منذ شهور راقت فكرة انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي للكثيرين وقد قيل ان البعض قد استعد للبس الدشاديش والبعض الآخر بدأ يحلم بامتطاء الويلفوردرايف وكاله,لكن واقع الحال مختلف كلياً ,فلقد بدأت الفكره في رؤوس بعض زعماء دول الخليج العربي لمحاولة احتواء الأزمات في تلك البلدان ومن خلال قوات أمنيه اردنيه,فاستحسنوا الفكره ولكن ضمن ضوابط خليجيه بحته بما يخدم استقرار تلك الانضمه فحسب,ولم يكن في حسابهم الاندماج الفعلي للدوله الاردنيه في المجلس الخليجي على اعتبار ان لدينا فائض من العماله الاردنيه المدربه والعاطله عن العمل تنتظر على حدودنا الجنوبيه في انتظار صافرة الانطلاق, مما يؤثر سلبا على العماله الخليجيه والتي اقل ما توصف به بالكسوله,فيتم احلال لها لكن :هل الاردنيون فعلا راضين عن دور القبضه الامنيه في تلك الدول ان تصبح بايدي اردنيه لعزوف ابناء تلك الشعوب من توجيه بنادقهم الى صدور مواطنيهم ما دام الحل الاردني جاهز وعلى استعداد أنى ومتى شاءوا؟ باعتقادي الشخصي لا,, لأننا كأردنيون نرفض ذلك الدور خدمة لرموز تلك الانضمه اولا ولاعتداننا بعروبتنا اللامتناهي يجعل من ذلك مستحيلاً..لا نفرّق بين البحريني والكويتي والاردني فجميعنا مسلمين..ولن نصوب بنادقنا الى صدور من يخالفوا الانظمه طلباً للعدالة ولن نكون من يريق دماءهم..
اما وقد تسرب للاعلام ان هنالك رفضاً مطلقاً لانظمه خليجيه اخرى لمثل هذا الاندماج بعدما كبحوا سرعتنا اللامعقوله في التحضير على مستوى الدوله لتلك الخطوه بتصريح الوزير العُماني بأننا مرفوضون خليجياً بواقع 95% ,,مما جعل العرق يتصبب على جبين وزير خارجيتنا الذي عاد من جده بخفي حُنين,,هنالك سؤال مطروح ومشروع لماذا كل هذا التهافت والاندلاق في حضن دول الخليج في الوقت انهم رافضين لوجودنا مما تسبب باحلال العماله الاردنيه بشبيهه هنديه او باكستانيه كردة فعل شعبيه مما انعكس سلباً على وجود مئات الالاف من ابنائنا هناك ممن عادوا ,فهل كان للخطوه السياسيه تبعات سلبيه على ابنائنا العاملين ام ان هنالك ثمن سياسي يجب القبول به لقاء تقديم الخدمه الامنيه الاردنيه فحسب والا...
نحن في الاردن نقع ضمن دائرة بلاد الشام من الناحيه الاجتماعيه وعاداتنا متشابهه مع بعض الفرق اليسير بين مكونات ودول هذه المنطقه على اتساع رقعتها ,لكن ليس هنالك ما يجمعنا مع الاشقاء في دول الخليج العربي سوى اللغه والدين وتبادل المنافع ,ولا مجال لتوافق او انسجام بالمعنى الموجود بين الاماراتيين مثلا والقطريين او السعوديين وقس على ذلك,من هنا ليس للسياسه مكان لايجاد أُلفه وتوافق مع سكان تلك الدول لاختلاف العادات والتقاليد اضافة للفوقيه التي يتمتعون بها في الوقت اننا اشد اعتداداً بكرامتنا ولا نساوم عليها حتى لو افترشنا الارض وتغطينا بالغممام...
لا ارى في الافق القريب اي بوادر لاجماع خليجي لانظمام الاردن سوى لتوافق امني يفسح المجال للقوى الامنيه الاردنيه في التواجد والتدريب وقمع المظاهرات اضافة لمساعدات نقديه تدعم استقرار المملكه يسعون من خلالها الى معنى المقوله يسعدك ويبعدك,,لكن هل وصلتنا الرساله فهذا ما نتمناه,,علينا العمل على تطهير البلد من المرتزقه والفاسدين واعادة اصول الدوله التي بيعت والمال العام المنهوب ففي حينه فلربما نرفض الدخول الى المجلس الخليجي حتى لو( ترجونا).لكن قبل ان انهي تشبثنا بالانظمام برغم رفضهم كمن يصّدق القول( عنزه ولو طارت )على اعتبار ما قيل وما يُرتجى سياسياً في غمرة انتفاض الشعوب على انظمتها....ودمتم