أثني على نجم الدين الطوالبة:عدم بث الخطاب الملكي مباشر...الحكمة؟ 

يقف المرء حائرا أمام قرارات يتخذها من هم في موقع المسئولية دون أخذ أدنى اعتبار أو احترام لمشاعر وتوقعات وتطلعات المواطنين الذين والله يا حكوماتنا المتعددة كثيرا "أصبحوا" مؤهلون للوقوف عند كل ما يصدرعنكم من قرارات وتصريحات ويتفحصوها ويعوها ومن ثم يحكموا عليها.
فقرار عدم بث الخطاب السامي أمام البرلمان والحكومة مباشر في التلفاز الوطني وبهذه المناسبة الوطنية, يحتاج إلى تبرير وإيضاح للناس كي يعرفوا الحكمة التي دفعتكم لهذا القرار الذي لا أظنه حكيما. إنْ هناك جدوى من ذلك لجلالة الملك_وأنتم لستم أكثر منّا حرصاً على جلالته_فما هي تلك الجدوى؟ وإن هي "حرصكم" على "منفعة" المواطن فلماذا تخفوا الحقيقة عنا؟ وأين هي "شفافيتكم"؟ ألم ننضج بعد حتى نتوقع منكم توضيحا وأنتم ليل نهار تتحدثوا عن الشفافية؟
يقود ذلك كل متابع للسؤال التالي: منذ متى وخطابات الملك وفي مثل هذه المناسبة لم تكن وكأنها احتفالا بل عيدا يَطبَع ترقب الفترة التي تسبق مراسم الخطابات في التلفاز؟ وهذا ما اعتدنا عليه بل صار من الثوابت والأعراف قبله الناس وتوقعوه وانتظروه. ماالذي تريدون أن تؤسسوا له؟ هل تخدمون الملك بحجب صوته عن شعبه الذي كان ينتظر ما سيقوله جلالته؟ لا والله ما أنتم بخادميه ولا بخادمي شعبه بل تثبتون بشتى الطرق أنكم ما زلتم تنظرون إليه وكأنه قطيع من الماشية تسيّرونه كيفما شئتم. وتعلمون ونعلم أن هذه الصورة النمطية لا ترضي جلالته.
وهنا يسعفني ما قاله الإعلامي المحترف نجم الدين الطوالبة : " أن هذا التهتك البنيوي والإنسلاخ المهني والتخبط الإعلامي الذي يسيطر على أجهزتنا الإعلامية وبالذات في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هو سر فشل وانكسار الحكومات السابقة والحالية واللاحقة..." صدقت والله يا نجماً في الإعلام وأنت كنت يوما في ذلك الوسط تحارب وتحاول جاهدا ما استطعت أن تكون موضوعيا وشفافاً بقدر ما أعطيت من هامش محاولا عدم الإستجابة للضغوطات التي لا تحاكي قتاعاتك وضميرك قاصدا الحق والحقيقة.
أما التخبط فينتج عن عدم الإتزان وقلة المعرفة أو عدمها فيما يتعلق بما هو متوقع من شخص ما أن يتخذ من قرارات بخصوص ما هو مطلوب منه فعله, أو لكثرة المنظّرين بكيفية القرارات جاعلين بالضرورة من يقوم بالتنفيذ فاقدا لاتجاهه وبالتالي جاعلين من النهاية مسخاً لا ترضي عاقلاً.
فيا متخذي القرار " السديد", هلا أعطيتمونا إجابة شافية ومقنعة وتثبتون أنكم "شفافون"؟ أم أن الذي أمّنكم على مناصبكم عُذركم له جاهز مستغلّين الثقة التي هي أمانة في أعناقكم وعليكم الحفاظ عليها؟ أم أن الشعب الذي تقتلوا مشاعره وحقه بالمعرفة لديكم يقينا راسخا بأنه لن يعي ما تصنعون؟
إذا كان يقينكم كذلك, فأنتم خطّاؤون واهمون وما يجري في البلاد من أحداث وتململات يثبت أن من الأجدر بكم أن تقرأوا ما بين السطور جيدا والأيام حبلى بالكثير, إن لم تصححوا المسار وتضبطوا بوصلتكم حتى لا تفقدوا اتجاهكم ولتحكّموا ضمائركم لتكونوا متناغمين ومتماهين مع تطلعات مليك وشعب مطلبهم الإستقامة وتعديل المُعوَج وما التغييرات التي اتخذها جلالته أخيرا لخير دليل على أن الجدية عنوان المسيرة. فماذا أنتم فاعلون؟
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن.
والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com