الفجوات بين النظام ومؤسساته .. الزيارات الملكية أنموذجا


أتذكر جلالة الملك زيارتك إلى التفقدية إلى المحافظات، تلك التي تفتتح بها المشاريع التنموية والخدماتية، وتتوحد خلالها مع أبناء شعبنا الأردني في مضاربهم.
أتذكر ذاك الترحاب الذي تلقاه وأنت في طريقك إلى مكان الاجتماع في هذه المحافظة أو تلك، على جنبات الشوارع، وفوق أسطح المنازل، وبشكل عفوي. أتذكر ؟
***************************************
لكن كون الحق أبلجاً لا يقبل الخداع أو أنصاف الحلول، أو النفاق، فان ثمة صورتان تميزان هذه الزيارات :
الصورة الأولى: تمثل الشعب، حقيقي واقعي يحببك ويحترمك، لا مجال لتغطيتها، أو إخفاءها. لأنك تراها بعيناك وتشعر بها في قلبك، ميزتها الصدق في إطارها وفي دقائق وتفاصيلها دوما.
الصورة الثانية: تمثل المسؤولين الجالسين إليك في مكان الاجتماع، مبنية على تفاهمات مبيته بين بعض المسؤولين يسيطر عليها الكذب والنفاق إطارها وتفاصيلها في غالبية الأحيان.
فأنت وما أن تدخل إلى مكان الاجتماع حتى ترى وجوه لم يرهقها، التعب والكد والسهر على راحة شعبك، لا يمثلون في غالبيتهم أبناءنا الحقيقيين في المدن والقرى والبوادي والمخيمات، لم يسمع بهم سابقا، لا يظهرون الا عند مقدمك أو عند منفعة شخصية لهم، غير ذلك فأنهم غائبون مختبئون، اللهم الا عن المناسف وسهرات المطاعم الراقية، خصوصا بعد نهاية زيارتكم ورجوعكم لاستكمال عملكم في عمان .
***************************************
أبا الحسين: عندما تطل على أبناء الشعب، فان الشعب لا يحمل في قلبه الا قول "الله يعينك ويقويك على حمل الأمانة، ويتبع ذلك بقوله : الله يعين جلالته على المحيطين به وعلى المسؤولين في الحكومة " يجدون التعب وقد اخذ منك ما اخذ . لكنك تبادرهم بالقول: "هذا واجبي اتجاهكم" .
لقد خدعونا سيدي و خدعوك، ومازالوا في غيهم، يعيشون ويزينون ويكفرون بمسؤولياتهم جهارا نهارا، قالوا إن الشعب بخير وهو غير ذاك، قالوا أن المحافظات نظيفة وهذا غير صحيح، قالوا أن المشاريع تسير على خير ما يرام، والصحيح أن المشاريع أن لم تنخر بالفساد لم تقم بالأصل، وان أقيمت فهي مغشوشة ومنقوصة.
كن عليما جلالة الملك أن شوارع المحافظات لا تنظيف الا أثناء زيارتك، وان الباسطات لا تزال الا خلال زياراتك، وان المشاريع لا يسرع بها الا أن علم هؤلاء بمقدمك، وما أن تنتهي زيارتك، فان الشوارع تتحول إلى مزابل، وتعود البسطات لتحتل الشوارع، تصمت عجلة الحركة في المشاريع !!.
****************************************
أتعلم سيدي أن زياراتك للمحافظات يتم الاتفاق والالتفات عليها من قبل بعض الجهات، والمسؤولين في الديوان الملكي، وأركان المحافظات وأجهزتها بكافة أنواعها، بحيث يحددون من سيتحدث في حضرتك بما يريدون هم لا بما يريد شعبك، يحددون القضايا والمطالب والأسماء. ومن يتجرا ويقوم بالوقوف بين يديك فان ذلك سيسبب له مشاكل لها أول ولن يكن لها أخر.
سيدي الأسماء التي تحضر وتراها ما هي الا أسماء ذات ارتباط بالمحافظ وبعض الأجهزة، لا وزن شعبي لهم في الأغلب، لكنهم يتقنون فنون البصم وفنون الكذب، لا يمثلون الشعب - في غالبية الأمر - بل هم فعليا بعيدون اشد البعد عنه. سيدي يجاملونك ويزينون لك ما تحب وترضى، يبنون لك قصورا من الانجاز، والمشاريع ، لكن الحقيقة غير ذلك.
*************************************
نصدقك القول غير أبهين بما سيقال عنا. الأردن أهم من هؤلاء .
قد يقولون لك أن الشعب الأردني راضي شاكر، مع أن الواقع يقول بغير ذلك، الشعب يئن من اوجاعه المتراكمة، لكنه صابر إلى حين ميسرة، واثقون بك وحدك باعتبارك راعي للمسيرة وأنت أدرى بشعابها ، لكن المحيطون بك فان لشعب فقد ثقته بهم .
سيدي زر المحافظات لوحدك وبشكل مفاجئ لتقف على الواقع الحقيقي، دون أن تعلم مسؤوليها، ستجد العجب العجاب !!
معك شخصيا ليست هناك ثمة مشكل جلالة الملك، لكن المشكل تنبع من المحيطين بك ومن بعض مسؤولي المحافظات وأجهزتها، الذين خانوا الأمانة، فلا أوصلوا صرخاتنا ولا عرفت أنت بها.
نتمنى من الله أن تتبدل الصورة .
الله يرحمنا برحمته ..... وسلام على اردننا من الله وبركة .
Khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات