العلوم السياسية في المعادلات الحسابية !


لقد أسهمت نخب وطنية وإنسانية وإسلامية في الدفع إلى بلورت الأرضية ، لتسييس الحس الوطني المقاوم في الحياة السياسية ، وذلك بالتزامن مع مطالبات الشارع الداعي للحد من تدخل بعض الأجهزة في الحياة السياسية العامة ، كل ذلك وغيره أدى إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت الأردني من الداخل ، والذي طال رئيس الوزراء السابق معروف البخيت ، ومدير المخابرات العامة وإعادة هيكلة الدائرة ، هذا عدا كل ما تم ترتيبه في البنية السياسية الأردنية من أجل استيعاب عودة حماس إلى الأردن ، وبالطبع هنالك نخب سياسية وصحفية لها حضور كانت تعمل بشكل علني ومخفي لإنجاح عودة العلاقات بين الأردن وحماس ، وتتويجاً لتلك الجهود فقد أكد الوكيل القانوني لحركة حماس في الأردن ومحامي التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات أن زيارة خالد مشعل ونخبة من قياديي الحركة دخلت حيز التنفيذ فعلا وستتم ظهر غد الخميس،وقال العبداللات : استطيع أن أؤكد أن خالد مشعل وبعض قياديي المكتب السياسي سيزورون عمان بصفة رسمية الخميس، وأضاف: لا نملك باسم الحركة الإسلامية والشعب الأردني إلا أن نرحب بهذه الزيارة ونتمنى أن تنتهي بتواصل فاعل له صفة رسمية يعيد العلاقات وينهي القطيعة مع حركة حماس لما في ذلك من آثار ايجابية على الشعبين الأردني والفلسطيني ، ومثل هذا الأمر كان حلماً وطنياً لم يكن ليستطيع أي من الوطنيين الأحرار أن يجاهر فيه إلا أن العمل الدائب المتواصل للفعاليات الوطنية والإنسانية والإسلامية المحترمة كان له بالغ الأثر للتوصل إلى مثل هذه الإنجازات ، وهنا كل ما نتمنى على الإخوة ، وبكافة الفعاليات السياسية عدم توريط حماس في شؤون أردنية هي أصلاً بالغنى عنها وغير معنية فيها لا من قريب ولا من بعيد ، ولعل المطلوب من الجميع الآن دراسة العلوم السياسية في المعادلات الحسابية !
وإذ أتوجه كوطني أردني حر إلى قطر بجزيل الشكر ووافر العرفان على هذه المساعي التي تصب في المصلحة العربية والكرامة الإنسانية العليا ، وهي تواصل الجهود للتوسط بين الأردن وحركة حماس لإعادة الأمور إلى مجاريها بينهما ، فإنني أطالب الدولة الأردنية والنظام على وجه التحديد بسرعة الاستجابة إلى كل ما من شأنه أن يساعد الإخوة الفلسطينيين في الداخل والخارج ، ومواقف النظام الأردني الهاشمي ناصعة البياض في هذا الاتجاه ، وتحاول حماس التي بات وجودها مهددا في العاصمة السورية دمشق الاتصال مع عمان خاصة وان جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تحديدا اتخذت موقفا مؤيدا للثورة الشعبية السورية ضد نظام بشار الأسد. ويشار إلى أن الاتصالات بين الحكومة الأردنية وحماس لم تنقطع منذ خروجها من عمان عام 1999. وتراوحت هذه الاتصالات ما بين الاتصال المباشر أو من خلال الوسطاء إلا أنها لم تثمر عن أي نتائج بسبب رفض حماس الشرط الأردني بان لا تمارس أي نشاط سياسي من عمان ، وأياً كان الشخص أو الجماعة أو الهيئة التي أسهمت في عودة العلاقات فإن فضلها سيكون فوق رأس كل عربي حر ، لأن هذا هو المسار الذي ترحب فيه كافة الأطياف السياسية من أبناء العشائر المقاومين بطبيعتهم والرافضين لكافة أشكال الظلم والقهر الإنساني ، والذين يكنون لحركة حماس كل احترام ومحبة وتقدير ، إن عودة العلاقات الأردنية مع حماس سيمكن الأردنيين من تحمل مسؤولياتهم اتجاه الشعب الفلسطيني بكافة المحافل الدولية ، ما يعني أن هنالك مصلحة متبادلة لدى طرفي المعادلة السياسية في هذا الظرف الأصعب والأخطر والأدق والذي يقتضي منا جميعاً رص الصفوف ، إضافة إلى أننا كأردنيين على المستوى الرسمي كيف يمكننا أن نزعم أننا الأحق من هذه الجهة الإقليمية أو تلك في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ونحن في قطيعة مع المكون الفلسطيني الأهم سواء حماس أو فتح ؟ هذه مرحلة تحتاج إلى عقول مركبة ، وعلى كل من لا يستوعب ما نقول أن يغادر الساحة السياسية فوراً ، وهنا قد يأتي أحد المتشدقين ويقول بالأمس كتبت عن حركة الإخوان المسلمين ، والسؤال : ما الذي يمنع أن أكتب عن الإخوان وعن غير الإخوان ما دمت حيادياً ؟ أنا لست مع أو ضد ، أنا مواطن أردني حر ، وطني ليس لي أجندات خارجية ،ولو رأيت أي شخص يحاول مجرد محاولة أن يبتعد عن خط الحق الوطني يكون المطلوب مني أن أصحح له المسار والحركة الإسلامية حزب سياسي فيها مما يخطر ولا يخطر في البال وأقولها مجدداً هذا الكلام لا يعني أنني سأسكت عن الحركة تجاه أي فعل أجد أنه مخالف للوطنية الأردنية ، بل على العكس سأكتب عنه ، وكذلك عن حماس ، ولكني متأكد من أن حماس من أكثر الناس لباقة في آداب الضيافة الدبلوماسية ، حماس مدرسة سياسية تستوجب منا كل الاحترام والتقدير ، وهي لا ولن تنسى وقفة أبناء العشائر الأردنية معها ، ودعونا نقول لأنفسنا شيء نرجو أن تعيه مفاصل دولتنا ومراكز صنع القرار في الأردن والتي نتمنى أن تعود وتتوحد من جديد للصالح الأردني الأعلى ، يا إخوان : ليعلم الجميع أن هنالك فرق بين النشاط السياسي ، والنشاط العسكري ، وليعلم العالم اجمع أننا لا ولن نمنع حماس من ممارسة كافة النشاطات السياسية الهادفة إلى الصالح الأردني والفلسطيني فوق الأراضي الأردنية ، ولكننا نحرم عليها وعلى غيرها من الأحزاب والتنظيمات تحريماً قاطعاً ممارسة أي عمل عسكري من فوق الأراضي الأردنية ، نحن لدينا اتفاقياتنا و يستفيد منها الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ، وكذلك الإخوة في حماس .
أتساءل والسؤال موجه إلى حماس من منا كأردنيين من كافة الأصول والمنابت ينسى يوم 25 أيلول 1997م ، حين حاول الموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل في عمان ؟ وقد غضب الملك الحسين طيب الله ثراه ، وصاح في وجوه القيادة الإسرائيلية وهدد بنسف كل معاهدة السلام ، إذا لم يعالج خالد مشعل من السم الذي تم حقنه به ، ومما زاد غضب الملك رحمه الله أن الإسرائيليين ابلغوه أن الترياق المضاد موجود لدى طبيبة إسرائيلية مع فريق الاغتيال الموجود في فندق الأردن وكانوا يحملون جوازات سفر كندية! صدقوني من لا يؤمن بالمقاومة الفلسطينية في عرفنا ليس إنسان ، مجرد إنكارها خروج عن الوطنية الأردنية ، وضرب في أساسيات الأمن الأردني ، ونصيحة مني إلى إسرائيل الوضع اخطر من أي مرحلة سابقة ، وأنت مكشوفة تماماً أمام الجميع ، فالحذر الحذر من محاولة استثمار هذه الورقة ، وتبقى دراسة العلوم السياسية في المعادلات الحسابية ، ضرورة ملحة للجميع بما في ذلك إسرائيل !



تعليقات القراء

بلا
مدهش
20-10-2011 03:51 AM
حسام البوريني
ماشاء الله والله يا شباب المبيضين مفخرة عربية وإسلامية ، هذا المتوقع منكم ، فكر راقي ، وحب صافي ، وطنية حقيقية ، بالمناسبة أنا واحد من الناس كنت خايف على البلد منالربيع العربي ، ولكن ما دم فيه شباب بهذا المستوى فالأردن مستقر وأمن ، وشكراً يا أخ صخر شكراً كتير
20-10-2011 09:29 AM
عثمان قاسم
إن المعيار السائد حاليا هو معيار المصالح الغربية والأمريكية ، وهذا ما يجعل من المقاومة إرهاباً ، وأن يرتقي الطرح الأردني إلى هذا المستوى الذي يفصل بين المقومة والإرهاب ، ضمن رؤية ضامنة حتى للاتفاقيات والمصالح الأردنية فهذا نضوج يستحق التدبر من قبل القيادة السياسية الأردنية ، هؤلاء أناس درسوا القانون الدولي الإنساني ويعملون في مضمونة ومقتضاه .
20-10-2011 09:38 AM
حامد الصوص
هذا الطرح هو مفتاح الأمن الأردني , ولنتحدث بصراحة أكثر : ماذا لو رفض لا سمح الله الأردن الوساطة الداخلية والخارجية ورمى كافة الجهود الإنسانية والإسلامية في ...... السياسية فما النتيجة ؟ حماس تختنق , والوضع العربي في حالة بهيجان غير مسبوقة ’ وأكثر من نصف سكان الأردن من أصول فلسطينية ,
20-10-2011 09:56 AM
د. سامي الحسنات
في الحقيقة توقفت طويلاً عند مقالتكم ، وشدني هذا المستوى الرفيع من الثقافة العالية ، وأدهشتني تلك الجهود غير المرئية للجهات والتي ربما تكون قريبة منكم ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصورنا في فهم بعض المعادلات المتقدمة ، أنتم أستاذ وما تفضلتم فيه جوهر العلوم السياسية في المعادلات الحسابية ، والتي تختلف معطياتها من دولة إلى أخرى ، وفتح ملف عودة العلاقات بين الشقيقتين حماس والأردن يعد خطوة مباركة على الطريق الصحيح ، بارك الله بأمثلكم أيها المناضل العربي الحر ، وشكراً على المشاعر الوطنيةالإنسانية الصادقة .



20-10-2011 11:09 AM
محمود أبو مدين
أنتم والخليج وقطر وكافة الجهات الرجال الوطنيين يحاولون التمهيد لفتح المجال لعلاقات أكثر انفتاحاً بين الأردن والحركة التي انتهى وجودها في سوريا تقريبا في الآونة الأخيرة . لهذا نأمل من المسؤولين في الأردن أن لا يخذلونا



20-10-2011 11:12 AM
خالد السعود
يا زلمة حرام عليك بدك أتجيبنا حماس في عمان هذا إلي طلع معاك يا مبيضين يا يخسارة ويا حيف على الكرك إلي بطلع من أمثالك هذا كلام مرفوض جملة وتفصيلاً ولن نسمح فيه , طيب ييومن نطلع إسرائيل من أرضيها بنوقف معها ولا ضدها ؟ ماشاء الله خليهم في أرضهم شدك فيهم جيبهم هان .
20-10-2011 11:17 AM
عادل الزعبي


ودخلك لويش قطر ما تتبناهم ولويش جيبينهم عند خلقتي بدهم يرجعونا إيلول الأسود على روسهم ما ظنيت يوافق دولة أ.....على مثل هذ قرار ما لوش داعي . وما توقعت إنه أبن الجنوب يوقف مع جيت حماس ولويش يا خوي.......
20-10-2011 11:21 AM
جاسر الترابين
ثمة إجماع اليوم على قوة تأثير الوطنين المحايدين على صناعة القرار ، وبوسعنا أن نبحث فيما كتب الأخ الكاتب فهل سنجد له مصلحة شخصية ؟ متأكد أننا لن نجد ، وهذا ما يجعل من طرحه من المعطيات التي لا بد أن يأخذ فيها صاحب القرار ..
20-10-2011 11:33 AM
ناصر الحمايدة
البلوه كلها مخاخ وحنا وين طايحين يا مبيضين حرام عليك دبيتنا هلدبه وشيه حماس محنا خابرين العرب ومنا زلها ’ الله اكبر بطلت تعرفهم
20-10-2011 11:37 AM
بدر السيد
ترى هذا إلي ناقصنا سواليف حماس ما بكفي وجعت راسنا في خالد شاهين والخمسين عيله إلي ...... البلد ودهم يجيبوا .....ودك تخشمنا عن سواليف حماس
20-10-2011 11:41 AM
أبو صالح محمد الرواشدة
أي هوه عاده ياعموه هذي الأردن أردنا وأغلى من أروح ترابة وغير هذا الحكي مابفهم مختصر مفيد
20-10-2011 11:43 AM
جلال
ما ظل في .... غير .....
20-10-2011 11:44 AM
أنور القرالة
فيجونا من هلسالفة الملغوصة وإلي أخرتها الله يستر نفسي أفهم ويش مستفيد من هذي السوليف يا صخر ؟ فهمني ودي استوعب لأني محلل سياسي ومني مزحه في التحليل بس خيوه هذا مولصالحنا وانت قرابتي وعيب عليك هاذ الحكي
20-10-2011 11:47 AM
حسن موافي
.............
رد من المحرر:
نعتذر.......
20-10-2011 11:50 AM
جبريل غوالي
حماس جزء لا يتجزأ من تكويننا السياسي والعشائري والاجتماعي ومن كان لديه أي اعتراض فليحاول قراءة تاريخنا الأردني مرة أخرى ، في الحقيقة لفتتني بعض التعليقات التي تنم عن ثقافة أذكت كل التوقعات ! أسأل الله أن يوسع صدرك يا أستاذ مبيضين ، وهذا قدرنا !!!



20-10-2011 11:56 AM
حسن موافي
يا خيي ويشه الفلسفة الفاضية ما وادنا تجو هان ....... يا ناس خافوا الله الدار دار أبونا والناس بطحونا
20-10-2011 11:59 AM
عامر الجراح
لدلك خيوه أني ما بدي أفهم وشوه ألي بتقولوه بدي أوصل رسالة وحدة ممكن بدناش حماس في الأردن لأنها بتخرب بدناش وجع راس وشوه قولكوا وبعدين يا مبيضين فتحتوا براسي شارع بدنا أنسكر هلطابق......
20-10-2011 12:02 PM
عبدالعزيز أرشيد
صح اللسانك يا موافي حكيت وكلامك وافي ومثل الذهب صافي سطحت قلوبهم فهمان من يومك حسن ياحسن وأنا مثلك لأنه من الجماعة الله يجعل كلامنا خفيف عليهم يا خيوه مثل ما قاولوا الشباب ما ودنا أياهم جاريهنهم باغضينهم حبوهم بعيد عنا وأنت محنا عارفينك ...... أرحم يا مبيضين وشيه أسولافه
20-10-2011 12:09 PM
سلطي
معليش يا أخوان بجوز الزلمة..... مش مواخذينك بس إنسى جيت حماس
20-10-2011 12:11 PM
مصلح الرواجفة
هذا هو الكلام وهذا طبعنا وتربيتنا نحن الأردنيين بهذه السطور :من منا كأردنيين من كافة الأصول والمنابت ينسى يوم 25 أيلول 1997م ، حين حاول الموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل في عمان ؟ وقد غضب الملك الحسين طيب الله ثراه ، وصاح في وجوه القيادة الإسرائيلية وهدد بنسف كل معاهدة السلام ، إذا لم يعالج خالد مشعل من السم الذي تم حقنه به . حقاً مدهش وألف شكر على هذا القلم الأكثر من رائع .
20-10-2011 12:17 PM
هيلدا
نتمنى عودتها كتير ميرسيه مقالك بيوخد العئل عن جد بجنن
20-10-2011 12:23 PM
بلا
المصاري بتغري والعرق دساس
20-10-2011 12:24 PM
أسمر
طيب وبعدين بعد ما يجوا هون شوه
20-10-2011 01:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات