معادن البشر


البشر معادن مختلفة والحكم على هذا الاختلاف بالنسبه للمعادن يأتي من حيث قيمتها وثباتها – اما الحكم على البشر يتم من خلال تصرفاتهم وتعاملهم واحترامهم للأخر – فعلى سبيل المثال نجد أن هناك الكثير من الاشخاص الذين يحترمون (والديهم ) ويقدموا لهم اقصى ما يمكن تقديمه من العطف والرعاية خاصة عندما يتقدم بهم السن – وهنالك البعض الاخر والذي سريعا ما يتنكر لوالديه خاصه بعد الزواج وقد يصل الحال بالبعض منهم لارسال الوالدين الى مراكز المسنين. في هذا السياق ايضا نجد البعض ممن يتنكر لاهله وعشيرته وابناء بلدته اولاخوانه واصدقائه خاصة بعد ان يتسلم اي موقع من مواقع المسؤولية .

لكن اقولها بتجرد اتذكر ونحن اطفال كان دولة المرحوم هزاع المجالي رحمه الله عندما يتسلم اي موقع من مواقع المسؤوليه يعود مباشرة الى اهله وعشيرته في بلدة الربة – حتى عندما اصبح رئيسا للوزراء كان رحمه الله ياتي في نهاية كل اسبوع لبلدة الربة بكل شوق ليعيش بين اهله واقرانة يتسامر واياهم بكل فرح وسرور ويعيد الذكربات معهم – علما بان البعض منهم كان ( امي ) لا يجيد القراءة والكتابة – ولكن لم يتعالى او يتكبر عليهم – يتقاسم معهم ما تيسر من الطعام – يجلسون على نفس الفراش الارضي – واكثر الاحيان تجد دولة ابو امجد رحمة الله يجد متعه وهو يمد جسده على السجاد واضعا المسند بجانبة.هذا الاتصال لم يكلفه شئ لكن جلب له محبة الاهل والعشيرة .

كنا جميعا كبارا وصغارا ننتظر نهاية الاسبوع لاعادة المشهد نفسة . هذا المشهد يتذكرة معي جميع اقراني – الذين عشنا تلك المرحلة ولا يزال شريط الذكريات يمر أمامي بكلماته وحركاته لان شريط الطفولة يبقى في الذاكرة . الذي جعلني اكتب هذا المقال هو النهج الذي اختطه معالي الاخ راكان المجالي ( ابو غيث) ففي اليوم الاول الذي تسلم فيه حقيبة وزارة الاعلام والاتصال ذهب مساء ذلك اليوم الى بلدته (الربه) ليزور منزل جده المرحوم الشيخ سعود بن عبد القادر المجالي ( عم المرحوم هزاع المجالي ). هذه الزيارة جعلته يتصل باهله وعشيرته واصدقائه ويعيد لهم شئ من ذكريات الماضي التي تعلمناها من الاوائل الافذاذ هذا الاتصال لم يكلفه شيء ولم يرتب عليه اي التزام .

اقول هذا وللاسف ان بعض من ابناء الوطن يجدوا حرجا عند تسلمهم لاي موقع مسؤوليه من الاتصال مع اهلهم وعشيرتهم واصدقائهم حتى في مناسبات الافراح والاتراح . والاكثر من ذلك ان البعض منهم وصل به الامر بان يوصد الابواب في وجوههم . لماذا هذا الحرج والنكران – انا اعتبر ان هذا ضعف لدى الشخص وعدم الانتماء للاسرة والعائلة وعدم وفاء للاصدقاء .

انا لست مع التحيز للاهل والعشيرة والاصدقاء عندما يتعلق الموضوع بحقوق الاخرين والجور عليها . لكن عدم الاتصال مع اهلك وابناء بلدتك واصدقائك هو ظلم وعدم انصاف لهم. آمل من ابناء الوطن خاصة من هم في موقع المسؤوليه ان يبقوا على اتصال دائم مع اهلهم واقاربهم واصدقائهم ضمن العلاقة الطبيعية والتي لا تمس حقوق الآخرين .

لواء متقاعد




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات