أنت مع النظام وانا ضد النظام .. واستمرت المعركة تقريبا خمسون دقيقة ما بين ضيفي فيصل القاسم الدكتور والنائب محمود الخرابشه والدكتور سفيان التل ، ماذا كانت النتيجة ؟ وهو السؤال الرئيسي لنتاج معركة الامس على شاشة قناة الجزيرة وبرنامج الاتجاه المعاكس .
والنتيجة لاشيء رجلان إختلفا على الكيفية التي يتم من خلالها خدمة الوطن واتفقا على أن ينشرا غسيلهم القذر على شاشة الجزيرة ، ولأن ما دار في الحوار من طرح الكل في الشارع الاردني يعرفه ومطلع عليه وهو حديث يدور على مدار الاربعة والعشرين ساعة في كل منازل الاردنيين وتجمعاتهم وحتى في الدوار الرابع .
إذا لماذا هذا الاسلوب من الطرح الفضائحي والشخصي بين الطرفين ؟ ، ولماذا يرفضان كلا الطرفين أن يتم مثل هذا الحوار على إحدى القنوات الفضائية الأردنية ؟ ، وللعلم لو طلب من كلا الطرفين أن يجتمعا في استوديوهات احدى القنوات الفضائية الاردنية معا لرفضا ذلك وهذا الكلام من تجربة لي اثناء إعدادي وتقديمي لأحد البرامج في أحدى القنوات الفضائية الاردنية ، فلقد كان يرفض الضيوف الجلوس مع بعضهم البعض لأنهم مختلفين في التوجه والفكر .
وكي نجيب على الاسئلة السابقة علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الامور وهي اساسية في أي اداء إعلامي حرفي وهو قدرة القناة الفضائية على توفير وسيلة الانتقال للضيف من مكان لمكان وتوفير إقامته في أحد فنادق الخمسة نجوم ولمدة اربعة وعشرون ساعة يمارس خلالها عنجهيته وبعض الطقوس البرجوازية من أكل وشرب وخدمة خمسة نجوم ، وهذا غير متوفر لدنيا في الاردن لأنه سوف يأتي بسيارته الخاصة للإستوديوهات القناة الفضائية الاردنية الخاصة وسوف تكتفي إدارة القناة بتقديم فنجان قهوة وكاس ماء بارد ومن ثم يتم اللقاء ويغادر الى منزله .
والشيء الأخر هنا أن كلا الطرفين يرفضان التواجد في برنامج واحد وعلى الهواء مباسرة في الاردن لأنهم يعلمون أن عدد المشاهدين سوف يكون قليل جدا ولن يجدوا متابعين لهم ولما يطرحون من أفكار ونقاط خلافيه حول كيفية تحقيق الانتماء للوطن ، إّذاالسر في هذا الاتفاق على التواجد في مكان واحد هو شاشة قناة الجزيرة فقط .
وفيما يخص نتيجة اللقاء وما تحقق من خلاله وهذه نظرة تحليلية إعلامية فأنني اجد أن ما تم ويتم من خلال برنامج الاتجاه المعاكس لو تم دراسته ومن خلال اسلوب بحثي بسيط يتمثل في تسجيل الملاحظات حول الاداء لمقدم البرناج والكيفية التي يتم بها توتير الاجواء بين الضيوف الذين يكونون في الاصل مختلفين ومتناقضين أصلا ومن خلال المقدمة التي يستعرضها مقدم البرنامج ، فستكون النتيجة فراغ في الطرح ودون أي نتيجة معرفية يستفيد منها المشاهد والفائدة الوحيدة هنا المتحققة للمشاهد هي أنه يشاهد ويستمع لحوار يتصف بالصوت العالي وتقديم الحجج والبراهين من كلا طرفي اللقاء ويستمر مقدم البرنامج في تأليب نقاط التوتر بينهم ليصل في النهاية الى نقطة محددة وفي ختام البرنامج ( وفي حلقة الخرابشة والتل ) تتمثل بأن يصرح الدكتور التل بأخر كلامه حول تحذيره للنظام في الاردن عليه أن يتعض من غيره من الانظمة العربية التي سقطت لأنها لم تستمع للشارع ولم تعزل الاجهزة الامنية عن الحياة السياسية في البلد .
ويغادر كلا الضيفين الاستوديو الى الفندق ويتناولان وجبة عشاء فاخرة على شرف أنهم قاموا بنشر غسيلهم القذر على شاشةالجزيرة ، ويحلمون أن تقوم وسائل الاعلام المحلية بتغطية ما صرحوا به كي يصبحوا رجال الحدث السياسي والاعلامي في الاردن لمدة يوم واحد .
إذا كان مقهى السنترال أفضل وأشرف لكم من شاشة الجزيرة !