الإصلاح يبدأ من النفس
كلمات تائهة في عقول وأرواح أصحابها , تكتنزها القلوب المعمورة بالإيمان , تساوي بين الماضي والحاضر , وتحاكي القديم مع الحديث , وتنطق وتهمس وتجلجل ,ليذيع خبرها في الناس ..لتنقش على صفحة الحياة قصة التغير الحقيقي , وبداية قصة جديدة بزمن جديد غير ذلك الذي انتهى بعد أن غفى وأفل نجمهُ , ليظهر بعده نجم التحرر من القيود والمعتقدات السابقة , التي انتهى مفعولها ولم تعد صالحة لهذا الزمن .
من هنا بالتحديد , تبدأ قصة التحرر البيضاء ,الواقعة في قلوبنا المأسورة , وأرواحنا الهائمة العاشقة البسيطة , تبدأ بعيداً عن التجمهرات الخفية الزائفة والمنتهية الصلاحية , تبدأ القصة والبداية دوما تولد من الصخور بصعوبة تحتاج إلى البذل والعطاء دون تردد أو الشعور بأي مشاعر سلبية تثبط الهمم وتقلل العزم والإصرار , ويتم الله وعده لكل من طلب الخير وسعى إليه بروحه ونفسه وإيمانه ..دون الحاجة إلى من هم دون ذلك من أصحاب المصالح والأهواء , لتنطق الحكاية بالحق بعيداً عن كل من سعى إلى الزيف وركوب الموجه لتحقيق أهداف متسترة باطنية .
الإصلاح يبدأ من النفس من داخل القلب , يطهر الروح مما علق بها من تبعات الحياة وعشوائيتها , فيتغير الإنسان على المستوى الفردي الروحي لتتوسع الدائرة بعد ذلك وينتشر التغير في المجتمع و الأمة بأسرها , ويتم ذلك التغير بتربية النفس بقواعد معيارية تجعلها ترتقي وتسمو وتتطهر ,ويتم ذلك بعدة عوامل وتصرفات تطبق على أرض الواقع , أولها التوبة الصادقة الخارجة من الداخل ,تعطي ولا تطلب مقابلاً لذلك العطاء , تزرع لتطعم وتبني لتتصدق , وثانيها العلم وأثره في صقل النفوس وتربيتها , وطريقها إلى الرقي في الدنيا وطريق إلى الفوز برضى الله تعالى , ومن تلك القواعد المربية للنفوس الإكثار من ذكر الله تعالى في السر والعلن , وفعل المعروف وكف الأذى عن الناس وصلة الرحم وحسن الخلق ....الخ , والكثير من الصفات والمعاملات التي ترتقي بالنفس وتجعلها على قدر عالٍ من الصلاح والتقى .
حين يحصل ذلك التغير , حينها فقط نجني ثمرة التغير الشامل العام , ولا نحتاج لمطالبات ومصالحات ومساومات , لأن الحال يعتدل بعد ذلك بشكل تلقائي , ويتم الإصلاح المنشود بطريقة واضحة وسهله , ليس فيها أيُّ طفرات جينية وقفزات صادمة غير واعية وغير مدروسة الأبعاد والنتائج بشكل دقيق .
ترسم اللوحات بتفنن وتزاحم غريب لافت , تجتاح كيان اللحظات لتمحو الماضي بكل هفواته وثغراته وعيوبه , لتبني وتعطي وتزرع أملا جديدا بفجر أخر غير الذي نعيش .
النفس نوعان : نفس مبنية على أساس متين تنظمها قواعد وضوابط ونتيجتها حصاد الخير والحب والنماء ..ونفس مبنية على الشهوات والمصالح والفساد والغرائز , مصيرها ونتاج زرعها بؤس وشقاء , إذا النفس بذرة صالحة تعطينا الخير , وفاسدة تعطينا الشر , وكل ذلك يصب فبنا نحن , لذلك ومن باب أولى أن نقوِّم أنفسنا , ونتأكد من أن قاعدتنا سليمة قبل أن نتكلم وننطق بكلام لا نعرف هدفه ولا نتيجته ولا مصيره , إذا لا إصلاح حقيقي إلا حين نتصالح مع أنفسنا ونقومها بالخير , ونعقد مع الخير صلحاً لا نجافيه أبداً ولا نحيد عنه .
في مثل هذا الوقت بالتحديد وانهيار منظومات سياسية وقيام أخرى بديلة عنها , وتشعب الأفكار وكثرة الآراء والمنظرين , وتباين وجهات النظر , نحتاج إلى أن نحق الحق في قلوبنا أولاً ,ثم من بعد ذلك نلتفت إلى العموم , فالبطولة لا تصنعها الكلمات ولا الشعارات ولا المقولات وإنما تصنعها كلمة الحق وفعل الخير , عن إيمان بأن تلك الكلمة وذلك الفعل يساعد في التطور وتحقيق الأمل المنشود لأننا لا نغامر بمستقبل ومصير أمه جرأ كلام لا يهدي إلى الخير .
لا نحتاج لان نساوم أو نتنازل فطريقنا واضح , لكن قبل ذلك علينا أن نتخلص من تبعات أرهقتنا لمدة طويلة من الزمن , فكلمة الحق الصادقة لا تخرج إلا من القلوب التي تربت على الحق , لا تحتاج مقابلاً لها , وإنما هدفها زيادة الوعي العام والوصول إلى المبتغى ..كيف لجيل كامل أن يقف معرى من الفكر ومعرى من التربية في وجه التاريخ , يناقض ويطالب ويفاوض ويفرض إرادته , أقلام واهنة ودعاة فكر زائف وثقافة هشة , وفن مزيف يربي جيلاً قادم , كيف يتغير الحال ببنية فكرية هي نفسها بضعفها وتردي مستواها .
إذا البداية الحقيقية للإصلاح بالتربية وتقوية الإيمان , وتعميق مفاهيم الخير في النفوس , والعمل على تطبيقها على الواقع , حتى يتسنى للمجتمع أن يبرز من هم أهل لتلك المرحلة القادمة , ليبنوا أرضا صلبة أساسها العدل والمساوة, تنتج نفوس نقية صافية مشرقه , وعقولا منارة بالعلم .
لنودع عصراً أفل نجمه بقوة نفوس تربت على العلم والخير والصبر , نفوس يعمرها الإيمان , لأن القادم مليء بالعراقيل والفخاخ والمصائد والمؤامرات , علينا أن نعد نفوسنا لمرحلة قادمة صعبه , تحتاج منا إلى الكثير الكثير . ( من قاد نفسه قاد الشعوب ومن قادته نفسه قادته العيوب ...)
baniataahmad15@yahoo.com
كلمات تائهة في عقول وأرواح أصحابها , تكتنزها القلوب المعمورة بالإيمان , تساوي بين الماضي والحاضر , وتحاكي القديم مع الحديث , وتنطق وتهمس وتجلجل ,ليذيع خبرها في الناس ..لتنقش على صفحة الحياة قصة التغير الحقيقي , وبداية قصة جديدة بزمن جديد غير ذلك الذي انتهى بعد أن غفى وأفل نجمهُ , ليظهر بعده نجم التحرر من القيود والمعتقدات السابقة , التي انتهى مفعولها ولم تعد صالحة لهذا الزمن .
من هنا بالتحديد , تبدأ قصة التحرر البيضاء ,الواقعة في قلوبنا المأسورة , وأرواحنا الهائمة العاشقة البسيطة , تبدأ بعيداً عن التجمهرات الخفية الزائفة والمنتهية الصلاحية , تبدأ القصة والبداية دوما تولد من الصخور بصعوبة تحتاج إلى البذل والعطاء دون تردد أو الشعور بأي مشاعر سلبية تثبط الهمم وتقلل العزم والإصرار , ويتم الله وعده لكل من طلب الخير وسعى إليه بروحه ونفسه وإيمانه ..دون الحاجة إلى من هم دون ذلك من أصحاب المصالح والأهواء , لتنطق الحكاية بالحق بعيداً عن كل من سعى إلى الزيف وركوب الموجه لتحقيق أهداف متسترة باطنية .
الإصلاح يبدأ من النفس من داخل القلب , يطهر الروح مما علق بها من تبعات الحياة وعشوائيتها , فيتغير الإنسان على المستوى الفردي الروحي لتتوسع الدائرة بعد ذلك وينتشر التغير في المجتمع و الأمة بأسرها , ويتم ذلك التغير بتربية النفس بقواعد معيارية تجعلها ترتقي وتسمو وتتطهر ,ويتم ذلك بعدة عوامل وتصرفات تطبق على أرض الواقع , أولها التوبة الصادقة الخارجة من الداخل ,تعطي ولا تطلب مقابلاً لذلك العطاء , تزرع لتطعم وتبني لتتصدق , وثانيها العلم وأثره في صقل النفوس وتربيتها , وطريقها إلى الرقي في الدنيا وطريق إلى الفوز برضى الله تعالى , ومن تلك القواعد المربية للنفوس الإكثار من ذكر الله تعالى في السر والعلن , وفعل المعروف وكف الأذى عن الناس وصلة الرحم وحسن الخلق ....الخ , والكثير من الصفات والمعاملات التي ترتقي بالنفس وتجعلها على قدر عالٍ من الصلاح والتقى .
حين يحصل ذلك التغير , حينها فقط نجني ثمرة التغير الشامل العام , ولا نحتاج لمطالبات ومصالحات ومساومات , لأن الحال يعتدل بعد ذلك بشكل تلقائي , ويتم الإصلاح المنشود بطريقة واضحة وسهله , ليس فيها أيُّ طفرات جينية وقفزات صادمة غير واعية وغير مدروسة الأبعاد والنتائج بشكل دقيق .
ترسم اللوحات بتفنن وتزاحم غريب لافت , تجتاح كيان اللحظات لتمحو الماضي بكل هفواته وثغراته وعيوبه , لتبني وتعطي وتزرع أملا جديدا بفجر أخر غير الذي نعيش .
النفس نوعان : نفس مبنية على أساس متين تنظمها قواعد وضوابط ونتيجتها حصاد الخير والحب والنماء ..ونفس مبنية على الشهوات والمصالح والفساد والغرائز , مصيرها ونتاج زرعها بؤس وشقاء , إذا النفس بذرة صالحة تعطينا الخير , وفاسدة تعطينا الشر , وكل ذلك يصب فبنا نحن , لذلك ومن باب أولى أن نقوِّم أنفسنا , ونتأكد من أن قاعدتنا سليمة قبل أن نتكلم وننطق بكلام لا نعرف هدفه ولا نتيجته ولا مصيره , إذا لا إصلاح حقيقي إلا حين نتصالح مع أنفسنا ونقومها بالخير , ونعقد مع الخير صلحاً لا نجافيه أبداً ولا نحيد عنه .
في مثل هذا الوقت بالتحديد وانهيار منظومات سياسية وقيام أخرى بديلة عنها , وتشعب الأفكار وكثرة الآراء والمنظرين , وتباين وجهات النظر , نحتاج إلى أن نحق الحق في قلوبنا أولاً ,ثم من بعد ذلك نلتفت إلى العموم , فالبطولة لا تصنعها الكلمات ولا الشعارات ولا المقولات وإنما تصنعها كلمة الحق وفعل الخير , عن إيمان بأن تلك الكلمة وذلك الفعل يساعد في التطور وتحقيق الأمل المنشود لأننا لا نغامر بمستقبل ومصير أمه جرأ كلام لا يهدي إلى الخير .
لا نحتاج لان نساوم أو نتنازل فطريقنا واضح , لكن قبل ذلك علينا أن نتخلص من تبعات أرهقتنا لمدة طويلة من الزمن , فكلمة الحق الصادقة لا تخرج إلا من القلوب التي تربت على الحق , لا تحتاج مقابلاً لها , وإنما هدفها زيادة الوعي العام والوصول إلى المبتغى ..كيف لجيل كامل أن يقف معرى من الفكر ومعرى من التربية في وجه التاريخ , يناقض ويطالب ويفاوض ويفرض إرادته , أقلام واهنة ودعاة فكر زائف وثقافة هشة , وفن مزيف يربي جيلاً قادم , كيف يتغير الحال ببنية فكرية هي نفسها بضعفها وتردي مستواها .
إذا البداية الحقيقية للإصلاح بالتربية وتقوية الإيمان , وتعميق مفاهيم الخير في النفوس , والعمل على تطبيقها على الواقع , حتى يتسنى للمجتمع أن يبرز من هم أهل لتلك المرحلة القادمة , ليبنوا أرضا صلبة أساسها العدل والمساوة, تنتج نفوس نقية صافية مشرقه , وعقولا منارة بالعلم .
لنودع عصراً أفل نجمه بقوة نفوس تربت على العلم والخير والصبر , نفوس يعمرها الإيمان , لأن القادم مليء بالعراقيل والفخاخ والمصائد والمؤامرات , علينا أن نعد نفوسنا لمرحلة قادمة صعبه , تحتاج منا إلى الكثير الكثير . ( من قاد نفسه قاد الشعوب ومن قادته نفسه قادته العيوب ...)
baniataahmad15@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
والنهاية أجمل:من قاد نفسه قاد الشعوب ومن قادته نفسه قادته العيوب
كاتب راااااااااااااااائع أنت
لكن في هذا الزمان
المصالح تبدأ وتنتهي للنفس
للأسف هذا هو حالنا
إلا من رحم الله
شكرا للكاتب
في كلامك وفي عيونك
تبارك الله الخالق البارىء المبدع
سلمت يمينك
الاخ العزيز أمجد
مريم ناصر
أبو افنان
صقر الجنوب
أسيرة هواك
بنت عجلون
محمود بني عطا
بلال الشرمان
شكرا لكم جميعا وبارك الله بكم