لقد اثبتت الانتخابات التونسيه الاخيره ان الشعوب العربيه والاسلاميه تريد حكم الاسلام , ولو ترك لها المجال مفتوحا ومتاحا لاختارت الشعوب الاسلام , لانها تعرف ان هذه الايدي المتوضئه والناصعه , هي ايد نظيفه ولا تمد يدها الى اموال الشعب , وانها تتعبد الله تبارك وتعالى في خدمة شعوبها واوطانها , لقد اثبتت هذه الشعوب انها تتوق الى الحريه وانها تشتاق الى ان تمارس حقها الانتخابي دون تزوير ودون ضغوط من الاجهزه الامنيه والقمعيه .

لقد اثبتت الحركة الاسلاميه وعبر عشرات السنين انها جديرة بهذه الثقه , وان التفاف الشعوب من حولها لم يأت من فراغ , بل جاء نتيجة صبر وكفاح وخبرات عديده , وجاءت نتيجة الكثير من التضحيات والعذابات , وهي نتيجة سنوات من السجن والقهر والاحتمال , مع الاخلاص واحتساب كل ما تلاقيه في سبيل الخالق عز و جل , فكانت نتيجة ذلك حب الشعوب والتفافها حول الحركات الاسلاميه , وهذه الشعوب فطرتها سليمه ونقيه وجذورها الاسلاميه راسخة ومتينه .

ان هذه الثورات العربيه يحق لنا ان نسميها ربيع الاسلام , وهي حق جديرة بهذا الاسم , فكما يبدو ان هذا القرن هو قرن الاسلام , وان ربيع الاسلام سوف يزهر قريبا ان شاء الله , وان الشعوب العربيه قد وضعت قدمها على الطريق الصحيح, وهي التي سوف تأخذ قرارها بنفسها ان شاء الله , وان الاسلام سوف يشع بنوره جميع ارجاء المعموره , وسوف يدخل هذا النور كافة بيوت العالم ان شاء الله , وسينشر عدل الاسلام ورحمته جميع الكون , واظنه قريبا ان شاء الله .

ان على شعوب العالم العربي ان تتكاتف مع بعضها البعض , ونحن نثني على اقتراح العلامه الرباني الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه واطال في عمره حتى يرى نصر الامة وعزتها , فقد اقترح قبل يومين بأن يكون اتحادا بين مصر وتونس وليبيا التي تحررت جميعها من نير وطغيان حكامها المجرمين , وان ينضم اليها كل بلد عربي يتحرر من ظلم وجبروت حكامه بحيث تقوم في نهاية الامر ما يمكن تسميتها بالولايات العربيه المتحده , ويحكمنا رجل واحد , يكون قائدا ربانيا عدلا ينشر الخير والفضيله في ربوع هذه الولايات ...( ويسألونك متى هو * قل عسى ان يكون قريبا ) .