أربعة أيام في مصر النهر والبحر والثورة كانت كافية للخروج بانطباعات كثيرة للحديث عنها حول المواطن والوطن . لن أتحدث عن ذاك الطالب في جامعة الاسكندرية الذي كنت أتحدث معه عن الرسوم الدراسية في جامعته ليفاجأني بالسؤال "هوّ ابن حضرتك عايز يسجل هنا؟!!"
ولن أتحدث عن كورنيش الاسكندرية حيث "كل الأحبة اتنين اتنين"، ومحاولات بعض الإسلاميين ضبط أمور الكورنيش من خلال وضع شعارات على حجارة الشاطىء من مثل "أترضاه لأختك" أو "كما تدين تدان" ... الخ.
ولن أتحدث عن العم عبد الشكور المناضل اليساري العمالي الذي انفعل في وجه أسماء محفوظ ليقول :"هذه ثورة العمال، يمكن أنتي وزملائك كنتم شرارتها بس وقودها كانوا العمال".
ولن أشير إلى حجم التغول لسفارات غربية وعربية من خلال مراكز الدراسات ومؤسسات مجتمع مدني مختلفة ومتنوعة، والمحاولات البائسة من قبل بقايا النظام من مجلس عسكري ومحافظين ورؤساء جامعات ... الخ للانقضاض على الثورة.
ولن أتطرق إلى قانون الانتخاب المتخلف الذي أقره المجلس العسكري والذي يذكرني بقوانين حكوماتنا الأردنية الرشيدة.
أقول أنني لن آتي على ذكر أي مما سبق، فقط سأتكلم عن الندوة التي استضافني بها حزب الائتلاف الشعبي الاشتراكي إلى جانب الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية ومحمد عجاتي مدير مركز البدائل للدراسات، حيث توجهت بالسؤال للآنسة سوزان المستضيفة حول نوعية الحضور في الندوة، سوزان- وبذكاء المصريين المعهود- التقطت الفكرة وأكدت لي خلو القاعة من المخبرين قائلة "بعد الثورة ماعدش يدخل ندوات الأحزاب الراجل أبو جورنال مخروم" ....
مبروك علينا الحكومة الجديدة ومدير المخابرات الجديد والله يسترنا من "خروم" جديدة ... والحدق يفهم.