تحديات التعبئة العلمية


لا احد ينكر ان قطاع التعليم قي الاردن اصبح في مرحلة انهيار و إنحدار فكري شديد كما أن الحالة التربوية متدنية جداً في معظم المدارس الحكومية ، وأن هذة الوزارة المسوؤلة عن هذا القطاع قد شاخت حيث انها ما زالت تطبق قوانين ستينيات القرن الماضي وتتمتع بصورة ادارية برقراطية مترهلة لا تحسد عليها بين باقي الوزارات بل إن الأحوال تسير إلى الأسوأ
وباتت ايضا غير قادرة على طرح أجوبة على تساؤلات الطلبة الملحة في هذا العصر المتسارع نحو الثورة المعرفية الهائلة والتي جعلت المعلم وأسرة الطالب غير قادرين على السيطرة على مصادر المعلومات التي يصل إليها الطالب، ومن التحديات أيضا الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وما يشوبه من اختراق لكل القيم والأخلاق. فكيف يمكن للنظام التعليمي الحالي أن يتعامل مع كل تلك المتغيرات العلمية ، دون ان يقدم للمجتمع الاردني ما يحتاجة في المستقبل من وعي وفكر وعلم وتربية اخلاقية،ان العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم. حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية، فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.
لذا فإن السقوط الفكري والتربوي الحالي سوف يؤدي بلا شك إلى سقوط مادي واجتماعي وسياسي ، إذا لم نغير ما بأنفسنا اولا وما بمناهجنا التربوية ثانبا بأسرع ما يمكن، فلابد لوزارة التربية والتعليم ان تسرع وتعيد اختراع نفسها بالتجديد في أقصر فترة ممكنة إن كانت تريد أن تواجه تلك الكارثة ، حيث ما زال نظامنا التعليمي وليس التعلمي للأسف يركز على أسلوب التلقين السلطوي والتدريس الغير فعال والغير ممتع الذي لايرتكز على البحث العلمي بالاضافة الى عدم غرس مبدأ القدرة على التفكير الابداعي الحر للطالب ليتمكن من النقد البناء للواقع الافتراضي للمستقبل العلمي ومواجهة تحديات هذا العصر، من هنا علينا مراجعة نظامنا التعليمي والعمل على تجديده لتأسيس اقتصاد معرفي فعال

ويجب ان نكون على يقين ان القوة في القرن الحادي والعشرين هي قوة العلم وليست قوة السلاح وان الاستثمار في التربية هو استثمار في المستقبل لأن الأجيال الصاعدة هي التي ستحكم هذا الوطن لذلك اننا نحتاج الى تعبئه علمية وتكنولوجية جبارة وتقنيات عالية وجموعاً من الشباب المؤهل بالشكل الصحيح للتعليم واعتماد اسلوب تدريب المعلم وتثقيفه وإعادة تأهيله، والعمل على حفظ حقوقه التي تعزز مكانته، واعتماد آليات تحفز المعلم على العمل والتمثل بأخلاقيات مهنته من جهة، وتغيير مواقفه واتجاهاته من جهة أخرى، وتطوير المناهج الدراسية لمواجهة تحديات العصر الحديث ، وكل ذلك غير متوفر لدينا للاسف بسبب فقر التعليم والمعلم وتأخر البحث العلمي ، وهذا يعتبر من الثمار المرّة للسياسات الحكومية المتتابعه
فكل وزير جديد يستلم حقيبة وزارة التربية يمشي على مبدأ أنا.. ومن بعدي الطوفان ولا يخطط للمستقبل التعليمي لهذا المجتمع لسبب أن إصلاح التعليم يعني اصلاح العقل البشري وإنهاء البرقراطية الادارية، فليس من مصلحة النظام أن يعلم الطلاب كيف يفكرون ويحللون ويتخذون القرارات بصورة مستقلة، لأن ذلك يعني خروج قيادات واعية في المستقبل ستبحث عن شرعية استمرار تطبيق اي قانون في جميع المجالات وهذا سيشكل خطرا على استمرار هذا الواقع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات