ممنوع الخطأ ممنوع ،،،!!


في هذه اللحظة التاريخية القلقة على مستوى الإقليم والوطن،وفي ظل تخصص دول وجماعات ومؤسسات وأفراد في عمليات الاصطياد في الماء العكر ،يصبح الحذر ليس واجبا بل فرض عين على كل مواطن ومن قبل على كل من يتولى مسؤولية صغرت أو كبرت ،ويصبح الخطأ أو التقصير أو التراخي أو الاستفزاز أو الغباء محرما ومحظورا ،وقد يرتقي الخطأ في اللحظة الخطأ إلى مستوى الجريمة ،أو حتى الخيانة الوطنية ،بغض النظر عن النوايا .
ففي ظل الاضطرابات المشتعلة في عالمنا العربي ،وفي ظل الأوضاع المفتوحة على الآفاق والاحتمالات كلها ،وفي ظل المؤامرات المعلنة والخفية ،يتوجب على الدولة وأجهزتها ومؤسساتها وكبار المسؤولين فيها وصغار الموظفين والعاملين مسؤوليات مضاعفة،توجب عليهم التحلي بأعلى درجات الحكمة والانضباط والصبر والمواظبة الحثيثة على المتابعة والقيام بالمهام والمسؤوليات الموكولة إليهم بأمانة وإخلاص ،متنبهين إلى أن الأخطاء والتقصير والإهمال مهما كانت بسيطة قد تنتج كوارث كبيرة نحن بغنى عن مواجهتها ،بل من واجبهم تجنبها وتجنيبنا شرورها بكل ما أتوا من جهد ووعي وإخلاص
ونزاهة.
فالتجارب العربية والعالمية ،وأحداث التاريخ وعبره كلها تؤكد أن النار تأتي من مستصغر الشرر، ولو تتبعنا الشرارة الأولى للثورة التونسية ،لكانت متعلقة بصفعة وجهتها شرطية نرفوزة لشاب محبط ومهمش ،ولو تتبعنا بدايات الحريق السوري المشتعل لوجدناها تبدأ هناك برعونة وقسوة وغباء مسؤول محلي في التعاطي مع تصرفات صبيان وأطفال مدارس كتبوا عبارات من قبيل (جاييك الدور يا دكتور)على أسوار مدارسهم،وعلمتنا كتب التاريخ أن حادثة اغتيال ولي عهد النمسا كانت السبب المباشر في اشتعال الحرب العالمية الأولى التي مهدت وتسببت في اشتعال الحرب العالمية الثانية!
أبدت الأجهزة الرسمية الأردنية وعيا وضبطا للنفس وحكمة في التعاطي مع الأحداث عبر الأشهر الماضية عز نظيرها في المحيط العربي ، وقد شهد خلالها الأردن آلاف المسيرات والمظاهرات والنشاطات والفعاليات لشعبية التي لم يخلو كثير منها من محاولات لاستفزاز الدولة وأجهزتها ،لكننا نجحنا بحمد الله في عبور محطات صعبة كثيرة، مما جنب البلاد والعباد كثيرا من القلق والتوتر والخسائر،والمراهنات السوداء. لكن الأخطار ما زالت محدقة بنا ،ولا مجال للتهاون او التراخي أو الغفلة ،فالخطأ ممنوع سياسيا وأمنيا وإداريا وإعلاميا من جانب الدولة وأجهزتها في هذه اللحظة السياسية المرهفة الحساسية . ولا شك أن الوعي والحكمة هما صمام الأمان ،والعدل في السياسات والقرارات والإجراءات أمر لا بديل عنه،والقدرة على إحداث التوازن المطلوب بين الحرية والأمن ليست أمرا ترفيا بل مصيريا،ومسألة صون هيبة الدولة وأمنها المجتمعي ،لا يتقدم عليها في الأهمية سوى صون معايير حقوق الإنسان والعدالة،والمعادلة التوفيقية بين الاسترضاء ورفض الاستقواء يجب أن تشكل أحد العناوين البارزة في الخطاب والسلوك الرسميين الآن الآن وليس غدا.



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
1.(،يصبح الحذر ليس واجبا بل فرض)يرجى بيان المرجع الذي استندت اليه في اصاد هذه الفتوى
2.(،ويصبح الخطأ أو التقصير أو التراخي...الى مستوى الجريمه)مره اخرى يرجى بيان مرجعيه الفتوى القانونيه
20-11-2011 10:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات