انا .. وهم ومليارات القروض !


انا المواطن .. انا المكسور الجناح .. انا الحيط الواطي .. انا الذي يساق الى مسلخ الضرائب ولا يسمح لي بالالتفات خلفي .. انا الذي يجب ان يظل مطأطىء الرأس، شاحب الوجه ولا يسمح للابتسامة ان تمر على شفتي .. انا المريض الذي يجب عليه ان لا يراجع الا المركز الصحي الغربي او الشمالي .. انا الذي يجب ان يقبل بأي دواء موجود قد يهدأ من المي حتى مغادرة المركز فقط، سواء له اثار جانبية ضاره او غيرها، انا الذي يجب ان يقول لأي حرامي .. لولا التشهد لكانت لاؤك نعم، هكذا انا .. انا المواطن!

اما هم فلا يعرفون المراكز الصحية ولا يريدون ان يعرفوها لأن لهم دينهم ولنا دين .. فاذا اصاب احدهم وعكة صحية ما .. سارعت الملكية لنقله الى لندن .. الى كمبردج .. الى اكسفورد.. واذا ازعجهم ضباب لندن فالى مايوكلنك او الى هايدلبرج او الى برلين وفي اسوأ الاحوال الى فرنسا هنا، توصف لهم كل انواع الادوية الحديثة وخاصة التي لم تندرج بعد في اسواقنا او حتى اسواق الشرق كله ولا يقدر على دفع اثمانها او تكلفتها الا من قبل من يدفع الضرائب في الاردن .. وهو المواطن انا .. انا المواطن .. اما المواطن .. وفي حالتي الصحية المتدهورة لا يسمح لي الا الذهاب الى المركز الصحي الذي لا يحتوي الا على طبيب وممرضة، اما تحويلي الى مستشفى (نجمة او نجمتان) يحتاج الى عملية طويلة عريضة قد اصل القبر وتتم محاكمتي هناك والمعاملة لم تنته بعد، اما (هم!) فكل طرقهم مفتوحة ومعبدة وموشحة اطرافها بكل الورود والزهور، ناهيك عن المرافقين لمن يعاني من وعكة صحية او مرضية وهو في طريقه للاستشفاء او للنقاهة ولكن الى اين؟ وعلى حساب من؟ هكذا فكرت وهذا ما دار في تفكيري عندما قرأت عن واحد من النخبة يتداوى خارج البلاد وفاتورة علاجه وصلت الى مليوني دينار اردني، اضع بين يدي القارىء هذه المفارقة وهي حصيلة تفكيري لهذا الاسبوع اذ اتمنى على الدولة ان لا تنسى انه لا بد ان تفرح بشفائه وعليها - اي الحكومة - باعداد يوم للاستقبال، ان اصالة تفكيري تكمن في اعتناق قول الحقيقة وممارستها قولا وكتابة والدفاع عنها، هذه الصورة التي تتمثل في المحاباة على حساب الديون الاردنية المتراكمة على صدر الوطن والمواطن المهتوك المسحوق الملاحق كما يلاحق الجذام مواطنا مثلي يفتقر لتسديد فاتورة الماء او الكهرباء.

المواطن اختار الوطن .. بينما الدولة (الحكومة) اختارت رجالها، تدللهم وتسمنهم وتضفي عليهم كل مقومات السعادة والرغد، سوف لا نعيب عليهم حظوظهم هذه النعمة وكل ذلك على حساب المواطن .. المواطن انا .. ولكني احذر ان المواطن قابل للانفجار!!



تعليقات القراء

عقله
اذا ملا بتهدا بخلي ...........

اسكت خلي الحكومه الرشيدة تعرف تشتغل
27-10-2011 03:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات