الخلفاء الراشدين الجدد


مما لا شك فيه أن النظام السياسي الأردني قد أفسح المجال للقوى القومية واليسارية للعمل في مجال التنظيم المهني الإجتماعي الذي حقق قسطا من العدالة للعاملين فيما تم كسب رضى الاسلاميين بالسماح لهم بالعمل التبشيري في مؤسسات الدولة التعليمية والمساجد، بينما جلس النظام على العرش مشغولا بتحريك الخيوط السياسية بكل دقة وإحتراف. وكانت المفاجأة للجميع بالإنهيار المدوي للمعسكر الاشتراكي الذي خلط أوراق اللعبة السياسية فأصبح الأبن طالبان غير شرعي واضحت البنت القومية عانسا.
ووسط هذا الهيجان تشابكت الخيوط التي أمسك بها النظام الأردني وتقطع بعضها وتم وصل الآخر لنجد رؤساء لاحزاب يسارية يتربعون على "كرسي بار" التنمية السياسية، وهو كرسي بدون ظهر، ويمين إسلامي نتف ريشه بملقط الانتخابات البرلمانية. تكتيت مورس ليصبح نهج وطريقة حكم أساسه اللعب على خلق توازن مؤقت بإرضاء هذا وإسكات ذاك في إنتظار تبلور الصورة، إلى أن انتهى القطب الأمريكي الأكبر من صياغة إستراتيجية التعامل مع هذا الوضع الشائك. ولكن ما هي هذه الاستراتيجية ما دام أنها غير معلنة وتحاط بسرية تامة لدرجة أن الملوك والرؤساء لا علم لهم بها وينتظر كل منهم المهمات الموكلة إليه ليؤديها بأمانة ؟
وتجدنا نحن الكتّاب نشطح في خيالنا لنتجاوز فكر الملوك وتقارير المخابرات لنحلل الواقع ونستشرف المستقبل، وليسمح لي القراء بالكشف عن ما أزعم بانه إستراتيجية العقود المقبلة مستندا إلى الفرضية التالية: إن الإسلام عقيدة فكر ونهج حياة متجذر في المنطقة العربية ويمكن التعامل مع اتباعه بما يخدم مصالح القوى العظمى لأنه يتقاطع معها في النواحي التالية:
• النظام الإقتصادي: الإسلام نظام يستند إلى مبدأ التجارة الحرة والزكاة وبما يناظر مبدأ الضرائب المعمول بها في الرأسمالية.
• النظام الإجتماعي: الإسلام نظام قائم على المسؤولية الإجتماعية للحكم ويقبل بالآخر في حال دفع الجزية وفقا لمبدأ لكم دينكم ولي دين ويجيز زواج المسيار وزواج المتعة.
• النظام السياسي: الإسلام يحث على السلام ويحترم المعاهدات وفقا للآية 61 من سورة الأنفال "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله أنه هو السميع العليم" كما انه لا يقبل بالمشاركة فالمعارضون خوارج بما يضمن حصر التحالف وبسط السيطرة.
وبذلك يكون الإسلام هو النظام الأنسب للمجتمعات العربية وما على القوى العظمى إلا أن تتخلص من المتطرفين منهم وتخلي العروش وتعمل على تسييل مدخرات الزعماء في البنوك تمهيدا لإستقبال الخلفاء الراشدين الجدد.



تعليقات القراء

يساري
يا سعادة الدكتور غيرهم اشتغل سنين وطلعنا بالملايارات من الدين لا بالملايين خليهم يشتغلو ا خلينا نشوف
07-11-2011 12:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات