البطاقة الحمراء


على الرغم من الاختلافات الكثيرة في وجهات النظر بين الأنظمة الحاكمة في العالم الثالث ، وخاصة الوطن العربي ، مع المعارضة ، وعلى الرغم من الصدامات الموسمية التي تحدث بينهما ويذهب ضحيتها في العادة الكثير من الأبرياء من عامة الشعب بين قتيل ، وجريح ، وسجين ، ومطارد ، رغم هذا التباين في وجهات النظر ، والذي هو في صورته الحقيقية صراع من أجل السلطة ، فإن الاثنين يتفقان على أمر واحد فقط ، فالاثنان يعتبران الشعب كرة قدم في ملعب صراعهما ، ويتعاملان معه على هذا الأساس ، بدليل أن كل واحد منهما يحاول أن يمتلك هذه الكره أطول وقت ممكن ، ويرمي بها نحو مرمى الآخر لتسجيل هدفه وبعدها يحقق من خلالها أهدافه الخاصة والتي لا تتفق دائماً مع منطق الكرة ذاتها ، فالكرة ليست طرفا في هذا الصراع ، والغريب أن كل واحد منهما يـدّعي جازماً أن الكرة معه ، ومُلكه وحده ، وبالتالي فهو قادر على تحريكها وقذفها في أي اتجاه ، ويعلن كل واحد بصلف بائن أنه منحاز إليها لأنه وحده يحبها ، وحده يخاف عليها ، وأنها لا تُحب غيره ، وهي أكثر انحيازاً نحوه .
أما آن للأنظمة والمعارضة أن يخرجوا سالمين من غفوتهم وأحلامهم إلى أرض الواقع الذي لم يفكروا بالتعامل معه ، وأن يعيدوا حساباتهم التي أوهمتهم أنهم خليفة الشعب على أرض الوطن ؟
أما آن لهم أن يدركوا أن الشعب ليس كرة في ملعبهم ، ويكفوا عن الهتاف باسمه كلما ضاقت بهم السُــبُل ؟
ألم يعرفوا أن الشعب أصبح في ملعب صراعاتهم حكماً ؟
ألم يروا بعد البطاقة الحمراء التي أخرجها الشعب/الحكم في وجوههم طالباً منهم الخروج من أرض الملعب ؟
ألم يدركوا بعد أن هناك متسعاً في الأرض لميدان تحرير آخر ؟
الشعوب التي قامت لم تُحركها المعارضة ، ولا الأنظمة ، لقد حركها الكبت والقهر معاً سعياً وراء كرامة الوجود ، وكرامة العيش ، فلا داعِ لأن تلهث المعارضة خلفه لأنها لن تلحق به ، ولا داعِ للأنظمة أن تقف في وجهه فالمسيرة بدأت ، وبات على الاثنين المصالحة مع الشعب.



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
1.اقتباس (أنهم خليفة الشعب على أرض الوطن )مصطلح جديد

2.اقتباس ( وبات على الاثنين المصالحة مع الشعب)دعوه للاتحاد و الاتحاد قوه هههههههههههههه
13-11-2011 11:12 AM
الوصوليه؟
فن تعلم الوصوليه
13-11-2011 06:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات