بين إصلاح المعارضة ومعارضة الإصلاح


نتفق مع المعارضة أن هلال الإصلاح لم تثبت رؤيته ، ونتفق معها أيضاً أننا ما زلنا حائرين بين الخيط الأبيض ، والخيط الأسود ، وأن ملامح وهوية الإصلاح لم تتشكل بعد ، فهل تتفق معنا المعارضة أنها هي ذاتها بحاجة إلى إصلاح أيضاً ؟؟
... لم تكن مفاجأة لأي مطلع ما ظهرت عليه المعارضة في صورتها النهائية في ليبيا ، واليمن ، وسوريا ، فإن ما كشفته وسائل الإعلام كان كفيلاً بأن نحكم عليها وليس لها ، فقد ميـّزتها ضبابية في الرؤية ، والتسرع في اتخاذ القرارات غير المدروسة ، إضافة إلى انقسامها ، وغياب التنسيق بينها ، فإذا كانت هذه حالها فماذا نرتجي منها ؟ لقد دفعها ذلك إلى الاختباء خلف الأحلاف غير المؤمنة بحق الشعوب بحياة كريمة ، إننا بحاجة إلى معارضة واعية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبارات ،وعندهاوضوح في الرؤية ، وتعقل في اتخاذ القرارات وإطلاق الأحكام ، معارضة متحدة في أهدافها تملك برنامجها المتفق عليه من جميع الأطراف ، إننا بحاجة إلى معارضة ذات صوت واحد هو نعم للوطن ، والوطن فوق الجميع .
كنا وما زلنا ضد أي حاكم يقتل شعبه ، وبالمقابل فنحن لا نتفق مع أي فئة تتجرأ على رموز الوطن حين تُخطيء هذه الرموز في اجتهاداتها ، فتتجاوز هذه الفئة مرحلة التصويب إلى مرحلة العقاب ، فهل أخذت تصريحاً من شعبها في موقفها هذا أو ذاك ؟
تُخطيء المعارضة حين تظن نفسها بديلاً عمن تُعارضه ، وإذا كانت كذلك فهي تسعى إلى الحكم وليس إلى الإصلاح ، فإذا كانت هذه المعارضة تطالب بالحكم حقاً مشروعاً لها وحدها وبالتالي إقصاء الآخرين الذين لا يتفقون معها في طرحها فتكون بذلك نسخة مشوهة عن الحُـكم الذي رفضته وعارضته ، وسوف تكون أشد فتكاً وظلماً ، وقبل أن تفكر المعارضة بذلك عليها أن تدرك تماماً التجانس الكبير بين فئات الشعب ، فكراً ،ومُعتقداً،وتربية ، إلا إذا كانت تملك قيادات من خارج هذا التجانس فتلك المصيبة الكبرى ، وليس جديداً القول ، أن على المعارضة ، وأجهزة الحكم أن تدرك كل منهما الدور الوطني الذي هو أمانة من الشعب في أعناقهم.
ليس فينا من لا يخطئ ، وأكثرنا خطأ ذلك الذي يُصر بأنه لا يخطئ ويحاول أن يفرض خطأه على الجميع بكل وسيلة يراها ، دون أن يفكر لحظة واحدة بالمصلحة العامة للوطن والمواطنين ، ويكون بذلك قد أسلم نفسه لطيش سوف يدمره قبل أن يدمر الآخرين ، وهذا الأمر من حالة الأنا المتغطرسة يلتقي فيها صوت بعض المعارضين مع صراخ بعض المسؤولين ، فالفاشل من الاثنين هو الذي يُعارض الآخر من أجل المعارضة فقط ، وبالتالي من أجل مصالح رخيصة يتمنى أن يحصل عليها .
علينا أن نكون أكثر حضارة في نزاعاتنا ، ولن نكون كذلك إذا لم نتوحد تحت راية الوطن ، عندها فقط تتوحد كلمة المعارضة وكلمة النظام ضمن برامج تحفظ حق الوطن في وجوده حراً وعزيزاً ، ويبقى شيء واحد نتنازع عليه هو آلية تنفيذ هذه البرامج . وهذا ما يخدم الوطن ، عندها سنقف مع المعارضة والنظام معاً.
وأخيراً أقولها بصراحة مطلقة ويلٌ لمن أجبرنا على قول نعم وفي فمنا تكبر والويل الويل لمن قال لا وفي نفسه نعم فكم ظلموا الوطن .



تعليقات القراء

ع بلاطه
اسلوبك ... وبس
05-11-2011 08:32 PM
احمد الازايده
لما يضطر الشعب لهذا الاسلوب لم يعتبر الفاسدون
06-11-2011 12:06 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات