حكومة الخصاونة بين المطرقة والسندان


لقد أصبح الحليم حيران بالنسبة لفئات المجتمع الأردني والأحزاب بحيث تم الهجوم على حكومة الخصاونة من أول ساعة تم الإعلان عن تشكيلها، وقبل حلف اليمين أمام سيدنا، ومنهم من طالب باستقالتها. وجميع تلك القوى والأحزاب تريد حصة من كعكة الحكومة، وأخذت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وكذلك المواقع الإلكترونية منابر لتلك الجماعات، والأحزاب، وعرض وجهة نظرها المعارضة سلفاً للحكومة لعدم إشراكها بكعكة الحكومة. ونتيجة تلك المواقف امتد الرفض لحكومة الخصاونة إلى المدن والقرى وحتى كل عشيرة تريد أن يكون منها وزيراً ولم يتوانى أصحاب المصالح الخاصة والباحثين عن المناصب والوجاهة من تلبيس مصالحهم بالإصلاحات، فالكل يعتقد من هؤلاء الأشخاص إذا لم يصبح أحد منهم وزيراً أو عيناً فإن مسيرة الإصلاح بالوطن غير موجوده. والشيء المذهل أن تلك الجماعات تحاول أن تقنع الشعب بمطالبها ضمن قالب إصلاحي، وتلك الزمرة هي أبعد ما تكون عن الإصلاح، مع كل الاحترام للمعارضة الوطنية الصادقة، وأصبح مجموعة من النواب متعاهدين على حجب الثقة عن الحكومة، والسبب ليس غريب، ولا عجيب، ولا هو مصلحة وطنية، والظاهر أن قسم من النواب وعودوا أناس من أقاربهم، ومعارفهم بالحصول على مناصب ولم يتم ذلك، لذلك كانت ردة فعلهم العنيفة تجاه الحكومة، وهذا كله تحت شعار الإصلاح، وإلا، كيف تحكمون على الحكومة بالفشل قبل أن تبدأ بالعمل؟ ألا يحق للحكومة أن تأخذ وقتها لكي يلمس المواطن نتائج عمل الحكومة؟ وما هي توجهات الحكومة لتنفيذ الاصلاحات؟ ألا يجب أن ننتظر ونتريث قليلاً لكي نعرف ما هو برنامج الحكومة وكيف تتعامل مع مكافحة الفساد، وبيع مؤسسات الدولة، ومحاربة الشللية والمحوسبة والواسطة ؟ وكيف تصيغ قانون الانتخابات؟ وكيف يتم تطهير الوزارات مؤسسات الدولة من الفاسدين؟ والسؤال هنا: هل كل المطالب السالفة الذكر تأتي قبل أن تباشر الحكومة عملها؟ علماً بأن الحكومة الجديدة برئاسة الخصاونة لم تكن عند طموح الشعب الأردني، وكان الناس يأملون بأشخاص غير الذين تم تجريبهم بالحكومات السابقة، ولكن بالمحصلة هذه طريقة تشكيل الحكومات على مدى 90 عاماً خلت. ونحن الآن بمرحلة انتقالية بكل ما تعني الكلمة، والشيء الذي وعد به سيدنا في خطاب العرش بأن هذه الحكومة هي آخر حكومة يتم تشكيلها بالطريقة التقليدية القديمة، لذلك وجب على جميع أطياف الشعب إعطاء الحكومة الوقت الكافي والانتظار وعدم إرباك الحكومة والأجهزة الأمنية لعل وعسى أن تفعل الحكومة أشياء مرضي عنها ومقبولة للشعب وللمعارضة، وإذا لم يكن ذلك فنحن جميعاً سوف نتظاهر ونعتصم ونطالب بمزيد من الإصلاح بكافة جوانبه. أليس المعارضة والمولاة متفقين على الإصلاح؟ وبالتالي أوجه نداء إلى الحكومة بأخذ مطالب الشارع بجدية، وعدم هضم الوقت، والتلاعب بالمواعيد. وكذلك أوجه نداء للقوى والأحزاب والمعارضة الوطنية الصادقة بإعطاء الوقت الكافي للحكومة كونها حكومة جديدة لنرى ماذا ستفعل، وإن غداً لناظره لقريب. وأخيراً، اللهم أهدنا إلى سواء السبيل أجمعين في ظل القيادة الهاشمية.



تعليقات القراء

إبن جرش
ما شاء الله شخصية بالشماغ والنظارة والشوارب يا شيخ عبدالعزيز ، مقال جميل وفعلا ارضاء الناس غاية لا تدرك ، وكما ذكرت كل عشيرة بدها وزير وآفضل حل يعينوا ٥٠٠ وزير دولة ترضية للعشائر ، ونحن في جرش ما طلعلنا ولا وزير ، بس بسيطه طلعلنا عين في مجلس الاعيان الباشا محمد سعيد الطرزي ، فهو شخص يستحق الاحترام والتقدير ،
28-10-2011 02:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات