عن الخريف العربي ..


ان هذا الخريف العربي والذي هو صنيعة أعدائنا الذين خططوا له لكي يعيدوا تقسيم بلادنا والهيمنة عليها من جديد وبشكل اسوأ من تقسيم سايكس بيكو ، خريف مكشوف ولا يخفى على عاقل من امتنا العربية ورغم ذلك نجد الكثير من شبابنا وأبناءنا وأحزابنا تقبل التعاون مع الأجنبي المستعمر والذي يريد إعادة احتلال بلادنا ونهب خيراتنا من جديد ولكن هذه المرة يريد أن يقطف الثمار دون أن يخسر جنديا واحدا من جنوده بل يريد المعركة على أرضنا والمتحاربون هم أبناء شعبنا العربي والدماء التي تسيل هي دمائنا والأرواح التي تزهق هي أرواحنا والبلاد التي تدمر هي بلادنا والمدن التي تهدم هي مدننا وفي نهاية المعركة يكون النصر والهيمنة والغنائم والبترول لهم وحدهم وحتى نسائنا تكون سبايا لجنودهم يفعلون بهن مثلما فعل جنود المارينز الأمريكيين بفتاة المحمودية العراقية والتي قتلوا أهلها ثم اغتصبوها وقتلوها وتمت تبرئتهم أمام محاكم بلادهم الأمريكية الإرهابية والتي تعتبر جنودها فوق كل القوانين لا يحق لأي دولة أو قانون سماوي أو ارضي أن يحاسبهم على جرائمهم فهم نازيون لا يجوز محاكمتهم أو محاسبتهم مهما صغرت او كبرت جرائمهم فهم يقتلون ويسفكون الدماء ويعيثون في الأرض الفساد بدءا بحرق هوروشيما ونجازاكي بالقنابل النووية ومرورا بقتل الشعوب في فيتنام وكوريا وأمريكا الجنوبية وانتهاء بقتل الناس بأفغانستان والعراق وليبيا يرتكبون كل تلك المجازر والجرائم ولا يحق لأي دوله أو أي قانون أن يحاسبهم أو يحاكمهم على جرائمهم رغم بشاعتها فهم فوق كل قانون وهم نازيو النظام الدولي الجديد وما يحق لهم لا يحق لغيرهم من شعوب الأرض أو حكامها وأصبحوا يؤمنون وينفذون تعاليم حكماء صهيون وادعاءاتهم الباطلة بان الله عز وجل قد منحهم تصريح قتل الشعوب وسفك دمائها على اعتبار أن كل شعوب الأرض هم بهائم ولكن الله خلقهم بهيئة الآدميين حتى يخدموا بني إسرائيل وحلفائهم وان لهم حرية التصرف بهذه الشعوب إن شاءوا أبقوها حية لخدمتهم وان شاءوا قتلوها لعدم نفعها والحاجة إليها ....

نعم هؤلاء الإرهابيون والجزارون والذين يعشقون رائحة الدماء والجثث المحروقة بفعل قنابلهم ويفرحون ويفخرون برؤية الدمار والخراب يعم دول العالم بفعل صواريخ الكروز والتوماهوك التي من صناعتهم إن هؤلاء البرابرة أصبحوا هم دعاة للحرية والديمقراطية والتي شاهدنا نتائجها وقطفنا ثمارها في أفغانستان والعراق ولا زلنا نتذوق طعم حريتهم وديمقراطيتهم بهجمة حلفهم الأطلسي الصليبي على ليبيا وقتل أهلها وجنودها وإعدام زعيمها وتدمير مدنها ونهب بترولها ، فعلوا بليبيا وجيشها وزعيمها كما فعلوا بالعراق واهلة وجنوده وقائده الرئيس البطل صدام حسين الذي أعدموه يوم عيد الأضحى انتقاما من كل العرب والمسلمين واهانة وإذلالا لهم ... يفتعلون القلاقل ويصنعون الفتن والثورات هم وعرابهم اليهودي جورج سوروس وبمساعدة تلاميذهم الصربيين أصحاب ثورة اوتبور ويستخدمون نفس الشعار اليهودي البغيض القديم شعار القبضة التي يضحكون به على الشعوب الغافلة عن مكائدهم ومخططاتهم الشيطانية الماسونية بمساعدة منظمتهم العالمية والتي اختصروها بكانفاس يفعلون ذلك بحجة تقديم الحرية والديمقراطية للشعوب ظاهريا وأما ما في الباطن فان هدفهم هو استعباد واستعمار الشعوب ونهب خيراتها وتمزيق أواصرها ووحدتها وإشعال نار الفرقة الطائفية والاثنية بين أبنائها ومواطنيها كما فعلوا بالعراق الموحد وزرعوا الفتنه بين أبنائه حيث قتل بعضهم بعضا هذا شيعي وهذا سني وهذا كردي ... الخ كل ذلك ليسهل عليهم تمرير مخططاتهم وتنصيب عملائهم .

وهاهم اليوم على أبواب دمشق عاصمة الأمويين يريدون أن يستبيحوها ويدمروها وينهبوها ويعيدوا استعمارها من جديد وذلك بعد أن انهوا تنفيذ مخططهم وحربهم على ليبيا التي دمروا مدنها ومنشئاتها وجيشها الذي دفع العقيد القذافي مليارات الدنانير لبنائه وتسليحه وأصبح من أقوى جيوش المنطقة والدليل على قوته وقوة تسليحه أن هذا الجيش العربي استطاع أن يقف أمام الحلف الأطلسي الصليبي ومعهم زعيمة الإرهاب في العالم استطاع أن يصمد سبعة أشهر وهذا فخر لنا العرب ونصر بان يصمد جيش دوله عربية صغيرة العدد سبعة أشهر أمام كل دول الطغيان في العالم والتي تسمي نفسها حلف الناتو ومعها راعية الإرهاب العالمي أمريكا ، وكذلك لم ننسى ما فعلوه بالعراق وأهله وقائدة وكيف حولوه إلى دولة فقيرة بعد أن نهبوا بترولها ودمروا كل منجزاتها التي تم بنائها عبر عشرات السنين من العمل والبناء والتضحيات .

... وحتى اثبت حقيقة وصدق ما أقول انهي مقالي بفقرة من رسالة أرسلها الملك الراحل الحسين بن طلال رحمة الله الى الرئيس الشهيد صدام حسين يحذره فيها من أن الحرب على العراق ليس لتحرير الكويت ولكن الكويت هي ذريعة لكي ينفذوا مخططاتهم ومكائدهم ضد امتنا العربية وضد أبنائها وطموحاتها وتطلعاتها وهذه بعض الفقرات وكما وردة بالرسالة المؤرخة بتاريخ 22 أيلول 1990 ميلادية " والكلام لجلالة الراحل الملك الحسين بن طلال رحمه الله ... فقد عدت لتوي من لقاء الرباط وقد كان موضوع اللقاء البحث في أزمة الخليج التي أصبحت أزمة الأمة العربية منذ تفجرها وبدأ مسلسل الانزلاق نحو المجهول وما رافقه من قلق لا ينتهي ، بل يزداد حدة مع كل يوم وساعة ونحن نرى أن ما تمكنت امتنا من تحقيقه بنضالها في مطلع هذا القرن ، مهدد بالزوال أو الاندثار ، ويحدث ذلك بعيد انتهاء فترة الحرب الباردة ، وفي الوقت الذي يعيش العالم فيه مرحلة انبثاق حقبة جديدة تتشكل فيها ملامح نظام عالمي جديد ، وتوضع للعبة الدولية فيه قواعد وقوانين تختلف عما عهدنا في الحقبة التي انحسرت ثم غربت ".

" وبناء عليه ، فان منطقتنا العربية وفق مقاييس هذه الحقبة الجديدة قد أصبحت ذات أهمية قصوى لهذا العالم ، ليس فقط بسبب موقعها واتساع رقعتها وحجم سوقها التجاري ، بل لمخزونها النفطي الهائل الذي يقدر بثلثي احتياطي النفط العالمي أو يزيد ، وينعكس الاهتمام العالمي بمنطقتنا على صور شتى من أهمها الحرص على استقرارها ضمن الأطر التي ترتضيها الدول الصناعية الكبرى ، ومنها محاولات التحكم في مسار نهوضها الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والعلمي والثقافي ، بحيث ينسجم مع تصورات هذه الدول ومطامحها ولا يتعارض مع مطامعها ، ومنها تعزيز علاقاتها مع دول الجوار من غير العرب كي تبقى هذه الدول مصادر تهديد وإزعاج وابتزاز للعرب ، سواء فيما يتعلق بقدرتها على التحكم بصادر المياه المنسابة إلى الأرض العربية أو في ما يتصل بقدرتها العسكرية ، كما هو الحال مع إسرائيل على شن الاعتداءات المسلحة ومواصلة التوسع على حساب الأرض العربية ، أو فيما يتصل بتطلعات بعضها للقضاء على البعد القومي العربي وحلم ألامه العربية الموحد وتذويب الشخصية العربية المتميز باسم الدين ، أو تمزيق الجسم العربي بالعمل على تجزئة المنطقة ضمن الأطر العرقية" .

" على هذه الخلفية التي اعلم أنكم من يدرك تفاصيلها وأبعادها ، جاءت أزمة الخليج لترى فيها الدول الكبرى والصناعية الفرصة الذهبية لا عادة تنظيم المنطقة وفق مخططات خبيثة تتناسب مع تطلعاتها ومصالحها ، على حساب تطلعات ومصالح الشعوب العربية ، ولترى فيها أيضا الفرصة السانحة لوضع وترسيخ قواعد اللعبة الدولية وبلورة نمط التعاون مع منطقتنا في العهد الجديد " .

" ...... وهذا ما يفسر التوافق الدولي الواسع ووقوف دول العالم وراء الولايات المتحدة التي نعلم جميعا أن لها أغراض مبيته غير هدفها المعلن بتحقيق انسحاب العراق من الكويت وعودة الشرعية إليه " .

" .... ومن المهم أن يعرف أخي ( المقصود بأخي القائد صدام حسين ) أن معظم العرب يخشون بصدق على العراق وتصل خشية بعضهم على العراق ظاهرة الأمل والرجاء حد الاعتقاد بان شركا قد نصب له ووقع فيه ، مهيئا بذلك الفرصة التي طالما انتظرها أعداء ألامه لضربه وتدميره تحت غطاء الانتصار لدولة الكويت وباسم الشرعية الدولية ، بينما هم في الحقيقة ساعون لإنهاء العراق وسحق أمال امتنا العربية فيه وفيما يمثل وتدمير ثقة امتنا المتجددة بنفسها " .

هذه بعض النصوص الحرفيه من الرسالة التي أرسلها الملك الراحل إلى الرئيس صدام حسين وأتمنى من قراءنا الأعزاء أن يقرؤوها بتمعن وتمحيص وذلك لسببين اثنين أولهما أن أبناء امتنا اعتادوا أن يقرأوا النصوص دون أن يحللوا معانيها ودون أن يتعمقوا في فهم دلالاتها وثانيا لان الكثير من شباب الثورة في هذا الخريف العربي لم يكونوا قد ولدوا في تلك الفترة التي أعلنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على العراق وبدون موافقة دولية وأجهضت حلم وأمل الأمة العربية "" بالعراق "" وكما وصفها جلالة الملك الراحل وقامت باغتيال وقتل هذا الأمل وهذا الحلم العربي والمتمثل بنشوء قوة عربية في العراق يكون لها ثقلا عالميا تكون نتيجته إعادة الهيبة والاحترام لامتنا العربية بين الأمم والتي فقدت هيبتها واحترامها بين دول العالم ومنذ عدة قرون .



تعليقات القراء

يوسف الاسمر
استاذ احمد كلامك صحيح وهذا واقع الخريف العربي بس مين يفهم ...؟؟!! .
22-11-2011 10:21 PM
ابوسفيان
السيد المعايطه كلامك يوضح الحاله العربيه بصدق وتشخيص للوضع العربي اللذي نمر به وسيعاد نفس المشهد ونحن نصفق منشين بنصر وهمي سيؤدي لدمار الامه
22-11-2011 11:06 PM
متابع لمقالاتك _ حازم
استاذ معايطة توصيفك للوضع في الوطن العربي دقيق ومنطقي ولكن وللاسف نحن امة لا تقرأ التاريخ فان عدونا يكيد لنا منذ غزو الاسكندر المكدوني لبلادنا العربيه حتى يومنا الحاضر طبعا كل مره ياتون الى بلادنا باسلوب وخدعه جديدة حتى يموهوا علينا عداوتهم لنا ونحن كل مره بنبلع الطعم ونحن غارقين في نوم عميق...!!! .
23-11-2011 11:42 PM
عبدالله خالد
نعم يااستاذ احمد تحليلك للموفق صحيح ومعلوماتك قيمة وشكرا لك على هذا المقال الممتع
26-11-2011 02:05 PM
عربي مقهور
يا استاذ يا معايطة الجامعة العربية بصمت على التدخلات الاطلسية وانت لوحدك معارض فكها يا رجل ؟! .
26-11-2011 09:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات