في هذا الوطن المعطاء يعيش الآن ما يزيد عن الستة ملايين مواطن وقريبا لربما يصل التعداد الى سبعة ملايين لا ارى حاجة الى المزيد,قد يستغرب القارىء الجمله الأخيره ولكنني اذ أؤكد على اننا قد اكتفينا والدوله الاردنيه لا ترى في المزيد سوى جيوش جراره من العاطلين عن العمل وفي احسن الاحوال جنود قابعين على تخوم الوطن لحراسة حدوده وانتظار راتب آخر الشهر ودرك متأهبين للتدخل في اي معمعمةٍ قرب انتهاءها ,حيث لم يعد مجدياً التعليم بكل درجاته والقابه فجميعهم محشورون في شوال الوطن تحت خطوط الفقر المتقعه حتى خالطت رائحة العفونة انفاسهم في انتظار وظيفه خارج الوطن فحسب,فالوطن يُبنى بأيدي المستثمرين ممن اقترضوا من مدخراتنا في البنوك وباعونا البناء وهربوا برؤوس اموالهم المسروقه,ونحن نصفق لهم حتى اُثخنت أكفتنا من شدة الحماس اكرر الحماس لا حماس حتى لا أفهم خارج السياق...
هنالك للدوله مجموعة شوالات فيها قصاصات ورق تحمل اسماءً واحيانا ارقام وطنيه محفوظه في خزنةٍ في مكان ما,, واحد للوزراء فيه ما يزيد عن الخمسماية اسم من اصحاب المعالي منهم من تقلد المنصب لمره واحده ومنهم من تقلده لأكثر من مره , متى ما احتاجت الدوله ترخي رباط الشوال وتبعث بيدها تحرك المحتوى لتخرج باسماء التشكيله الجديده,من بعده تستمزج من سيتولى لقب صاحب الدوله وما عليه سوى الاصطفاف الى جانبهم يبتسم عند النطق باسم المُكلف , واحيانا يبحث بحدقتي عيونه ليتكحل برؤية من لا يعرفه..وهكذا
وهنالك شوال آخر ايضاً فيه قصاصات ورق وهويات وارقام يُختار منه نصف عدد اعضاء مجلس النواب من اصحاب الدوله والمعالي والسعاده وامراء الجيش لشغل منصب عين منهم من تكرر لعشرات المرات ومنهم استرضاء اذا ما حالفهم الحظ في الحصول على مقعد تحت القبه,,فيه ما يزيد عن الثمانماية اسم غالبيتهم تكررت ومنهم من فارق الحياه لكن ما زالت عائلته تتقاضى راتبه التقاعدي كما الكثيرين او احد ابناءهم لاشغال الكرسي ,فهل ستتفضل علينا الدوله بتغيير القفل ونفض الشوال في يوم ما وفتح المجال لاختيارهم من خلال التصويت كما في حليفتنا امريكا على سبيل المثال لا الحصر...
هنالك شوال المناصب العليا من المدراء العامين والمستشارين يحق لكل صاحب معالي ان يدس يده فيه لعله يحظى لأحد اقاربه او معارفه او انسباؤه بكرسي ولقب عطوفة وسياره تحمل نمره حمراء يستعملها ابناء صاحب العطوفه للذهاب للجامعات والمدارس والزوجه للكوافيره,لكن هنالك استحداثات تتغير في هذا الشوال مع كل تشكيل لحكومه...وتتغير الاقفال.
هنالك ايضاً مجموعة شوالات مكدّسه تتبع لصندوق المعونه الوطنيه يتم نبشها من قبل الماره والقوارض تأكل من بعض محتواها تارة او يتم ترفيع اي من حشوتها لوظائف مستحدثه كمراسلين وحراس على ابواب مؤسسات الدوله وقهوجيه الى غير ذلك من الوظائف الحكر على الاردنيين فحسب...
جل الشعب الاردني لا يبحث عن برستيج واعطيات المناصب ,هم فقط يبحثون عن تعليم للمتفوقين من ابناءهم وسرير للاستشفاء اذا ما داهمهم المرض, ورغيف خبز ساخن لا جاف, وحبة طماطم في شهر رمضان.. لا يتطلعون الى الاصطياف في اسبانيا ولا حتى شرم الشيخ او شواطىء البحر الميت الملحيه التي تجلب ارتفاع الضغط لعلو فاتورتها,,بل يتطلعون الى وطن نظيف من الشوائب والمرتزقه ممن استسهلوا استباحة كرامتنا وعاثوا فساداً وافساداً,,وطن بحجم طموحهم لا طموح المستثمرين,,وطن فيه الجميع سواء ,يقاس في الولاء بحجم ما قدّم للوطن لا بحجم ما نهب وباع وسمسر,,اللهم احمي الوطن الاردني من شهوة المتنفذين اصحاب الانتماءات المتعدده والولاءات بحجم الاعطيات,وابقه حراً عزيزاً يا الله..ودمتم