فرحة العيد .. بين الأمن والأمان


إنها أيام طاعة وفرح وسرور .. تطل علينا في مشاعر تختلج الصدور وأفئدة تهوي من كل فجٍّ عميق لتدعو باريها عزّ وجلّ بأن يفرّج الهم والكرب عن أمة حبيبه المصطفى صلوات الله عليه ويعيد البهجة والرفعة والنصر لأمته لتكون خير أمة أخرجت للناس.
عيدنا جميل .. وفرحنا لا يوصف .. كيف لا والسعادة تعلو وجوهنا والسرور يخالط قلوبنا فرحا بقدومه ونحن آمنين مطمئنين بين أهلنا وأحبتنا نشاركهم فرحهم وسرورهم بعيد الأضحى المبارك.

نعم .. فلقد ترجم الأردن باستقراره وأمنه ورؤيته الثاقبة بهجة العيد ليطل علينا بظلاله الوارفة في ظل ظروف صعبة تشهدها بعض دول المنطقة تعاني فيها الويلات والألم ،جراء غياب الأمن والاستقرار بسبب الاحتكام لقوة السلاح غير مكترثين لعواقبه الوخيمة وارتداد أفعاله ، فها هي دول تفتقر لنعمة الأمن والأمان ، بعدما قرر حكامها ورؤساؤها قمع شعوبهم وعدم الاستماع لمطالبهم المشروعة، منكرين عليهم حقوقهم ومتناسين واجباتهم تجاه شعوبهم.

لقد استطاع الأردن بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته السديدة التقاط اللحظة المناسبة للخروج من عاصفة الربيع العربي التي هبّت رياحها على المنطقة لتغيير معالمها وتحرير شعوبها من القهر والاستبداد التي طالما عانت من سياساته وأحكامه ، ليأتي الأردن مترجما أفعاله إلى أقوال بتعزيز ديمقراطيته وتشريعاته الدستورية للنهوض بواقعه إلى برّ الأمان ، مستجيبا لمطالب الحراك الشعبي ،ومناديا بالإصلاح الشامل لمصلحة الوطن والمواطن.

ففي ظلال العيد المبارك نستمدّ عزيمتنا لتعزيز مسيرة أردننا الحبيب في إصلاحه الشامل ليلقي ظلال إصلاحه بما ينفع الناس جميعا ، ناظرين لما حولنا من ويلات وصرخات جلبتها رياح التغيير ونزعت فرحتهم جراء الاحتكام للترسانة العسكرية مبتعدين عن العقلانية واحترام إرادة شعوبهم وخياراتهم في الحياة.

فها هم إخوة لنا يعيشون العيد ليس كما نعيشه.. ويجتمعون فيه ليس كاجتماعاتنا.. وينظرون إلى أطفالهم ليس كنظرتنا لأطفالنا.. فهل يا ترى هم يفرحون..؟! هم يضحكون..؟! أم يتألمون؟؟ نعم فقد اختلطت عندهم المشاعر .. بين السعادة والحزن والراحة والتعب ناظرين إلى مستقبل قريب يفرج همّهم ويرفع الكرب عنهم.

أما نحن بفضل الله عزّ وجلّ سنفرح بالعيد ونساعد كل هؤلاء على التغيير والتحرير لإيصالهم لبرّ النجاة، سائلين العلي القدير أن يرفع عن أمتنا الهمّ والغمّ ، ويمتع أردننا العزيز بأمنه واستقراره إنه سميع مجيب.

وكل عام وأنتم والوطن وقائد الوطن بألف خير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات