حلوة : الباخرة هربت .. !


لا أدري من يلقي اللوم على من ! هل نلقي اللوم على إعلامنا ؟ أم على أنفسنا ؟ وعلى أية حال يقولون "هيك مضبطة بدها هيك ختم"!

إن السمة الغالبة على عصرنا هذا ؛استنادا إلى إمكانيات الإعلام في قلب الأمور وإظهار الحق باطلا والباطل حقا، ما يعرف بـ : تسمية الأشياء بغير مسمياتها.

فلنتناول معا لفظة "هَرَبَ" لنتعرف المعنى اللغوي لها والدلالة ، ومن ثم نعرض النتيجة على ما وظّفته وتناقلته وسائل الإعلام من تعبير، ليتجرعه المستمع والقارئ وربما بإيعاز رسمي عندما قالت: "هروب" الباخرة سور.

جاء في لسان العرب: "الهَرَبُ : الفرارُ ، وقال اللحياني : و يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو.....( لسان العرب ، مادة هَرَبَ ). ودلالة الهروب أخذا بالمعنى اللغوي توحي بالحركة السريعة المعتمدة على المفاجأة والتخفي .

أذكر أنني كنت مرة في العقبة أنظر إلى إحدى البواخر وهي تقلع من المرسى وتنفث دخانها وتطلق صراخها مؤذنة ببدء الرحيل ، وبقيت أنظر وأعيد النظر إليها كرة بعد أخرى لأكثر من ساعة ، وأنا أراها تمخر عباب البحر في حركة سلحفائية متوغلة إلى داخله ، حيث شرعت بالمغيب في ملكوت اللارؤية منه .

لا أريد أن أكثر الشرح والتحليل لاستخدام المفردة السليم تعبيرا عن مثل هذه الحالة : باخرة محملة بما لا نعلم... تفاجئ كل إمكانيات الدولة وطاقاتها وتهرب ، في صورة توهم بسرعة الحركة وخفتها ،وأن البحر فيه ما يشبه أدغال الأمازون ، أو مسالك جبال تورابورا أو حتى "زعرور القرينة" ، فتختفي ويستحيل اللحاق بها أو العثور عليها !
وكأني بالإعلام يتعامل مع مستوى من التفكير يتأرجح مع ذلك المستوى الذي يعيشه أطفال ما دون الخامسة وبما يشبه " حكايات ما قبل النوم "!

دعونا نصحح الاستخدام : الباخرة لم تهرب ، بل سارت سير " واثق الخطوة يمشي ملكا "أمام من يعرف ومن لا يعرف الحقيقة ، ولكن الذي هرب حقيقة هو الضمير آخذا فيما حمل :الصدق ، والعدل ، و الجرأة في الحق ، والحياء ....



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
يا ..

لقد فاتك سرعه الباخره و البالغه 5000كم\ثانيه

يا ... لو تشوفها
14-11-2011 11:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات