حكوماتنا أفقرتنا كي تستغني لوحدها !!


هذا وصف واضح للكيفية التي يتم بها اختيار الوزراء والمناصب العليا في الوطن ، أن تختار وبصفة شخصية مجموعة من الاشخاص لتولي هذه المناصب وهم وانت على يقين بأن الفترة الزمنية لبقائهم لن تتجاوز العام ومن ثم يخرجون بتقاعد يساوي راتب عشرة مواطنين في القطاع العام أو الخاص ، هو الفساد والخيانة وعدم الانتماء وأن جملت هذه الكلمات بكلمات مرادفة لها تأخذ صفة الحسن والجمال .
وفي العرف البشري والمنطقي ليس هناك خيانة صغيرة أو فساد صغير أو عدم انتماء صغير ، لأن هذه الامور لاتجزء ولاتحسب على قاعدة النسب المئوية وهي كلوح الزجاج اذ ما شرخ شرخا بسيطا فلابد من كسره بالكامل .
والمعنى من أن تقوم الحكومات الاردنية النتعاقبة باختيار رجالها على أسس فردية ولاتقوم أي جهة قانونية أو رقابية تنظر في الجهد الذي بذله هؤلاء الرجال والعمل الذي قدموه للوطن وتقرر إذ ما كانوا يستحقون ما أخذوا عليها من رواتب وتقاعد ، وفي كل ماسبق لايوجد سوى تفسير واحد هو أن رجالات الدولة لدينا يحرصون على إعمار بيوت بعضهم البعض حتى ولو كان ذلك على حساب خراب بيوت بقية الشعب .
ومن خلال الاحاديث التي سمعتها بعد التشكيل الحكومي الأخير لدولة عون الخصاونه كانت هناك كلمات تكررت كثيرا وبلغة القهر الشعبي وهي لماذا فلان دون غيره من الناس ؟ولماذا فلان بعد ان كان وزير سابقا اصبح في منصب أعلى ومن ثم تم أعادته للوزراة من جديد ؟، وكيف يجوز للحكومة ممثلة بشخص رئيسها أن تسمح لمثل هؤلاء الاشخاص بأن يعاد أنتفاعهم من أموال الدولة وعلى حساب الشعب وهم في السابق لم يقدموا للوطن شيء ؟، ولماذا تتكرر الاسماء والمناصب بشكل واضح وعلى عينكم يا شعب ؟ ولماذا فلان وابوه كان وزيرا في زمان ما من تاريخ الوطن ؟.
هل كل ما سبق هو استخفاف بعقل المواطن ؟ أم أن هذا الوطن هو حكرٌ لهذه الطبقة من المجتمع دون غيرها ؟ ، والامثلة في تاريخ الحكومات الاردنية كثيرة جدا ، أم أن الحكومة تسير على قاعدة أنه يجوز تجزءت الفساد والخيانة والانتماء وتقسيمه لمراحل في تاريخ اشخاص معينين من المجتمع وتقوم بمحاسبتهم بنفسها على أساس : يا فلان في المرة الماضية أنت مارست الفساد أو الخيانة أو لاإنتماء نسبة 10% وعليك في هذه المرة أن تخفضها للحد الأدني وهو 1% .
وكما رفضت فكرة ازدواج الجنسية للمناصب العليا خوفا على تشتت الانتماء لدى هؤلاء الناس على الحكومة أن تضع لوحة على بابها توضح بها أن الفساد والخيانة وعدم الانتماء لا يمكن تجزئته ، لقد افقرونا كي يستغنوا !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات