التهديدات الصهيونية للأردن في ظل الربيع العربي


الكيان الصهيوني الذي أوجده الإستعمار في قلب هذه المنطقة وعلى حساب أصحاب الأرض الحقيقيين والذي إرتكب المجازر المتتالية بحق أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية. هذا الكيان الذي قام على العدوان ومنطق القوة يثبت يوماً بعد يوم أنه غير معني بالسلام في هذه المنطقة ولا زال يسعى بكل ما لديه من قوة مستفيداً من الدعم اللامحدود من قبل القوى الإستعمارية وعلى رأسهم الولايات المتحدة والتي أصبحت شريك له في العدوان على هذه الأمة وخيراتها، فهو لا يزال يسعى لمزيد من السيطرة على المنطقة ولم يكتف بما حققه من إحتلال كل فلسطين ومحاولاته المستمرة لتهويد القدس وبناء المستوطنات وتشريد المواطنين الفلسطينيين عن ديارهم والتنكر لكافة المواثيق والأعراف الدولية وازداد هذا الكيان العنصري عنصريتاً وتطرفاً.

وبعد أن أحبط هذا الكيان العنصري كل الجهود والتوجهات التي بذلت لإيجاد حل عادل لقضية الفلسطينية وإدراة ظهره حتى للإتفاقيات الموقعة معه والتي كانت لصالحه في معظمها لأن سياسته تقوم أساساً على فرض الهيمنة والتوسع تحقيقاً لمصالحه ومصالح الحركة الصهيونية والقوى الداعمة له.

وقد تعوّد هذا الكيان على التنكر للمواثيق والإتفاقيات والتنصل منها عندما يستنفذ أغراضه بهدف الإلتفاف على تقديم ما يتعلق به من إستحقاقات لصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ويستمر في هذه السياسة المترافقة مع الفعل على الأرض لتهويدها وفرض الأمر الواقع مع مناداته المستمرة بضرورة العودة للمفاوضات مهما طال الزمن دون الوصول إلى نتائج وذلك لذر الرماد في العيون ولكسب المزيد من الوقت لتحقيق أهدافه.

وفي الفترة الأخيرة صدرت عن هذا الكيان تهديدات للأردن رغم وجود إتفاقية وادي عربة مع هذا الكيان وتهديداته، ربما تكون جدية باستهداف الأردن للخروج من أزمته الداخلية وكمحاولة لفرض أمر واقع جديد يمكن من خلال إيجاد حل للقضية الفلسطينية لا تكلفه شيئاً. وإزاء ذلك، فإن المطلوب هذه الفترة هو التنبه الشديد لهذه التهديدات وأخذها على محمل الجد وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بإحباط هذا المخطط الشرير، وجعل هذا العدو في حال إقدامه على العدوان أن يدفع الثمن غالياً من خلال التصدي له بكل ما أوتينا من قوة. وهذا يتطلب سرعة في إنجاز الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية لتمتين الجبهة الداخلية لتكون القلعة التي يتحطم عليها الحلم الصهيوني البغيض.

فالشعب الأردني بمختلف فئاته وشرائحه يعي طبيعة هذا العدو ومخططاته، ولديه الإستعداد لبذل الغالي والنفيس دفاعاً عن ثرى الأردن الغالي، ومن هنا على الحكومة أن ترد على هذه التهديدات بطرد السفير الصهيوني من عمان وإلغاء إتفاقية وادي عربة دون الخشية من هذا العدو، وخاصة مع الربيع العربي الذي وفر فرصة للشعوب لتعبر عن نفسها وتشارك في صنع مستقبلها وحاضرها. فالجماهير العربية ومن ضمنها الجماهير الأردنية لن تخضع بعد اليوم لمشيئة أعدائها وستقف سداً منيعاً في مواجهة العدوان، فحرية الجماهير في ظل الربيع العربي ونتائجه سيكون لها عميق الأثر على دورها في صد العدوان، لا بل ستسهم بقدر كبير في صمودها ومقاومتها للعدوان الذي سيتحول إذا ما وقع إلى مأساة للكيان الصهيوني ومقدمة لهزيمة المشروع الصهيوني برمته، لأن زمن الهزائم قد ولّى إلى غير رجعة ودخلنا في زمن تحرر الشعوب وتحقيق أهدافها.



تعليقات القراء

ابن الضفه سيدة الارض
اقول لك يا اخونا ابراهيم مشكلتنا في حالنا مش في اسرائيل صحيح ان اسرائيل تخطط لما مصلحتها لكن لا تقدر على عمل شيئ بدون ما تستغل الغباء الاردني والغباء الفلسطيني فمعركتنا في فلسطين مع بعضنا مش مع اسرائيل الشعب الفلسطيني عدوا لنفسه واسرائيل تستغل الوضع وتعمل كل مخططاتها ولا تلتفت في احد لانها اصلا لا تثق في الفلسطينيين ولا في العرب ومجرد الخلاص من الفلسطينيين على ارض فلسطين سوف تنتقل الى الاردن وفي الاردن لا نضحك على بعض العدو من داخل الاردن ومن نفسه حراك فساد فلسطيني اردني والحق ومشاكل كثيره يعني الاردن ارض خصبه لزراعة الفتنه في اي لحظه لانه يوجد في الاردن كمان من لهم اجندات خارجيه فلهذا اسرائيل سوف تنتصر وبسلاحنا نحن وليس بسلاحهم
11-11-2011 09:59 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات