لماذا لانحاسبهم يا جلالة الملك ؟


هناك مقولة أن جبر الخواطر على الله ، ولكن في السياق السياسي وعلى مستوى القيادة العليا يكون جبر الخواطر بيد الملك ، وفي خطاب جلالة الملك لدولة البخيت الكثير من جبر الخاطر له على حساب الوطن وقناعاته وعلى حساب الشارع الأردني .
دولة البخيت لم يقم بالمهمة الموكلة له على أكمل وجه بل أوصل البلاد الى مرحلة الاحتقان الشعبي والعصيان المدني المناطقي ، وهو الرجل الذي وضع رجاله في مواقع الاحتياط السياسي للمستقبل في اخر لحظة من لحظات عمر حكومته الحالية مخالفا بذلك كل قوانيين الدولة الأردنية ،وكما فعل في رئاسته الأولى عام 2007 ، وهو نفس الرجل الذي مارس حلو الكلام في العلن وكرر المئات من جمله التي لم تسمن أو تغني الشعب من جوع .
طوال حكومته الثانية وهو يؤكد على أنه رجل المرحلة وان على المواطنين أن يصبروا ويعطوه الوقت كي ينفذ ما طمح لتنفيذه ، ونسي دولته أن الوقت وخصوصا في هذه الايام يكون دائما لصالح الشعوب التي تغير كل يوم من قناعاتها ومفاهيمها عن العلاقة بين السلطة والشعب ، وتم التلاعب بهذه القناعات الشعبية على حساب كسب أكبر قدر من الزمن في غرف وصالونات السياسية الاردنية .
ولو كانت حكومة البخيت قد قامت بالأمور المناطتة بها سواء في كتاب التكليف السامي أو برنامجها المقدم لمجلس الامة لما قام جلالة الملك بحلها قبل أن تكمل السنة ، وإذا كانت هذه الحكومة تسير بخطوات جيدة نحو الاصلاح فسؤالنا هنا نوجهه لجلالة الملك لماذا أمرت بحل هذه الحكومة إذا ؟.
وعودة لبداية المقال أجد أن السؤال الذي يستحق أن يطرح هذه الايام هو هل تغيير الحكومات الأردنية يأتي نتيجة لفشلها في تحقيق أحلام ومطالب وطموحات جلالة الملك ؟ ، أم انها تتغير وتتبدل كي يحظى أكبر عدد من الاشخاص بمنافع المنصب الحكومي وفي أقل فترة زمنية ويحصلون بعدها على الالقاب والتقاعد المالي الذي لايستحقون منه قرش أحمر لأنهم لم يبذولوا مقابله أي جهد يساوي هذا المبلغ ، ونحن في دولة يثقل كاهلها حجم الانفاق الجاري الضخم .
ومن غير المعقول أن يكون الطفل الأردني الذي يبلغ من العمر خمسة سنوات يكون قد مر عليه أكثر من اربع رؤساء حكومات ومئات من الوزراء ويأتي أحد المدرسين ويسأله سؤال يطلب منه فيه أن يعدد خمس من اسماء رؤساء الوزراء الاردنيين ولايتعرف هذا الطفل أو الطالب إلا على واحد ويكون من الرؤساء القدماء الذين تعود ابوه على ذكره في الجلسات العائلية .
وجميع هؤلاء الرؤساء تولوا الحكومة بإرادة ملكية وكتاب تكليف سامي لم ينجزوا منه سوى القليل جدا وفي نهاية رئاسة كل واحد من هؤلاء الرؤساء يقدم لهم جلالة الملك كتاب شكر(برتوكولي) وعرفان وتقدير على ما قدموه للوطن ، وهذا الطفل لايزال وخلال السنوات الخمسة من عمره يأكل نفس الاكل ويلبس من البالة ملابس اخيه الذي يكبره ويحمل حقيبة استخدمها اخوه الذي أكبر منه بها من الكتب بما يزيد عن وزنه الطبيعي ، وووالده في كل أخر شهر يحسبها ولاتخرج دائما حسبته عن خط الدين المستمر للبقال وللجيران وللأصدقاء .
إذا رفقا بهذا الجيل من الوطن يا جلالة الملك وتعامل معهم بأن للمخطيء عقابه وللمحسن أجره !!



تعليقات القراء

متابع
هذا هو الكلام الصحيح لانه عندما نعاقبهم اذا اخطئو لايفكرون في العودة لمناصبهم
18-10-2011 07:59 PM
صادق
كلام حلو وجميل اامل من الذي بيده الامر ان يقرءه بنمعن وان يعمل به
18-10-2011 10:14 PM
عزام
له يا رجل ما بصير . الحساب واصل .
18-10-2011 10:30 PM
هيشي
غيير الحكومات الأردنية = مورفين
والباقي عندكم...
19-10-2011 01:21 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات