اوقفوا الاساءات .. ضد السفارة السورية


منذ اشهر ، وسفارة الجمهورية العربية السورية في الاردن ، وسفيرها الدكتور بهجت سليمان ، يتعرضون لحملات متكررة من الاعتصامات ، يقوم بها مواطنون سوريون في الاردن ، بمساندة من حلفاء لهم اردنيون ، وقد خرجت ممارساتهم عن كل الاطر الاخلاقية في التعبير السلمي عن مواقف مناهضة ، لقد تجاوزوا كل الحدود بممارساتهم ، استغلوا شهر رمضان ، شهر التعبد والتقرب لله ، كي يؤدوا صلاتهم امام السفارة السورية ، ويتخذونها ستارا للتلفظ باقدح الالفاظ ، ضد قيادة سوريا الشقيقة والجارة ، وكذلك فعلوا في العيد قبل ايام ، حيث جاؤا يؤدون صلاة العيد امام السفارة ، وليمارسوا هوايتهم بالسب والشتم ضد الرئيس بشار الاسد ، فكان رد السفارة عليهم ، ان اسمعتهم اغان وطنية وقومية ، يطغى صوتها على اصوات شتائمهم والفاظهم البذيئة ، فحاولوا استثارة العواطف الدينية للشعب الاردني ، بالادعاء ان السفارة السورية اساءت للمشاعر الدينية ، بينما هم من مارس الاساءة اثناء ممارسة الشعائر الدينية ، بتلفظهم بالفاظ نابية وادعية مسيئة ضد قيادة قطر عربي شقيق .

لقد طفح الكيل مع هولاء الزعران ، الذين وصلت الوقاحة لديهم ، ان يستخدموا اكياس دهان وكاز ، وقذفها على رجال الامن ، مما ادى لاصابة خمسة منهم ، وهم في حالة حرجة ، وبرر بعضهم استخدام الدهان والكاز ، بانه لحرق السفارة السورية في عمان ، انه عذر اقبح من ذنب ، الا يعلم هولاء الزعران ، ان حماية السفارات من مسؤولية الحكومة الاردنية ، لماذا لا يلتزمون بطرق التعبير السلمية ، ولماذا ايضا ، لا يلتزمون بادب الضيافة ، ويتطاولون على الاردن الذي آواهم ، هل يستقوون بحلفائهم الاردنيين ، الذين يوفرون لهم الدعم ، ويشجعونهم ويشاركونهم في الاساءة لقطر شقيق ، انطلاقا من احقاد طائفية .

اننا لا نقول ذلك من منطلق اقليمي ، فنحن الاردنيون قوميون حتى العظم ، وسوريا الشقيقة وطن لكل العرب ، يدخل لها اي عربي من دون تأشيرة دخول ، وتعلم في جامعاتها في الاربعين سنة الماضية فقط ، عشرات الالاف من الطلبة الاردنيين ، وهي الشقيقة الجارة ، التي تعتبر سندا للاردن ، كما هو الاردن سندا لها ، لا يجوز ان نسمح لبضع عشرات او مئات من الزعران ، الاساءة لعلاقاتنا الاخوية معها ، بالاساءة الى رئيسها ، او سفيرها ، وهو رجل دولة ، تقلد اعلى المناصب في سوريا ، وشخصية محترمة ، لم يتفوه باي كلمة مسيئة طيلة الاشهر الماضية ، رغم الاستفزازات والاساءات التي سمحنا بها ، كما ان سوريا الشقيقة ، لم تخرج بها مسيرة واحدة ضد السفارة الاردنية في دمشق ، وانا اعرف ان نداءا صغيرا على الفيس بوك ، يكفي لحشد الالاف بمسيرة ضد سفارتنا ، فهل نقبل ان يساء الى سفيرنا في دمشق بنفس الطريقة ، وهل نقبل ان يساء الى قيادتنا ايضا ؟

لقد استخدم هولاء الزعران اليوم ، اكياس الدهان والكاز ، وقذفها على رجال الامن العام ، وكان يمكن لشرارة صغيرة ، ان تتسبب بحرق مواطنين ورجال امن ، وان استمر التهاون معهم ، فمن غيرالمستبعد في المرات القادمة ، ان يلجأوا لاستخدام الرصاص والقنابل الحارقة ، فما نسمعه عن جرائم عصابات القتل في سوريا ، ضد الابرياء من المواطنين ، تهز كل المشاعر الانسانية ، لقد شاهدت على اليوتيوب في الاسبوع الماضي ، جرائم قتل بالسواطير لعشرات المواطنين السوريين ، من ركاب باصات قرى حمص ، منهم النساء والطاعنون في السن ، وكل ذنبهم انهم من طائفة اسلامية يحقدون عليها ، فهل هم ثوار من يمارسون القتل الطائفي ؟

لن نتطرق للحديث عن المؤامرة الدولية ، التي تتعرض لها سوريا الشقيقة ، بهدف تقسيمها الى كانتونات طائفية ، وفق مخطط الشرق الاوسط الجديد ، الذي بشرتنا به الادارة الامريكية ، فهذا الامر يدركه شعبنا الاردني وقواه الطليعية ، وهو ما نلحظه في تعليقات المواطنين ، على الاخبار المتعلقة بسوريا في المواقع الالكترونية ، مثلما نلاحظ التعليقات المعاكسة ، التي لا ينطلق معظمها الا من منطلق الحقد الطائفي ، لكننا نقول لكل المراهنين على سقوط سوريا ، ومنهم حلفاء الامس ، الذين كانوا يحجون الى دمشق لمقابلة قادة حماس ، ويتسابقون لحضور احتفالات السفارة اسورية بعيد الجلاء ، والذين انقلبوا على سوريا فجأة ، ان سوريا ستنتصر على المؤامرة ، ومسيرة الاصلاح تسير في مسارها الصحيح ، فقد القي قانون الطواريء ، وتم اعداد قانون للاحزاب ، وكذلك دستور جديد ، والانتخابات التشريعية ستتم في الاشهر المقبلة ، ومزيد من الخطوات الاصلاحية سنشهدها في المستقبل القريب ، كما ان مسيرة الامن والهدوء هي في اخر خطواتها .

اننا نناشد معالي وزير الداخلية ، وعطوفة مدير الامن العام ، ان لا يسمحوا لهولاء الزعران ، بالاساءة لعلاقاتنا مع سوريا الشقيقة ، وان يمنعوا هذه الممارسات المسيئة امام السفارة السورية ، فقد خرجت هذه الممارسات عن كل المفاهيم الديمقراطية ، وتحولت الى ممارسات زعرنة قابلة للتغير الى الأسوأ ، ان تم التغاضي عنها ، والاردن عرف على الدوام بوسطيته واعتداله ، واكسبه ذلك احترام الاشقاء والاصدقاء والاعداء ، كما عرف باحترامه لانسانية مواطنيه وحقوقهم ، فكيف نقبل بالاساءة الى الاشقاء وسفاراتهم في بلدنا ، كما نناشد مسؤولينا ، اعادة النظر في اجراءات الاقامة ، حتى لا يصبح بلدنا وكرا للعابثين .

m_nasrawin@yahoo.com



تعليقات القراء

المهندس باسل قس نصر الله
شكرا لك اخ مالك
11-11-2011 05:59 PM
نصيبك حيصيبك
..............
رد من المحرر:
نعتذر....
12-11-2011 12:39 AM
طارق
كلام رائع وتحيا سوريا ورئيسها الدكتور بشار الاسد
12-11-2011 03:57 AM
الاعتداء على الامن الاردني من شلة... .
هذه اخر المعلومات ؟ الاعتداء على الامن الاردني من شلة .....
هذه ليست مضاهره امام سفاره بل هو اعتداء على هيبة الاردن وامن الاردن .
وايضا زج الاردن في مشاكل وزعران مهما كانت مطالبهم ومن اين ما كانو.

تحرير سوريا او عدمه ليس من الاردن .

امن السفاره مطلب حكومي كم ان حماية السفاره الاردنيه في سوريا مطلوب من الحكومه السوريه.
المطلوب اعتقال هذه الشرذمه من المتظاهرون ....وتسليمهم الى الحدود السوريه بدون تقاعص .
ليس من صالح الاردن التدخل في الشئون السوريه.
.......
والسلام الاردني مطلب وطني.
12-11-2011 06:16 AM
احمد الازايده
يا نصراوين شعور د بهحت اغلى من كل الدماء في ملة وفي اي دين هذا الكلام بحق السماء
12-11-2011 07:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات