منذ سنوات وكلما استقالت حكومة يتردد اسم الدكتور عون الخصاونه لتشكيل الحكومة الجديدة , وأخيرا ً كُلف الدكتور الخصاونه بتشكيل الحكومة من الملك بعد استقالة حكومة الدكتور معروف البخيت . وأنا لا اجد سببا ً لموافقه الدكتور الخصاونة على قبول تشكيل الحكومة بهذا الوقت بالذات الا تلبية لأوامر الملك . فهذه الفترة من الزمن وباللغه العامية هي محرقه لأي منصب عام متقدم , فالذي زار الخصاونه اول يوم من التكليف وجده شخصاً متفائلاً بالمستقبل وبأختيار الطاقم الوزاري . والذي زاره بعد اربعة ايام وجده بدأ عليه الإكتئاب والملل , فالرئيس الخصاونه جاء بطموحات كبيرة ولكنه ما لبث ان صدم بالواقع المحبط , فكثير من الشخصيات التي كان يرغب ضمها الى طاقمه الوزاري تحمل جنسيتين , والذي لا يحمل الا جنسية واحده اعتذر بأدب اما لأن عمره لا يسمح او انه مريض , وبعدها بدأت الآمال والطموح تتضاءل . وقد تلاشى الخيار الأول للإختيار عند الرئيس وذهب للخيار الثاني والثالث , فالواضح ان الرئيس سيعود الى وزراء سابقين في اختياره بالاضافه لعدد من الدماء الجديده , ولكن ما وددت ان اقوله أنه عند اعلان الحكومة الجديده يوم الثلاثاء على ابعد تقدير , سيبدأ النقد والتجريح والتقييم من البعض لبعض الوزراء , فإرضاء الناس غاية لا تدرك . فاوالله لو عينت شخصا في هذه الحكومة لأول من يغضب شقيقه ولو عينت شخصاً حزبياً لأول من بغضب زميله بالحزب , فالبعض غير مقتنع بأي شخصية حتى بنفسه , فلو عُين هو لإنتقد نفسه . فتعريف الديموقراطية عندنا وبالعالم العربي هي الانفلات , وهذا ما نعيشه نحن هذه الأيام . اني اشفق على رئيس الحكومة عون الخصاونه فهناك فرق كبير بين ان تكون قاضيا ً وبين ان تكون رئيسا للحكومه , فالقاضي يطبق القانون على الجميع حتى لو غضب البعض من الحُكم . ولكن رئيس الحكومة لا يستطيع ان يُغضب احداً . وحتى انه لا يستطيع ان يطبق القانون على الجميع ., سيتفاجئ الرئيس الخصاونه بواقع لم يتوقعه وكل طموحاته ستذهب ادراج الريح , انا لا اريد ان احبط الرئيس فالأمل موجود ولكن طموحات الشعب اصبحت ليس لها حدود . فبهذا الزمن اذا اردت ان تدعي على شخص فقل يا رب يصير وزير حتى يتبهدل .
اتمنى لهذا البلد الاستقرار والامان واتمنى ان يحل مجلس النواب واتمنى ان يعطي الرئيس عون الخصاونه الفرصة هو وطاقمه الوزاري ليعمل ومن ثم اذا اردتم حاسبوهم , واتمنى ان يتوقف البعض عن النقد غير البناء . واقول يا رب احم ِهذا البلد وقائد البلد واهدي البعض الى الطريق الصحيح وابق ِ هذا البلد آمنا ً مستقرا ً انك سميع مجيب الدعاء.


Info@ziyadat.com