هجوم اسرائيل على ايران بداية اشعال حرب عالميه ثالثه


الضجة الاعلاميه النى تناقلتها وسائل الاعلام المختلفه حول التهديدات الاسرائليه بتوجيه ضربه عسكريه للمنشآت لنوويه الايرانيه وقيام إسرائيل بالتحضير لهذا الهجوم بتدريبات عسكريه معقدة في قاعدة سردنيا التابعة لحلف الناتو شملت كيفية مهاجمة اهداف بمناطق بعيده عن إسرائيل. وبغض النظر عن جاهزية إسرائيل فانى اعتقد ان إسرائيل لن تجرؤ بمهاجمة ايران ولا تملك خيارا عسكريا قابل للتطبيق ولا تستطيع ان تقوم بهذا الهجوم منفردة ومثل هذه العملية تحتاج الى عدة دول للقيام بهذه المهمة.
ومن خبرتي في هذا لمجال, فان مثل هذا الهجوم يتطلب استخدام المجال الجوى لعدة دول فالمسارات الجوية المحتملة من اسرائيل لهذا الهجوم هي الوسطى والجنوبيه التى تمر عبر الاجواء الاردنيه السعوديه العراقيه او المسار الشمالي لكل من سوريا وتركيا , وتحتاج هذه الحملة على الاقل 200 طائره مقاتله و طائرات حمايه واكثر من اربعة عشر طائرة نقل كبيره لتزويد الوقود جوا .
وبغض النظر عن اى مسار تختاره إسرائيل فان هذه الدول تستطيع ان تفشل مثل هكذا هجوم من خلال التعرض فقط لطائرات التزويد الجوي فستفشل الهجوم بأكمله. هذه العملية ايضا تحتاج الى ساعتين في اجواء هذه الدول مما يجعل هذه الطائرات واهنه عند عبورها هذه الاجواء امام اى اعتراض جوي من قبل هذه الدول ودون ان تشتبك معها ستفشل هذه العمليه باكملها قبل الوصول الى الحدود الايرانيه. اضافة من يضمن ان ايران ستقوم بكشف هذه الطائرات من قبل رادارتها الاقليميه وستكون مستعدة لها وتفاجأ هذه الطائرات عند الحدود الايرانيه بوسائل دفاعاتها الجوية المختلفة.
بعض المصادر أفادت ان احد الدول العربية ستتغاضى عن عبور هذه الطائرات لمجالها الجوى بل انها ستسمح لإسرائيل باستخدام احد مدارجها بالصحراء كلام خرافي خطير لايستند إلى الواقع, لايمكن ان تتغاضى هذه الدول عن عبور هذه الطائرات أجوائها دون التصدي لها وهى قادرة على ذلك فلا يعقل إن تبقى هذ الطائرات في الأجواء العربية لمدة ساعتين دون كشفها وإلا تعتبر انها تدعم وتشارك في هذا الهجوم وهذا يعطى ايران الشرعية لاى رد فعل تجاه تلك الدول.
ان طبيعة الاهداف الايرانيه المرشحة للقصف منتشرة على مساحه واسعة في مختلف إرجاء ايران ومعظم هذه الاهداف مدفونه في باطن الارض والجبال ومحصنه بطريقه جيده الامر الذى يقلص من ناجعة هذه الضربه كما ان استخدام الصواريخ االباليستيه الاسرائليه من نوع جيركو بجميع انواعها واستخدام الغواصات الاسرائليه الثلاثه الموجودة بالقرب من مضيق هرمز والبحر الاحمر والتى تحمل صورايخ من نوع كروز التقليديه سيكون تاثيرها على المنشآت النوويه الايرانيه بسيطا ولا تكفي لمعالجة مثل هذه الاهداف الا اذا قامت اسرائيل باستخدام الرؤوس النوويه صغيرة الحجم الموجوده ايضا في هذه الغواصات يكون تاثيرها اكثر شده ومدمرا لمحيط هذه الاهداف.
في المقابل هنالك الغواصات والمدمرات البحرية الايرانيه المتواجدة في الخليج والبحر الاحمر وفى حالة اندلاع الحرب سنشهد مناوشات عنيفه للبحريه بين قوى مختلفه للسيطره والتحكم في هذه المنطقه فهى الناقل الرئيس للتجاره العالمية تزود أوروبا ب60% من احتياجاتها من النفط. هنالك تمركز اسرائيلى ايضا في جنوب البحر الاحمر وهنالك بعض القواعد الاسرائيليه في الموانى الارتيريه بالمقابل ايضا ايران تمكنت من بناء قاعده عسكريه بحريه في اريتريا لاستخدامها لشل حركة التجاره الدولية و اغلاق مضيق هرمز الذى يعزز من سلاحها و تلوح به ايران دوما 40% من امدادات النفط الخام يمر من خلال مضيق هرمز من بين ذلك 80% من النفط السعودى 98% من النفط العراقي هذه المنطقه تعتبر شريان الحياه للعالم وهنالك خطوره كبيره بتلغيم هذا المضيق من قبل ايران في حالة نشوب الحرب مستقبلا" فالموقع الاستراتجي الإيراني قادر على تعطيل حركة الملاحة في الخليج.
اى ضربه لهذه لمنشآت ستقوم ايران بإعادة البرنامج مره اخرى اسرائيل ستواجهه صعوبة لتدمير هذه الاهداف من خلال استخدام الذخائر التقليديه لذك هنالك توجه بان ان تقوم اسرائيل باستخدام قنابل نوويه صغيرة الحجم محدودة التأثير بحيث لاتؤثر على البئيه المجاورة للمنطقه. مثل هذا الطرح غير علمى فلا يوجد هجوم نووى نظيف مهما كان حجمه واسرائيل ستكون هى المسؤوله عن هذا التلوث النووي المرعب والعواقب الاجراميه المترتبه عليه منع الحرب بالحرب لايجدى فى حالة ايران واعاقة المشروع او تاخيره لايساوى الثمن الباهظ الذى سوف تدفعه المنطقه والعالم اجمع وخاصه ان العالم حاليا" يمر في ازمه اقتصاديه متناميه اهم اسبابها ارتفاع اسعار النفط .
حدوث الازمه الايرانيه النوويه ستزيد من ارتفاع هذه الاسعار فغلاء النفط هو من اهم الاسلحه التى تستخدمها ايران لردع اوروبا وامريكا واسرائيل عن توجيه ضربه جويه لمنشآتها النوويه . كما ان امريكا تعرف جيدا" انها لاتستطيع ان تبقى مسيطره على المنطقه دون ايران ودورها في افغانستان والعراق واسيا الوسطى وعلاقتها المتينه بروسيا والصين وتركيا الاخوه الاعداء المبنيه على المصالح الاقتصاديه وتشابك مناطق النفوذ والاهتمام كعقود الغاز المقدره فى بلايين الدولارت واستخراج النفط فالصين لوحدها لها مشاريع نفطيه وغازيه في ايران تقدر بنحو 30 بليون دولار.
من المستحيل ان توقف ايران برنامجها النووى فهى تستورد نصف حاجتها من الغازولين من الخارج وهنالك انخفاض في استخراج النفط من حقول البترول الايراني والمخزون الاستراتجى كما انها تحتاج لهذه الطاقة النووية لتحليه المياه لتغطى حاجاتها في المستقبل فعدد سكانها الحالي 70 مليون نسمه والمتوقع ان يصل الى 100 مليون نسمه في عام 2025. وهنالك سبب استراتجى اخر ايران تنظر الى مصادر النفط العربي كصيد ثمين لها في المستقبل وتطمع بان تحصل على بعض الحصص من هذه الثروة كحقول قطر الغازية وحقل مجنون على الحدود العراقية الايرانيه وبعض الحقول السعوديه ومن المحتمل ان تهدد بعض الدول العربيه لتاخذ بعض الحصص النفطيه مقابل عدم اغلاقها لمضيق هرمز وهناك ايضا عامل الامن القومي الايرانى فهى ترى ان كل من الهند وباكستان وكوريا الشمالية اصبحت دول نوويه وتحدت العالم وفلتت من العقاب فلم لا ايران .
كل الدلائل تشير ان ايران متجه لتصبح دوله نوويه ويجب ان تتاقلم اسرائيل والعرب على التعايش معها كدوله نوويه قربيا. ما تقوم به اسرائيل الان من تحريض الغرب ضد ايران هو للمحافظة على مكانتها الإستراتجية بالنسبة للغرب ولصرف النظر عن القضية الفلسطنيه وتعتبر ان ايران النوويه تهديد لوجودها اما تقرير وكالة الطاقة النووية هدفه فقط فرض حزمه جديدة من العقوبات على ايران.
هنالك من يقول من الصعب التكهن ماذا ستفعل ايران في حال تعرضها للهجوم اسرئيل يجب ان تدرك ان ايران سوف ترد بقوة على اى هجوم واول أهدافها سيكون مفاعل ديمونا والاهداف ذات الثقل الاستراتجي الاخرى فالصورايخ الايرانيه قادره للوصول الى إسرائيل من نوع شهاب او عاشورا, ايران لن تتقبل الاهانه بضربها من قبل إسرائيل فهي دوله إقليميه كبرى في المنطقة وهى مستعدة لمواجهة الاسوء ولذلك لا اعتقد ان امريكا ولا اى لاعب دولي اخر جاهز للتعامل مع إيران عسكريا" وانما الحلول تكمن بالجهود الدبلوماسية ومع ذلك نقول ان الحرب دوما لها تطورات خاصة ومفاجئه بعض الاحيان لا يمكن التنبؤ بها وخير دليل على ذلك ما ذكر موخرا عن موقع فارس للانباء الايرانيه ان ايران تمتلك صواريخ نوويه من نوع kh-55 بقدرة 200 كليو طن كاف لردع إسرائيل من ضرب ايران وذكر الموقع انها ابتاعت هذا السلاح بالسوق السوداء من اوكرينا عام 2005.
يبدو ان ايران ستصبح دوله نوويه في المستقبل القريب وان افضل طريقة لضمان الاستقرار ومنع الحروب في المنطقة بان تمتلك بعض الدول العربيه السلاح النووى وهم قادرون على ذلك كتركيا وبلجيكا وهولندا التى ابتاعت هذه الاسلحه من امريكا وهم دول غير نوويه عندها ستردع دول المنطقه بعضها البعض ويعم السلام والاستقرار في المنطقة وتوفر الدول العربيه مئات البلايين من الدولارات لشراء الاسلحه التقليديه التى لاتفيد في مواجهة اى دوله نوويه وتستثمر هذه الاموال لصالح شعوبها. واخيرا ان اتفاقية حظر انتشار الاسلحه النوويه عبارة عن لعبة سياسية غامضة لا تحقق أهدافها ولا تلتزم بها معظم الدول.



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
مقال يعبر عن فكر عسكري جيد ولكن عن مراهقه سياسيه حيث سبق وان قيل نفس الكلام قبل تدمير العراق.لا يمنع الغرب (نيابه طبعا عن اسرائيل)في تدمير ايران سوى قبض ايران لبعض الاوراق مثل ورقه تسكيت الشيعه في العراق و افغانستان عن مهاجمه الاهداف الامريكيه
14-11-2011 11:05 AM
محمد الجبوري
اوافقكم يا باشا في الكثير مما جاء بالمقال القيم في بعدية السياسي والعسكري. واتفق معكم في ضعف فرصة المواجهة بين ضباع صهيون وملالي قم. اما مصلحتنا فترتكز على ثابتين الاول :بطيخ يكسر بعضة مع احتمالنا لبعض الخرمشات, وبهذ يخرج عدونا الاول صهيون باعاقات دائمة تعيدة لصوابة, وتعيق برنامج ايران سنين للخلف تلهيها مداوات جراحاتها عن خلق جراحات لاهلنا في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن. والثاني: ايران طبعا رغم عنجهيتها ليست اكثر من قط شرس بجلد نمر, تنذخ بقوة سراب جيش ضعيف ووطن مفكك. نشهد اليوم عقاب اللة سبحانة بكل من تأمر على شعب العراق العربي السني البطل.شكرا يا باشا مرة اخرى.
14-11-2011 03:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات