أبو صقر الذي خسر أهل بيته !!


كل الشكر والتقدير للكاتب المبدع الاخ احمد حسن الزعبي والممثل الرائع الأستاذ موسى حجازين وللمخرج المتمرس الأستاذ محمد الضمور ولكافة أسرة مسرحية ( الآن فهمتكم ) من ممثلين وكوادر فنية وإخراجية ومسؤولي المسرح كافة، الذين أبدعوا في تقديم هذه المسرحية الرائعة في زمن أحوج ما يكون فيه الشعب الأردني إلى من يتلمس نبضه وهمومه في زمن غابت فيه الحكومات عن تلمس هذه الهموم والإحساس بالمواطنين ومعاناتهم.
نصٌ مبدع وممثلين متألقين وإخراج متميز لهذه المسرحية التي لامست شغاف قلوبنا، فأخرجت البسمة ( التي نسيناها ) من شفاهنا قسراً، واطلقت حناجرنا ( التي تحجرت ) بالضحك لساعتين متواصلتين، وأوقدت في نفوسنا ( التي شارفت على لفظ أنفاسها الأخيرة ) شهقة الأمل ولذة الكرامة وصرخة الحق، في وجه من بغى وطغى في بلادنا من مسؤولين ابتلينا بهم وابتلي التاريخ بأفعالهم، فأصبحنا ننشد الامل والفرحة ممن أبدعوا وتألقوا في تشخيص حالنا وحال بلادنا جراء أفعال هؤلاء المسؤولين.
( الآن فهمتكم ) التي قالها أبو صقر ( الفنان موسى حجازين ) بطل المسرحية لأبنائه الذين ضجروا من أفعاله وأقواله التي سلبتهم حريتهم وكرامتهم ، كانت متأخرة جداً، كما هي حال كثير من الحكام العرب الذين لم يستوعبوا رغبة شعوبهم في التحرر من ربق العبودية والإذلال التي زرعوها في تلك الشعوب، فكانت نهايتهم الحتمية كما هو حال كل الطغاة بأن يذهبوا إلى حيث مكانهم الصحيح في ( مزابل التاريخ ) وتبقى شعوبهم حية نابضة بالحياة والحرية والكرامة وإن طال زمان الذل والهوان لعقود طوال.
ما بين ( باعوها باعوها ) على مؤسسات وشركات الدولة الإستراتيجية ، وما بين قراءة الفاتحة على روح والده في ( المول ) الذي بُني على انقاض رفاته، وما بين روح عمان ونبضها في السنين الخوالي ( منطقة العبدلي ) التي أضحت ( للحريري والميقاتي ومن لف لفهم من مسؤولينا الأردنيين)، إلى يانصيب تشكيل الحكومات وإشراك وزراء الديجيتال الذي أقسم الوزير الذي أحضروه من سويسرا لأداء القسم ( بشرفه وعرض خواته ) بأن يصون الدستور ويخدم الأمة بأمانة وإخلاص، إلى صحوة ضمير ( أبو صقر ) الذي أصدر قرارته المتاخرة لمحاولة إنقاذ بيته من الضياع والخراب نتيجة أفعاله فيقرر ( تخفيف زياراته الخارجية ) للعناية بأبنائه ويقرر زيادة ( منسوب الحرية ) لأبنائه، وغيرها من الإشارات الصريحة إلى حال شعبنا الأردني الذي ملّ لعبة تشكيل الحكومات وذهابها وتبديل الكراسي والطواقي بين الوزراء على طريقة اليانصيب، وتشكيل الحكومات للبرلمانات على عكس ما هو شائع بأن البرلمانات هي من تشكل الحكومات وليس العكس، وإحياء الأموات وجعلهم يصوتون في الإنتخابات النيايبة ثم يعودون إلى قبورهم الساكنة ......
إشارات كثيرة ورائعة ومعبّرة عن حالنا وما أفضت إليه أمورنا !!!
اتصلت بالأخ المبدع أحمد الزعبي لأشكره على هذه التحفة الفنية الرائعة، فبادرني بالقول: أننا لا نملك أن نقدم أقل من هذا لشعبنا الأردني الكريم .
فهل قدّم المسؤولون الذين ابتلينا بهم في السنوات الماضية لهذا الشعب الأردني الكريم ما يستحقه من تقدير وتكريم !!!
أترك الجواب لكم أيها الأخوة القراء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات