من( محافظة عجلون)

تزداد معاناة سكان محافظة عجلون يوم بعد يوم ، ويزداد عدد المصطفين من ابناء عجلون في طوابير دور التنمية الاجتماعية شهر بعد شهر وسنة بعد سنة ، رغم استمرار اصحاب الضمائر الحية من ابناء المجتمع الاردني بشكل عام ، ومن ابناء محافظة عجلون بشكل خاص ، من كتاب ومتابعين ومطلعين على حال محافظة عجلون ، في التنويه والكتابة والتصريح بما تعاني منه هذه المحافظة من فقر وبطالة بسبب اهمال وتهميش الحكومات المتعاقبة لها ، مع ان المجتمع الاردني لم يعهد بأهل عجلون الا الاخلاص والوفاء والانتماء الحقيقي للاردن ، وهذه حقيقة لا يجروء كائن من كان ان يزاود فيها على ابناء عشائر عجلون أبدا ،
ومع ذلك تصر الحكومات المتعاقبة على ان تصم آذانها عن هذه الحقيقة المرة ، وكأن هذه المناداة والمناجاة والشكوى من خلال كل اطياف ومؤسسات المجتمع المدني ليس لها اساس من الصحة ، وكأن كل ما يكتب او يذكر من حقائق أو تصريحات هو محض افتراء ، وأن عجلون محافظة ينعم أهلها بالرفاه والسعادة ورغد العيش ،
وبناءا على ما سلف اردنا ان نتكلم ونكتب بلغة الارقام ، وحتى لا نتهم بتزوير الحقائق والارقام لعكس واقع غير حقيقي عن هذه المحافظة الفقيرة المهمشة الموجودة على هامش الجغرافيا الاردنية ربما كنقطة لا ترى بأعين الظالمين ، او ربما كمقولة هتلر ان صحت المقولة ، عندما قيل له ان الاردن يدعم الحلفاء في حربهم ضد المانيا فوضع عصاته على خارطة بلاد الشام فوقع طرف العصى على الاردن فلم ترى ثم قال اين هذه الاردن التي تقف مع الحلفاء ضدنا لا اراها ،
وهذه الارقام هي من التقرير المالي للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي لعام 2009 ، حيث تبين الارقام ان عدد المؤمن عليهم من الجنسين في الاردن في نهاية عام 2009 كان (835110 ) شخص ، وان عدد المؤمن عليهم من الجنسين في محافظة عجلون في نفس السنة هو ( 1632 ) شخص من ( 835110 ) شخص ، أي ان نسبة المؤمن عليهم في محافظة عجلون من العدد الاجمالي هو 0,2 % ، ويتبعها في انخفاض عدد المؤمن عليهم في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي محافظة جرش حيث النسبة 0,4 % ، ومحافظة مأدبا 0,4 % ، والمفرق 0,7 % ، في حين أن النسبة الاكبر احتلتها محافظة عمان حيث بلغت 82,2 % ، في اشارة واضحة ان الاردن من وجهة نظر الحكومات المتعاقبة هي عمان ، كيف لا وعمان هي مكان عيشهم وتواجدهم ، وبعد عمان فالتذهب المحافظات الفقيرة بحراثيها ومزارعيها للجحيم ، ويكفيهم أن مكاتب التنمية الاجتماعية لا تبخل عليهم بثمن رغيف الخبزحتى لو كان على حساب ماء الوجه ، ونقول للحكومة كثر الله خيركم ان كنتم لا تعلمون ، وان كنت تعلمون حقيقة ما تعانيه هذه المحافظة من فقر وبطالة زادت عن 20% وتردي خدمة التأمين الصحي وتردي كل خدمات البنية التحتية التي لم يتغير عليها شيء من زمن العثمانيين ساق الله على ايامهم ، فلا كثر الله خيركم وابدلنا الله بمن هم أفضل منكم في خدمة البلاد والعباد، ونقول لكم ان الظلم ظلمات وأن الله يمهل ولا يهمل ،
اما انتم يا ممثلين عجلون في المجلس النيابي والحكومة ، فاني اقول لكم ان كنتم مطلعين على هذه الارقام فهذه مصيبة ، وان كنتم لا تعلمون بها فالمصيبة أكبر ، لانكم تكونوا حملتم امانة لا حمل لكم عليها ولا طاقة لكم بها ، وكلكم لا شك محاسبون ، فالله عز وجل لا تضيع عنده صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ، وانما هي اعمالكم ان كانت خير فهي عليكم خير ، وان كانت غير ذلك .....عندها لن ينفعكم جاه ولا مال ولا بنون ولا لقب معالي ولاسعادة ولاعطوفة !!!