وجه الشبه بين التنزيلات والحكومات الأردنية !!


هناك مقولة تاريخية تقول أنه من الصعب أن يتم فصل السياسة عن الاقتصاد وكلاهما يرتبطان معا بعلاقة تكاملية مهما حاول البعض أن يفصلهما في مجالات الدراسة الاكاديمية أو مجالات الدراسات الميدانية والاستطلاعية .
وفي حالة فريدة من عروض التنزيلات في الأردن جعلتني الارقام التي وضعت في العرض أعيد التفكير بهذه العلاقة ، أحد الاعلانات في أحدى صحف الاعلان الاسبوعية وضع عرض تنزيلات على المفروشات وكانت الارقام كالتالي ( السعر القديم 2400 دينار – السعر الجديد 999 دينار ، السعر القديم 1900 دينار - السعر الجديد هو 799 دينار، السعر القديم 2900 دينار - السعر الجديد 999 دينار ، السعرالقديم 2475 دينار – السعرالجديد 899 دينار) ، وهذا ارقام حقيقة وضعت أسفل مجموعة من قطع الاثاث وعنون العرض بكلمة ( عروض دافية ) .
مما سبق أجد أن العلاقة ما بين حجم الكذب بالاسعارالقديمة للقطع قبل التنزيلات يتساوى مع حجم الكذب الذي تمارسه الحكومات الأردنية في علاقتها مع المواطن فيما يتعلق بأي قرار تتخذه تلك الحكومات ، ففي بداية كل موسم حكومي ترتفع وتيرة المُزعم تحقيقه من قبل هذه الحكومات وتوضع لأجل ذلك كل الحجج البراهين والمخططات والرسوم التوضيحية بهدف واحد وهو اقناع هذا المواطن المسكين بأن هذه الحكومة قادرة على إحداث التغيير بخلاف أي حكومة سابقة .
وتبدء هذه الحكومة برفع ارقام تكاليف هذا التغيير لتقنع المواطن الأردني بأن كل شيء له ثمن حتى مطالبته بحقوقه لها ثمن وعليه أن يدفعه وهو مبتسم لأنه كمواطن يعيش الأن وفي هذا الزمن وعليه أن يدفع تكلفة هذا الشيء المسمى التغيير كونه هو من سيتميز كمواطن بالعيش في هذه الحالة من الازدهار المعيشي وكمن يمتلك قطعة الاثاث لأول مرة.
والمفارقة هنا في العلاقة ما بين سياسة التنزيلات والحكومة أن حكومتنا لاتمارس أي تنزيلات في تاريخ عروضها الاصلاحية المفترضة وتبقى على التكلفة كما هي محققة أعلى هامش ربح شخصي لها ولأعضائها من المنتفعين من عملية بيع الحلم على المواطن الأردني ، ويكتشف هذا المواطن أنه غير قادر على شراء أي قطعة من الاثاث المعروض لا في موسم البيع الأول ولا حتى في موسم التنزيلات لأن التاجر هو من يتحكم بهامش الربح الذي يأخذه من هذاالمواطن المسكين ، كما تتحكم أي حكومة أردنية بهامش المنفعة الخاصة التي تحققها من بيعها للكذب على المواطن .
وينتهي موسم الحكومة الاردنية وتبيع ما تبيع من كلمات وضعت على أوراق وبقايا خطط حكومية ويأتي انتهاء موسمها وتبدء تعلن عن التخفيضات الخاصة بعلاقتها مع هذا المواطن ، والمثل يقول كيف عرفت أنها كذبه فتقول من كبرها .... وكله تنزيلات ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات