الخدمات الطبية , هل تصل الرسالة ؟


على خطى ابناء الوطن المخلصين ممن أسسوا مداميك الوطن ومؤسساته الراسخة ما زالت مؤسسة الجيش العربي الاردني تُقدم تعريفاً واضحاً لذاتها عن طريق السلوك الوظيفي المتميز وابجديات الانظباط العسكري ومستوى الاحتراف المرموق الذي أهّلها في صدارة التنظيم على مستوى جيوش العالم والجيوش الاقليمية من حولنا , لا زلنا متأكدين بان مؤسسة الجيش الاردني تقف على مسافة بعيدة من قضايا الفساد وممارساته العديدة التي شوهت واقع الكثير من مؤسسات الوطن وافقدتها مصداقيتها في عيون المواطنين وهو ما يحسب للجيش ويعطيه رونقاً خاصاً يسعى القائمين عليه لتعزيزه باستمرار والاعتصام بحبله المتين .
الكثير من الشعوب حولنا لا تعرف الا الوجه العسكري البشع لجيوشها في مواجهة رعايا الوطن في حين يعرف جميع ابناء الشعب الاردني والمسكونين بطعم الفقر والحرمان منهم الوجه الانساني المشرق للجيش الاردني ممثلاً بالخدمات الطبية الملكية واسهاماتها العريضة في تخفيف واقع الألم ووطأة المرض لشريحة واسعة تبلغ 40 % من عدد سكان المملكة كخدمة طبية متقدمة وليست رعاية أولية عبر منظومة اليد التي تحمل السلاح تحمل في الاخرى الترياق والدواء والعلاج للفقراء وذوي الحاجة ممن يذكرهم الجيش حين ينساهم الآخرون وعبر ايصال رسالة لا لبس فيها بان الجيش كمؤسسة وطنية تحمل فكراً وعقيدة ثابتة في حب الوطن والعمل بصمت الى جانب حمل السلاح بقوةٍ وأمانة , ليس المقال هنا نوعاً من التمجيد واستعراض الجمل التي وان كان يثاب قائلها طاعةً لمن اوصانا بان من لا يشكر الناس لا يشكر الله أو كيل المديح لمؤسسة العسكر التي حملت عنوان نكران الذات وما زالت , وانما أسعى في مقالي المتواضع لبعض الأمور التي أأمل بان يلتقطها اصحاب القرار هناك وتحضى بفرصة التطبيق العملي بما يعود على النفع لجميع الاطراف , الآلاف من مرضى العظام والمفاصل يتلقون الخدمات الطبية شهرياً بالمستشفيات العسكرية المنتشرة في المملكة وهناك الكثير من العمليات الجراحية التقنية تتم باستخدام معدات طبية ( من مسننات وبراغي وصفائح ومفاصل صناعية ) ومستهلكات طبية تكلف الخدمات الطبية اثماناً باهضة في سبيل شراؤها عن طريق الاستيراد وتركيبها لاحقاً , وللتوضيح فانني هنا اقصد تلك المعدات والادوات الغير حائزة على براءة اختراع مصنعية وهو الأمر الذي يعطينا حافزاً لتصنيعها محلياً وبأعلى المواصفات والمقاييس العالمية وبأقل الاثمان لايقاف الهدر المالي المترتب جراء استيراد تلك الادوات والعدد ودفع اثمانها المرتفعة لاحقاً .
لدينا من الشركات الصناعية الموثوقة والكفاءات التقنية وحتى الشركات المعنية بالتصنيع العسكري عدد لا بأس به والمؤهلة ايضاً للتنافس على تصنيع المستلزمات الطبية والعدد والادوات الطبية طبقاً لافضل المعايير المتبعة عالمياً وبذلك نساهم بشكل كبير في التقليل من النفقات التي تتكبدها الخدمات الطبية في سبيل تقديم الرعاية الطبية المتقدمة للمرضى و نفتح المجال نحو تنشيط الحركة الصناعية داخلياً لتزويد المستشفيات العسكرية بمستلزماتها القابلة للصنع محلياً وتصديرها لدول العالم في خطوة لاحقة وبذلك ننتقل من مرحلة الاستيراد المكلف لمرحلة التصنيع الوطني والتصدير ناهيك عن الترويج لتلك الصناعات الوطنية عن طريق المستشفيات العسكرية الاردنية المنتشرة بالخارج .
بنظرة مبدئية قد تكفي للتدليل على فكرة المقال فان تكلفة المسنن او البرغي الطبي المستورد المستخدم في تثبيت المفاصل يكلف عشرات الدنانير للبرغي الواحد ويكلف ثمنه في حال تم تصنيعه محلياً بما يقارب بضع دنانير في حين يكلف ثمن المفصل الطبي المستورد بين 500 ولغاية 3000 دينار وتتراوح كلفته في حال تم صنعه محلياً بين 100 الى 200 دينار اردني , وكغيري من الاردنيين أدرك جيداً بان مؤسسة الخدمات الطبية الملكية تسعى للتطوير بشكل دائم وربما يسهم انشاء كلية اكاديمية للطب ذات طابع عسكري تتبع الخدمات الطبية وتسهم بالبحث العلمي والتطوير في التوسع الناجح والمأمول لمديرية الخدمات الطبية يستند في اساسه على السمعة العالمية التي حازتها ومستوى الاحتراف المتقدم لمنتسبيها او انشاء مستشفى عسكري خاص للمنافسة في قطاع السياحة العلاجية وكذراع استثماري ناجح يعود بالنفع على جميع الاطراف ويعنى بتقديم الخدمة الطبية المتقدمة للسياح والمغتربين .
الجيش الاردني الذي نجمع على الثقة به حين نختلف على الثقة بالآخرين لا يمكن اختصار مسيرته المشرقة في بضع سطور وذلك لقربه من وجدان كل اردني يعشق ثرى الوطن الطهور .
Majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات