكواليس ومن ‏خلف إدخالنا وإدخال البلاد والعباد في تلك المتاهات والطلاسم المدبرة ‏واحدة تلو الأخري ، وهي بالأخير لا ولن تصب في مصلحة الوطن أو ‏المواطن أو حتي المجلس العسكري ذاته؟ فهل الجاري والحادث هو أنعدام ‏للرؤي والتجربة والخلفية السياسية للمجلس العسكري والذي لم يسبق له ‏المشاركة في مثل هذه الأمور ؟ والتي أري أنه لايجب مطلقاً وفي جميع ‏الأحوال دس أنفه فيها وبقاؤه متفرغاً لوظيفته الأهم والأقدس والأصيلة ‏وهي الدفاع عن الوطن وأمنه ومقدراته دون التدخل في قضايا ومتاهات ‏السياسة والقانون ؟ بصراحة أصبحت لاأدري وأنا أقرأ وأري تلك ‏المتاهات والتي لاتنتهي ولايراد لها ؟ وأكاد أجزم بأن نسبة لاتقل عن ‏‏80% من الشعب المصري لاتدري من بعد ولاتعلم شيئاً بالأطلاق عن ‏النظام الأنتخابي والذي نحن بصدده أو مقبلين عليه ، وأعني به نظام ‏الأنتخاب بالقائمة والمستقل في آن واحد ؟ ناهينا عن أرتفاع نسبة الأمية ‏وتعاظم نسب ( البصمجية ) والذين مايزالوا يشكلون نسبة لاتقل عن ‏‏40% علي أقل تقدير من تعداد سكان الدولة ، فأن السواد الأعظم من ‏المتعلمين أو حتي المثقفين باتوا في حيرة من أمرهم بصدد نظام أنتخابي ‏عجيب ويمثل في حد ذاته لوغاريتماً ومتاهة غير مفهومة أو حتي مأمونة ‏العواقب ؟ فعلي الرغم من ضياعنا في متاهة أسماء أحزاب لاتنتهي ؟ فأننا ‏نتسائل أين البرامج اللآزمة والمصاحبة لأي حزب متقدم لتلك الأنتخابات ‏بقائمته ؟ والتي يستطيع المواطن المثقف المصري ومن خلالها أن يفاضل ‏في الأختيار بين هذا الحزب أو ذاك ؟ بالطبع لاتوجد أية برامج حزبية ‏وطنية وقومية معلنة وواضحة لأياً من هذه الأحزاب ؟! والأعجب أنه لم ‏يتاح حتي لتلك الأحزاب أن تسوق وتعلن عن حزم برامجها ورؤياها ‏الطامحة من خلال قنوات الأذاعة ومحطات التلفزيون الوطني وما أكثرها ‏، والذي نراه جميعاً يؤذن في مالطا والأحزاب تقيم الصلاة في السعودية ؟ ‏وواضح للأعمي أن وسائل الأعلام الموجه المصري مازال هو نفسه ذلك ‏النظام الفاشل والقاصر والمهمل بوزيره وبرجالاته وبكل رموزه ، ومازال ‏علي نفس نهجه البالي والفاشل والأعمي في العهد البائد ؟ وهو لايقوم ‏وكما هو مفترض منه قومياً بأفساح مساحات كبيرة ومطلوبة حالياً بل ‏وحتمياً لتنوير الرأي العام والمواطن المصري التائه ببرامج الأحزاب ‏ورؤي المستقلين والذين سيمثلونهم في المجالس البرلمانية ؟ إذن نحن ‏بصدد مهزلة وسيرك قومي مقبلين عليه وبكل تأكيد وجزم ونحن في هرج ‏ومرج ولاندري أي شيء أو حتي أي معلومة واحدة عن هؤلاء المتكالبون ‏علي الترشح في تلك الأنتخابات ، أللهم إلا صورهم الشخصية علي ‏ملصقات الحوائط البالية ؟ أو حتي بأسماء أحزابهم ودون أدني معرفة لنا ‏مسبقاً برؤياهم المستقبلية وبرامجهم الأنتخابية أو حتي مستواهم ‏التعليمي والسياسي والثقافي ؟! وأضف إلي ذلك كله هو هذا التصعيد ‏المفضوح والمكشوف حالياً في التراجع والقصور الأمني ( المقصود ؟!) ‏وبدأ ظهور وأعلان ( دولة البلطجية ؟!) وعلوها من جديد ؟ أو حتي علي ‏الأقل خلق بيئة غير أمنية ( مقصودة؟! ) وترسيخها في عقل المواطن ‏الحر المقبل علي الأنتخابات بأن البلطجية في أنتظاره علي أبواب اللجان ‏الأنتخابية مقدماً ؟! وأضف إلي ذلك كله نفس القذارة والتدني والدونية في ‏التلاعب مبكراً والعزف علي الوتر الحساس للفقراء والمساكين ‏والمعوزين من أبناء هذا الشعب ( والذين يمثلون السواد الأعظم ) من ‏تعدادنا ، وباستخدام نهج ( الرشاوي ) الأنتخابية وظاهرة شراء الأصوات ‏؟ ولو حتي برغيف كفتة أو بكيلو من اللحم المستورد الفاسد ؟ وناهينا ‏عن النقدية ؟ إذن ياسادة العسكر والحكم نحن وبكل جزم وتيقن مسبق ‏أمام أنتخابات برلمانية قادمة تنذر بالفشل الذريع ، وأما الأخطر حين ‏يتولي المقاعد رؤس بدون أمغة ونفوس بدون ضمائر ؟ ولكي نعود مرة ‏أخري ( للخلف در ) وتلد البلاد مجلساً مسخاً ومن أصحاب المطامع ‏والأهواء الشخصية وكأنك يابو زيد ماغزيت ؟ ولا رحت ولاجيت وكما ‏يقول المثل الشعبي ؟ فلصالح من ياسادة كل هذه المصايب والشواهد ‏والسلبيات الكارثية ؟ ثم نجد حينما أخفق المجلس العسكري في تمرير ‏متاهة المباديء الفوق دستورية ولم تجدي نفعاً ولا قبولاً من جانب حتي ‏جهال الوطن ؟ فإذا به يعاود نفس الكرَةٌ ولكن اليوم في شكل مبتكر وبزي ‏جديد فيما يعرف بوثيقة السلمي ؟ وبالطبع فأن الحادث وعلي الرغم من ‏هزليته إلا أنه يمثل جداً وجلللاً خطيراً ولعب بالنار ؟ فلا يوجد في دول ‏العالم أجمع أي حواكم أو مباديء أو قوانين فوق مواد وأحكام الدستور ؟ ‏ومايحدث علي واقع الأرض الفعلي والمشين والمهين حالياً هو محض ‏هزل في وقت جد وجلل ؟ وهو تلاعب مابعده تلاعب بمقدرات وأمن وطن ‏وعباد ، والجميع في غني عنه سواء مدنيين أو عسكريين ؟ وأصبحت ‏الدولة وبمواطنيها وأقتصادها الهش والمنهوب لاتحتمل من بعد المزيد ‏من تلك المتاهات أو المهاترات ؟ ومن ثم وجب سحب تلك الوثيقة الهزلية ‏ولاسلمي ولا حربي ؟ ، وعلي المجلس العسكري وفوراً وخلال تلك الأيام ‏القلائل المتوافرة لهم البدأ في إجبار وسائل الأعلام وأبواقه الموجهه تلكم ‏أن تبدأ في التنوير وشرح النظام الأنتخابي للشعب وجموعه وطوائفه ‏والأهم أن تبدأ في أستخدام كل طاقتها في أفساح الوقت الكافي أمام ‏الأحزاب المرشحة والأشخاص الراغبين ، فنحن في غني عن الأفلام ‏والمسلسلات والرغي والكلام الأهطل الذي لاينتهي بوسائل أعلام مغيبة ‏وبالكامل وغائبة وبالكامل عن دورها القومي والوطني والمطلوب منها ‏في هذه الأيام السودة والعصيبة ؟ وعلي المجلس العسكري فضلاً الكف ‏عن خلق مزيد من المتاهات والمسميات ، وفضلاً عن مسئولية المجلس ‏العسكري الآنية والفورية والوطنية والقومية عن لعب الدور الأكبر في ‏تأمين تلك الأنتخابات ولجانها وقاضتها وطمأنة المواطنين الأحرار ‏الراغبين في الأدلاء بأصواتهم وقطع أيادي وأرجل البلطجة والبلطجية ‏والهمج ، فأنه أيضاً مطالب بالأسراع في تسليم السلطة إلي مجلس مدني ‏منتخب من السادة الأساتذة والمحترفين وعلماء مصر الأجلاء والمشهود ‏لهم بالعلم والورع وأتقاء الله في الوطن والمواطن ، بل والأجدر به أن ‏يعلن ذلك صراحة وبكل جدية ووطنية وألتزام ، وأن ينصرف هذا المجلس ‏إلي دوره المهيب والأهم والأقدس والمنوط به وهو حماية أمن ومقدرات ‏الوطن وحدوده ، وأما إذا ما أستمر الأمر علي هذا المنوال الأهوج فنحن ‏وبالأخير مقبلين علي السقوط لقاع الجحيم والخراب ، وإلي فتن لايعلم إلا ‏ألله أين منتهاها .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات