النظام الاردني .. لا يتخبط


تبدأ القصة عادة بصياغة الحكومة لقانون انتخاب , يتمكن النظام من خلاله تكريس التأخر والهمجية والتمسك بالعشائرية وإغفال كافة الحسابات الفكرية (يعني بدهمش ناس بتفهم مشان مايكشفوهم وينافسوهم) , اغلب الناجحين هم ممن انتظر النظام فوزهم أو قام بدعمه بشكل مباشر أو غير مباشر , وهم الغاليبة من مجلس النواب (وتحصيل حاصل أي تصويت ستكون الإجابة...كما يريدها... النظام), قلة قليلة من النواب ينفذون من متاهات النظام للتصفية, إما لأن النظام لايستطيع التزوير في هذة المنطقة الحرجة , وإما أنها هي إرادة النظام بإيجاد تمثيل مهمش للمعارضة كي تكتمل المسرحية , ..يصل النواب إلى البرلمان , بعض الأنقياء منهم يحاولون جاهدين المباشرة بالإصلاح , النظام جاهز للعبة بشكل متميز (وخلاق) 800 ثمانمئة قانون مؤقت منذ الستينات لو زج بأحدها في ساحة النواب لما استطاعوا الخروج منه بشيئ , بل النظام اشد ذكاءا من ذلك , فجأة تظهر لنا قضية مثل كزينو البحر الميت أو قضية شاهين, ...الباخرة سور...., يضيع النواب في أروقة معالجة مثل هذة القضايا , ولايتنبهون إلى إصلاح الأساس , يمتد الزمن تقترب فترة الانتخابات النيابية الأخرى , يحاول النواب الإسراع لتبييض وجوههم أمام ناخبيهم بإنجاز بعض الخدمات , ( وظيفة , حجة , مقعد جامعي , إعفاء طبي. صفقة..) لقيمات يقدمها النظام من وراء الكواليس بصنارة صيد يتم من خلالها الزج بالنواب في قضايا فساد استغلال المنصب , فيكون سكوتهم مضموناً......الخ

يتكرر المشهد بصورة أخرى لدى النظام المبدع والخلاق , يتم الإتيان بحكومة كحكومة البخيت , ترفضها المعارضة , يثار حولها الجدل بسبب ممارسات سابقة , يتم تسليمها ملف الإصلاح , تبدأ بتقديم برامج خلاقة (لجنة حوار وطني , نقابة معلمين , عصير وماء للمتظاهرين , وشوية بلطجية مشان النكهة وقياس ردات الفعل , وفي آخر أيامها تقدم حزمة من الإبداعات لأنها تفهم دورها جيداً في النظام , فتقوم بتقديم ( رواتب هنا وهناك , ترفيعات وترقيات , استحداث بلديات , ترميجات ...) (برنامج عمل للحكومة القادمة) , تماماً كقيام سابقاتها بتجهيز معضلة القوانين المؤقتة للنواب حتى ينشغلوا بها , وبالضبط كما تفعل الدول الاستعمارية قبل مغادرتها للبلاد المستعمرة ( حيث تقوم بترك جزء متنازع عليه بين كل دولة وبين جاراتها , كي تبقى الحاجة دوماً للتدخل الإصلاحي الملهم من قبل النظام , وكما جاء النواب على جدول أعمال تم إعداده مسبقاً لكــــامل الأربع سنوات النيابية دون أن يعلموا أو أن يشاركوا به , كذلك يبدأ البرنامج الحقيقي للحكومة الجديدة , والذي قد اعد لها مسبقاً دون أن يكون لها دور فيه , ليكون ذلك البرنامج أن تقوم بترقيع وإصلاح ماتركته الحكومة التي سبقتها والتي خرجت من رحم نفس النظام , بدلآ من أن تشتغل بالإصلاح والذي هو مطلب الشعب , لتبدأ الحكومة الجديدة بإلغاء قرارت للحكومة السابقة , وترقيع بعض القرارات , فهذة تستحدث بلديات وهذة تلغي الاستحداث , بحجة أن التقسيمات أضرت بمواطني بلدية الكذا لأن أوراقهم ضاعت بين المجالس المستحدثة والتي أصبحت ثلاث بدلا من واحدة .

وهكذا ياسادة ياكرام يتم تحميل الشعب قرارات المطالبة بالاستحداث وتبعاته , تماماً كما تم تحميل الشعب سابقاً قرارات اختيار النواب في البرلمان وليس تحميلها لقانون الانتخاب الذي أعده النظام .

تتميز لعبة النظام في جميع برامجها الحكومية والبرلمانية أنها ذات محصلة واحدة, فبعد كل برنامج يتم تنفيذه من قبل النظام تكون النتيجة أن العراك والخصام سيكون بين الشعب ( فهذا يقول للمعارضة لماذا لم تنجحوا هاهي الانتخابات ؟ لماذا لم تشتركوا بالحكومة وقد منحتم وزارات ؟؟, والمنقذ هو النظام , تماماً وبكل بساطة مثل أن يقوم النظام بتفعيل الواسطة لمنح مكانة لشخص ما على حساب آخر ليبدأ الاثنان ( وهما من الشعب) بالحقد على بعضهما البعض والعراك ....ويبدأ النظام بالمهمة النبيلة.....إصلاح ذات البين



تعليقات القراء

سعدي
المنافق كالبالون حجمه كبير ولكنه أجوف فارغ
15-11-2011 06:36 AM
صقر الشوبك
شكلك يا شيخ دوار ....
15-11-2011 06:38 AM
دواس الظلمة
الصورة يا شيخ !!! مش مفهومة يا ريت تغيرها يعني إنته بتكتب عورقة مكتوب عليها أم بتدقق ولا شو بتساوي !!! ولا هي صورة وخلاص
15-11-2011 06:41 AM
مواطن غلبان
العشائرية
هي سر قوتنا وتلاحمنا بعد ديننا
إنته شو بدك بالضبط
مقالك .....
15-11-2011 06:44 AM
متابع مش غبي
مش إنته يا شيخ اللي كتبت قبل فترة
عاجل .. الأردن : طعة وقــايمة
الأردن شركة وليس وطناً
شو غيرك وليش بتتلون
مره هيك ومرات هيك
15-11-2011 06:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات