حكومتنا بين شرعية العقد وعدالة الخُلع


كلنا يعرف قصة مقولة رسول كسرى في الخليفه العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال مقولته الشهيره( عدلت فأمنت فنمت ) وكلنا يستطيع قراءة ما بين سطور القول المفعم بالبلاغة وجزالة القول والاسقاطات التي دعت برسول كسرى الى هذا القول,فالعدالة اساس الحكم,والحاكم العدل هو من له حبٌ في قلوب عامة شعبه ,لأن في الحكم العدل احقاق للحقوق, ونبذٌ للفساد والمفسدين, وفي العدل ايضاً الأمان بمفهومه الشامل الاجتماعي والوظيفي والمالي وفي العدل ايضاً اختيار الأمثل والأكفاء لادارة الدوله,وفي العدل ايضاً يحارب كل اشكال الفرقى او الاستئثار بأموال العامه من قبل قله قليله, وفي العدل تطبيق لعدالة السماء وقوانينها بما جاء به الرسُل..

بعد العدل يكون هنالك أمان اجتماعي فلا مجال للسرقه ولا مكان للصوص ولا خوفٍ على مالٍ أو مُلك,لا خوف من مارقٍ او سارقٍ او قاتل,فالجميع يعيشون رفاه العيش الكريم واعطيات صناديق الزكاة, ليس هنالك من هو بحاجتها فالجميع يعيشون بأمن وأمان بدءاً بالوالي وانتهاءً بالراعي على غنماته,فالأمان ثانياً بعد عدل الحاكم,والأمان في ايامنا تعددت أشكاله بعدما اصبح غائبا ,فانتشرت شركات التأمين بكل اشكالها, وانتشرتً أكشاك الشرطه محاربة للخارجين على القانون ,, بعدما استأثر المفسدين فحكموا باسم الوالي قولاً لا فعلاً وعاثوا فساداً وتجويعاً وافقاراً للشعوب و سرقوا الفرحة من على شفاه الاطفال وباعوا مقدرات الشعوب بثمن بخس لقاء دريهمات اودعوها في بنوك الغرب الكافر فكان لا بدّ من أمام عادل يضع الأمور في نصابها ويحاسب المفسدين..إن غاب عدل
الارض هنالك عدل السماء فقد كان الفصل في تونس وفي مصر وفي ليبيا كتجارب لم تؤتي اُكلها بعد..ولربما في القريب سنسمع عن أفول نجم أكثر من دكتاتور ممن غيّبوا العدل فغاب الأمان... فنمت ..قرير العين يا عُمر,وانت من قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً وايضاً قلت لو تعثرت بغلةٌ في أرض العراق لسُئل عنها عمر,,هنالك ما يقارب الاربعة عشر قرناً تفصلنا عن حكم وعدل عمر مروراً بحكم حفيده عمر بن عبد العزيز الى ايامنا الثكلى التي نعيش,فقد استمرأت الحكومات قوتنا وقوت اطفالنا, وياما تعثرنا ولم تسوى لنا الطرقات كبشر في اريافنا وبوادينا,اُستبدلت الزكاة بالضرائب,وما أكثرها لكن في عهد عمر بن عبدالعزيز لم يجدوا من يطلب الزكاة وفي ايامنا جُل الشعب تجوز عليه الزكاة بعدما افقرته الحكومات,هنالك الالاف على ابواب صندوق الزكاة وصندوق المعونة الوطنيه يستجدون كفاف يومهم, وقوت اطفالهم بالقليل القليل,,هنالك معوزين
يبحثون في النفايات وما أكثرهم في الوقت ان هنالك من يصرف على كلبٍ او قط اضعاف ما تصرفه اسرة عفيفه على عشرة ابناء وكهل,,اين الامان الاجتماعي والأمان الوظيفي والأمان الصحي بعدما نهشت الامراض المزمنه اجساد العامه فثلثي الشعب يعانون السكري او الضغط او كلاهما وكثيرون منهم لا يجدون الدواء لقد غابت عدالة الارض لتنتظر الشعوب عدالة السماء, فمن بعضهم من هو على اعتاب الآخره, ماذا ينتظر والشعب يعاني الأمرّين؟؟لكن منهم من تفتقت عقولهم وجادوا على شعوبهم بما اجاد الله به عليهم, فها هو أمير الكويت يرسل باربعة عشر مليار من عائدات النفط لشعبه كلٌ في بيته برغم رفاه العيش الذي يعيشون ففي كل بلدٍ هنالك من الموارد فيما لو استغلت لوفرت رفاه العيش للشعوب,فلا أظن الله قد ظلم أمه والعياذ بالله فهو العدل السلام لكن,اودع فينا العقل لنحسن ادارة امورنا ,فالدولة بحاجة الى تحكيم شرع الله اولاً ومن ثم السعي والتوكل لا التواكل,ونبذ المفسدين ومحاسبة المرتزقه ممن اغتنوا من اموال المعدمين من اموال الضرائب والاتجار بغير شرع الله فسادوا علينا ,,نسأل الله ان يمنّ علينا بالأمن والأمان والعدل في الرعيه...اما حكوماتنا الموقره فهي تعيش بين شرعية العقد وعدالة الخُلع,,فما عليها الا ان تلتزم بالبدء في وضع الامور في نصابها لحماية الوطن من الانزلاق في أتون الفرقه والنزاع والمبيت في الشارع حتى تتحقق المطالب,فالمطالب ليست بتعجيزيه بل هي حقوق طالما انتظرنا الحصول عليها ولا اريد السرد او الخوض في تفاصيلها بدءاً بالاستقرار الوظيفي والعداله الاجتماعيه وتكافىء الفرص مرورا بتشريعات تحترم انسانية الانسان بعيدا عن تغول اي من السلطات على الاخرى بدعوى الاصلاح ,,فثوب الاصلاح فضفاض الا ان الحكومه مطالبه بتقييفه على حجم الوطن واصلاح جميع العيوب التي اعترت مسيرتنا بالمزيد من تطبيق العداله الحقه بعيداً عن شوفينية الرؤيا او استمراء الوطن وكرامة انسانه ,,
قبل ان انهي اقول اننا بحاجة الى حكومه بعشرة وزارات سياديه وخدميه لا ثلاثين وزاره استرضائيه,الامناء العامون قادرون فنياً على ادارة وزاراتهم ,,واجبات الحكومه العمل الجاد على وضع اسس فاعله لمحاسبة الفاسدين, تنظيم التشريعات وتعديل البعض منها بما يخدم التحول الى الديمقراطيه وحكومات منتخبه تولد من رحم المعاناة, اردنية المنشأ لا من هارفرد ولا من كامبردج..وضع تصور قابل للتطبيق لاخراج الوطن من مستنقع الفقر والاقتصاد الوطني من بيت الطاعه لصندوق النقد الدولي واعادة الهيبه للوطن وللعمله الوطنيه التي اضحت كما الليره السوريه او اللبنانيه,,
على الحكومه ان تعمل ليرضى الناس في عيش كريم ووطن آمن وعداله اجتماعيه بعيداً عن اجواء المزايدات على الفضائيات على اننا الدوله الفاضله ,فلم يعد لدينا متسع للمزيد من الهجرات من الباحثين عن اوطان,,هويتنا مخترقه وانتماء البعض اصبح ورقة يانصيب رابحه في ايدي البعض برغم انهم القوا الحجارة في بئر الوطن الضحل الماء..نحن اليوم بحاجه لإن نقف في الساحة الهاشميه نرفع ايادينا مطالبين بحقوقنا بعدما اصبحنا هنوداً حُمر في وطن الاباء والاجداد .. ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات