الاغلبيه الصامته والحراك الشعبي


في خضم الإحداث الحالية ,وتوالي السيناريوهات الدرامتكيه في الشارع الأردني يتضح جليا بان هناك بوادر مراهقة سياسية تطل علينا بكل ما فيها من إزعاج وعدم فهم للمرحلة من قبل بعض فئات الحراك الشعبي ,وهذا إن دل فانه يرجح كفة أن الغموض في تباطىء عملية الإصلاح قد أدى إلى خلق أزمة ثقة بين الحكومة وفئات الحراك الشعبي بمختلف توجهاتها وأساليبها في الطرح ,وهنا لا اقصد حكومة الخصاونه فقط مع أنها لا ترقى إلى مستوى أن تكون الأسرع في تحريك الإصلاح وإنما الحكومات بشكل عام .
إضافة إلى أن فئات الحراك الشعبي مختلفة كل الاختلاف في منهجها السياسي وبعيدة كل البعد على أن تكون في بوتقة سياسية واحده ولكن في ليلة وضحاها وجدتها في شارع واحد وتنادي بمطالب مشتركه ,إذن هناك أزمة ثقة أدت دورها في جعل هذه الفئات تستغل الكبت الشعبي والبطء الحكومي في تأسيس منطقة سياسية جديدة تشترك فيها هذه الفئات تحت مسمى الإصلاح الذي ينادي به جميع الأردنيين وليس فقط الحراك.
وهنا نقول نحن الأغلبية الصامتة بأننا الأفضل .... نعم فإننا لسنا مجبرين ولا مقيدين في إصلاح وطننا الغالي من خلال الشارع وأنه عندما نسمع بان نواب سابقين ورجالات دوله متقاعدين ورؤساء أحزاب كانت تحلم بتسلم حقيبة وزارية واحده في أي حكومة من حكوماتنا السابقة قادة لهذا الحراك أو ذاك فإننا نفقد الثقة بهكذا حراك ,إضافة إلى أنهم كانوا أول الأشخاص الذين تذوقوا ميزات الديموقراطيه التي نعيشها في الأردن, وعايشوا الفترات السياسية والاقتصادية فيها وهم نواب ورجالات سياسة , فهل لهم الأحقية الكاملة الآن في أن يصبحوا جهابذة الانتقاد والمعارضة على تلك الفترات وما أنتجت وهم كانوا المدلالين –الراضيين بالخير والشر _ عيال الدولة _ في وقتها من قبل الحكومات ؟؟
وأريد أن انوه إلى أن الاغلبيه الصامتة ليست صامتة بمعنى الصمت الاصطلاحي ,وإنما هي شريحة قررت أن تصمت عن المشاكسة والمراهقة السياسية ,إذن هي اتجهت نحو الصمت بعد أن رأت بان أهل الحراك الشعبي ليسو بأهله وإنما أهل مصالح ومكاسب , وأنا لا اشمل جميع فئات الحراك وإنما الاغلبيه ,فهناك من هم بحسن النية والغيرة الوطنية اختاروا لغة الشارع , إضافة إلى أن الأغلبية الصامتة هم من فئات الشعب المتضررين أيضا من سياسات الحكومات ولكن انتماءها ووطنيتها لا يسمح لها ولن يسمح بان تكون المستفزة للرأي العام بشكل سلبي مستغلة فقر فئة أو قلة ثقافة فئة أخرى والمشاكسة سياسيا بأساليب لا تسمن ولا تغني من جوع .
ان بناء الوطن له مجالاته المختلفة وقنواته المتعددة في محاكة الإصلاح والعملية السياسية ,وان اعتبار الصمت سلبيه سياسيه ووطنيه ما هو إلا هشاشة في التفكير ودعوة إلى المعارضة من اجل المعارضة فقط , لان الإصلاح وبناء الوطن ينبع من الفرد قبل المسؤول وان الانتماء للوطن يكون من مواقع العمل والإخلاص في العطاء , إضافة إلى أن الفكر الديمقراطي المنادي بحرية التعبير والانتقاد البناء وتوطين الفكر الحزبي بين شرائح المجتمع للوصول إلى حياة ديمقراطيه في النهاية هو فكر لنظام حكم ومناط بدولة لها كيان وأمن قومي لن يسمحان لأي كان بأن يتمرد عليها وان يشكل وقود لاشتعال مرحلة اللاوعي واللافهم والآثار العكسية على عمليه التطور لأنه عندما تكون الديمقراطية في يدي أشخاص يشكلون جهة عدائيه لأمنه القومي ومصلحته العليا مبررين ببحثهم هذا بالإصلاح إما مكرا أو قلة ثقافة...عندئذ فان الديمقراطية تأخذ قسط من الراحة في عمليه التفاهم مع هذه الفئات .
ان ارقى الديمقراطيات في العالم تمنع بعض الأفكار والمذاهب من التمتع بميزات الديمقراطية وذلك من منطلق رؤيتها أن تمتعها يعتبر خطر على أمنها القومي ويشكل تهديد واضح لاستقرارها , ونحن لن نتشبه بأرقى الديمقراطيات ولكن لن نبرئ الحراك الشعبي من تهمة استفزاز الشارع والالتفاف على الفكر الديمقراطي , إضافة إلى أننا لا نريد عبثية في الفكر المقدس وتجسير الواقع مع الأحلام من خلال شعارات استفزازيه وكأنها تريد الانفجار السياسي والشعبي والوصول إلى مرحلة اللاعوده .
إن صفارة عملية الإصلاح انطلقت من القصر وستكون بأيدي الشعب ومؤسساته وليس الحراك ورجالاته,و إن منهج الحكومة هي منهج الإصلاح والذي ينادي به جلالة الملك من خلال كتب التكليف السامية للحكومات , ولكن الحكومات ليست معصومة من الخطأ وسيكون الوعي الديمقراطي والحس الانتمائي الصادق للوطن والقيادة هو القوه المنتقدة للحكومات ومؤسسات الدولة في حياة ديمقراطيه طبيعيه ,من خلال الإعلام والصحافة أو أساليب الرد الحكومي,وإذا كانت الأخطاء والمرحلة تحتاج إلى وعي فسيكون الانتقاد اشد وأقوى ليصل الوعي الشعبي بطريقة سليمة باعثين برسائل شعبيه من خلال الأطر السليمة وحتى من خلال الشعارات الهادفة التي تبني ولا تهدم وترقى في نظرتها إلى المستقبل الوطني مع التذكير بأخطاء الماضي وإننا في الأردن نتمتع ولله الحمد بقياده متسامحة وحكيمة وإعلام حر يرفد الوطن والمواطن بكم كبير من الوعي والرؤية الواقعية , فنحن نتقد الفكر الحكومي والتشكيلات والسياسات العامة ولكن يجب علينا ان نكون الأوفياء لوطننا ومليكنا والطبيعيين في انتقادنا من دون أي نية مسبقة إلا مصلحة الوطن" ولا شيء آخر إلا الوطن ".



تعليقات القراء

احمد الازايده
يا قراله اي اغلبيه انت صا مته ما بعد حد صامت في شعب صايم الا عن الخبز والشاي الا اصحاب العمائم واللمائم والغنائم من نخب اللهط
ومن يدافع لا يغطي الفاسدين بثوب الولاء والوطنيه كفانا اسماء لا يعرف معناها من يكتب عنها من تتكلم عنه من اغلبيه صامته هم دون خط الفقر والا لا !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟
06-11-2011 12:13 AM
صحيح
كلامك صحيح هناك طرق منهجيه للمطالبات ولو زرعو الورود فانهم سيستمرون في اعمالهم لانها اصبحت عاده وليست غايه
06-11-2011 02:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات