كـنـت ُ في مصــر ..


في رحلة منظمة بين الأقصر وأسـوان على الباخـرة النيلية العملاقة " ديمونـد " ، قضيت
إجازة العيد ،لم تكن البداية مشجعة ، إذ تأخـرت الطائرة عن موعـد الإقلاع من مطار ماركا ثلاث ساعات كاملة، وعلـّقـتُ على اعـتذار المضيفة بالقــول : يـبدو أنــكم تـتأخرون عـمـدا لتعتذروا ، فالاعـتذار أصبح ثقافة خاصة بكم ؟ وماذا يفيد الاعتذار لتعب كبار السن، وزهـق الأطفال، ومعاناة الركاب ؟ ".
قـلت في نفسي ، الـبداية ليست مشجـّعة ! الله يسـتر ! استغرقـت الرحلة أكـثر من ساعة بدقائق ، وحين نزلنا في مطار الأقصر، كانت المعاملات بطيئة لتأخـر الوقت ! فقلت في نفسي:
هـذه الثانية ! الله يسـتر !
تغير الحال تمـاما حين خرجنا إلى ساحة المطار ، كان المرشـدون السياحيون بانتظارنا ، بباصات حديثة ، استقبلونا بالحب والترحيب : أهلا بالأشقاء الأردنيين ، أهل الشهامة والكـرم،
أهلا بالأردن والأردنيين ! قلت : الحمد لله هـذه بادرة مشجعة ، الحمد لله .
وصلنا الباخـرة "ديمونـد"، كان مدير الباخـرة وطاقمها باستقبالنا ، وبنفس الحميمية والترحيب، تم توزيع الغرف بهـدوء، الغـرف جميلة ونظيفة وتدعـوا للارتياح ، ثم دعينا للعشاء ، كان الطعام جيدا وكافيا ولائقا . والجميع يقوم بواجبه بابتسامة عريضة ، ومجاملات لطيفة. فنسينا تعب المطارَيـْن !
بين الأقصر وأسـوان ، زرنا وادي الملوك " المقابر الملكية " المحفورة في أعماق جبلين
عظيمين يخترقهما الوادي ، زرنا الكثير من المعابد ، ولا تكاد تصدّق أنها من صنع البشـر ،
أعمـدة عملاقة ، حجارة ضخمة ، رسـوم فرعونية جميلة، وتاريخ فرعوني عريق يشـرحه
المرشـدون ببسـاطة ووضـوح ، ويجيبون عن الأسئلة بكل ترحاب ! في الأقصر وحـدها ثلث آثار العالم ، ترى هناك العجائب ، وتقف مشدوها أمام عظمة التاريخ !
ويزداد جمال الرحلة حين نعـود إلى الباخـرة ، فعلى سطحها استراحة جميلة ، ترى منها سحـر
النيل وهي تعبر مياهه بهـدوء ، لـتـتيح مجالا للزائر بالتمتع بالجزر الصغيرة في النيل ، الطيور التي تهوي كالسهم على الأسماك ، بساتين النخيل وقصب السكر والموز، المقابر القديمة في الجبال والتي تضاء بالليل فيزداد المنظر ألقا وجمالا ! وتزداد الراحة والطمأنينة بما تراه من حسن الضيافة ، فقد كان مدير الباخـرة يتنقـل بيننا ، ويجلس معنا ، ويعرض خدماته علينا ، كما كان أفراد طاقم الباخـرة على مستوى رفيع في التعامل وتقديم الخـدمة .
وبقي أن أشـير إلى مواقع في أسـوان ، أولها وأعظمها " السد العالي وبحيرة ناصـر، وقـد وقفنا جميعا بإجلال أمامهما ، وقرأنا فاتحة الكتاب على روح الزعيم العربي الكبير " جمال عبد الناصر "، ثم" الحديقة النباتية " ، والتي تعتبر آية في الجمال ، فهي تضم معظم أشجار وأزهار العالم ، وكذلك " القرى النوبية " التي ما زالت تعيش على البساطة والتراث القديم . ولا بـد أن أشير كذلك إلى مقبرة وتمثال " الكاتب الكبير " عباس محمود العقاد " في ميدان
وسط المدينة.
سلام عليك يا مصر ، سلام على أهلك الطيبين ، دمت قوية عزيزة رائدة ، لقد شـعرنا أننا في بلدنا وبين أهلنا ، وازداد فخـرنا بأننا عرب أردنيون .



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
هذه رحله شخصيه

اما بعد
13-11-2011 01:21 PM
هذلول بن متعب
.............
رد من المحرر:
نعتذر....
13-11-2011 01:23 PM
اردني خريج جامعة الاسكندرية
صدقت يا استاذ حسن فعلا اهل مصر طيبين ومصر هي بلاد الحضارة والتاريخ والادب والفن والازهر وخير اجناد الارض , الله يقويهم.
13-11-2011 06:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات