استخدام المساجد لغايات ربحية


هالني وصدمني ما شاهدته في مسجد الملك عبدالله في العبدلي يوم 31\\10\\2011 ، في ذلك اليوم والذي صادف الرابع من شهر ذي الحجة كنت صائما طلبا لرضوان الله ومغفرته كما امرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بان نتعرض لنفحات الله في هذه الايام المباركة والتي وصفها صلوات الله وسلامه عليه بانها اعظم ايام الدنيا .
دلفت الى المسجد متاخرا حيث وجدت الامام وابنه خارجين من المسجد ، غير اني وجدت مجموعة صغيرة قد شرعت في الصلاة لتوها فانضممت اليهم ، وبعد ان انهينا صلاة الفرض والسنة وهممنا بالخروج دهشت لما رأيت من منظر شاب وفتاة ( اجانب غير مسلمين) يتجولان في ارجاء المصلى وكل واحد يمسك بيد الاخ وهما يتبادلان الابتسامات وكانني امام مشهد غرامي امام احدى صالات اللهوى او ما شابه ، واخذا بتصوير المسجد والمصلين وكأننا عبارة عن تحف فنية اتت الى المسجد فقط لتلبي رغباتهم بالتسلي والمرح .
اصابني المنظر بالاشمئزاز والغضب والحنق توجهت الى احد الحراس على احد ابواب المسجد لاسأله عما رايت وكيف يسمح لهؤلا الذين هم بكل تاكيد ليس مسلمين وليسوا على طهارة وربما اكثر من ذلك كيف يسمح لهم بالدخول الى المسجد ، تفهم الرجل غضبي وحنقي بل انضم الى وجهة نظري التي تستنكر الامر
ولعله اصابني با لصدمة مرة اخرى حين اضاف قائلا ان هؤلاء السياح مسموح لهم بالدخول من احد ابواب لمسجد بعد ان يدفعوا ثمن تذاكر الدخول ، واضاف بجملة عفوية لايدرك ابعادها ولكنها تعبر عن الامر باوضح صورها ان ذلك الباب يحصل في ايام معينة دخلاً يومي يفوق الا لف ومائة دينار.
الامر هنا يزداد وضوح والهدف من دخول هؤلاء الزوار هو جلب المال ، نفس اللعنة التي تطارد الجميع ، وعندما تكون المفاضلة بين المال والقيم بكل تاكيد القيم لامعنى لها ، اذكر هنا ان من مبررات موافقة حكومة البخيت على مشروع الكازينو هو لتمويل خزينة الدولة فالقوم غارقون في اشياء كثيرة مما يجعلهم يضحون بقيمهم من تلك الاشياء ، نعود الى موضوع مسجد الملك عبدالله ان ما حصل معي مس جزء مهم من كرامتي الانسانية والتي من ابسط حقوقها احترام مشاعري الانسانية واحترام معتقداتي الدينية وان لا تكون عرضة لان تصبح سلعة بيد عباقرة الاقتصاد في بلادي الذين بفضل افكارهم دمروا الزرع والضرع واهلكوا البلاد والعباد ، عتبي على ادارة مسجد الملك عبدااله وعلى مشايخنا الذين لايكفون عن وعظ الناس البسطاء ولكن عندما تكون الموعظة يجب ان توجه الى اصحاب القرار والمسؤولين للاسف نجدهم يتقهقرون وتبدو معها نبرات الحكمة والتريث سيدة الموقف.
يا سيدي ما شاهدته ادى لان استخلص نتيجة بان الدولة والمسؤولين اصبحوا تجار لا اصحاب قيم ومبادىء او حراس عليها ، حتى المساجد لم تسلم من شر افكارهم ، وهل مطلوب الان ان اثق واصدق بان الدولة تحافظ على قيمنا ومبادئنا وديننا الحنيف ، هل مطلوب مني الان ان اثق برسالة عمان والحوارات الدينية التي تجري تحت اشراف ذات الجهة التي حولت المسجد الى اداة للتكسب المادي على حساب مشاعري وكرامتي كانسان مسلم حين سمحت لهؤلاء بدخول مكان عبادتي والتعامل معي ومع المصلين كمادة للصو التذكارية والتسلي فقط..

احمد عبد الرحمن الرواشده
Ahrwash1997@hotmail.com



تعليقات القراء

على الحسبان
حسبي الله ونعم الوكيل على الذين لايغارون على دينهم والذين سمحوالمثل هولاءألأجانب لتدنيس اماكن عبادتنامن أجل المال
02-11-2011 12:03 PM
مؤذن ملتزم
شكلك ..... لا جديد فيما قلت
02-11-2011 01:14 PM
راعي الغنم
يا شيخ النصارى دخلوا على المسجد النبوي في عهد الرسول


بس نحن نرجح ما تعودنا عليه على الثابت من القرآن و السنه


خليهم يدخلوا يا شيخ للمسجد بلكي الله هداهم للإسلام

و إذا كنت مشمئز من منظرهم غض البصر زي ما بتغض البصر في الشارع...



قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر، عليهم ثياب الحبرات: جبب ، وأردية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب، قال: يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم، فصلّوا إلى المشرق أنتهى


02-11-2011 02:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات